مواقف عصيبة تعيشها الأم الشابة منذ أن قررت الموافقة على زواجها من شاب تقدم لخطبتها دون تفكير كافى فهى شأن اى فتاة تحلم بحياة سعيدة ومستقرة ولكن الأحوال تبدلت تماما وأصبحت حياتها عبارة عن فصول مأساوية ورحلة معاناة ولحظات متواصلة من الخوف والتهديد بالسجن وذلك لأنها فقط أظهرت معدنها الأصيل مع زوجها فى وقت شدته حينما قررت ضمانه فى 3 قروض لمساعدته على السفر للخارج.
السيدة أم مالك من أهالى مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد تحكى فصول معاناتها بعد أن سافر الزوج ووعدها بأن يرسل لها كل أقساط القروض والأموال التى تعينها على المعيشة ولكن لم يحدث من ذلك شيئا، حيث أنها أنجبت طفلاً مصابا بخلل فى إفرازات الغدد الدرقية لتبدأ رحلة المعاناة على مدار عامين حتى تم إجراء عملية جراحية لاستئصال جزء منها وانفقت خلال تلك الفترة الاف الجنيهات لإنقاذ نجلها بجانب التزامها بسداد الديون التى لم تستفيد منها.
ونجحت أم مالك فى تنفيذ ورشة لصناعة الايبوكسى والبيرسولين لإنتاج التحف الفنية ومستلزمات المنزل على الرغم من ظروفها الاجتماعية الصعبة، وتتمنى أن تجد دعما من التضامن الاجتماعى أو جمعيات دعم المرأة المعيلة فهى تعيش فى قرية ناصر جنوب مدينة الخارجة ولديها طفل يعانى من الاصابة بمرض جريفز وهو يتعلق بالخلل فى افرازات الغدة الدرقية منذ ولادته، وما يتبعه من أعرض ونتائج بالغة الضرر.
وقالت أم مالك لـ"اليوم السابع"، إنها ربة منزل فى العقد الثالث من عمرها أنها كانت متزوجة وحصلت على قرض كضامن لزوجها لمساعدته على السفر للخارج وفوجئت بسفره وانقطاع اخباره عنها وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية، من أجل تحديد موقفها اضطرت لإثبات غياب زوجها لكى تتمكن من الحصول على مساعدات من الشئون الاجتماعية لطفلها.
أضافت أم مالك أنها قضت عامين وهى تسافر بطفلها المريض شهريا لإجراء جلسات علاجية للطفل بتكلفة تزيد عن 2000 جنيه وبدأت إجراءات صرف المعاش الطبى لنجلها من التضامن الاجتماعى وظلت أوراق الطفل قيد الفحص لأكثر من عام على الرغم من ثبوت صحة كافة الاوراق الخاصة بها ومنها تقرير القومسيون الطبى والابحاث الخاصة بحالة الطفل الأسرية حتى تمكنت من استخراج بطاقة تكافل لطفلها المريض.
وأوضحت أم مالك أنها لجأت للعمل لكى تتمكن من سداد القروض المستحقة عليها وذلك لأنها هى التى سحبت القروض لزوجها باسمها وتمكنت من سداد القرض الأول وتواصل سداد باقى القروض واضطرت للعمل فى مصانع التمور باليومية لتوفير مصدر دخل لها ولعلاج ابنها، بعد أن دخلت فى دوامة الديون استجابة لرغبة زوجها الذى أقنعها بسحب قروض من عدة جهات لتوفير مبلغ يساعده على السفر للخارج، على أن يقوم بالسداد بانتظام، ولكن بعد سفره تنكر لها ولنجله وتركها تواجه مصيرها حتى أصبحت مهددة بالسجن فى حال عدم السداد.
وأكدت أم مالك أنها بعد فشلها فى كافة محاولات لم شمل أسرتها اضطرت لاستصدار شهادة هجر من قسم شرطة الخارجة، واستكملت إجراءات الطلاق للضرر وبدأت فى العمل بنفسها لكى توفر مصدر دخل يساهم فى علاج نجلها المريض ونجحت فى تنفيذ تلك الورشة المصغرة لصناعة منتجات البورسلين والايبوكسى بكميات محدودة حسب المتاح لديها من المادة الخام وتبيعها على مواقع التواصل الاجتماعي.
واكدت أم مالك أنها لم تتمكن من استكمال عملها فى الايبوكسى لأنه غالى الثمن فى المادة الخام فاستبدلته بالبيرسولين الأقل تكلفة، حيث تقوم على فترات بشراء كميات بدعم من أحد المختصين فى صناعة الرخام الصناعى ويتابعها فى مراحل الصناعة وبعد الانتهاء من تسويق ما أنتجته تطلب منه توفير كمية إضافية وهكذا وفى بعض الأوقات تستدين قيمة المادة الخام أو تشتريها بالأجل لن ظروفها حتى الآن لم تستقر بعد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة