تستمر أزمة انخفاض سعر البيتكوين فى التسبب بعواقب وخيمة لبعض الدول، فى الوقت التى تتجه فيها دول أخرى لإضفاء الشرعية عليها، ومن أبرز الدول التى تضررت جراء هذا الانخفاض التاريخى، هى السلفادور التى أصبحت تعتمد على العملات المشفرة فى الآونة الأخيرة، وبدأ يشعر المستثمرون ورجال الأعمال وحتى الحكومات بالقلق بشأن تأثير هذا الانخفاض فى العملات المشفرة على الاقتصاد.
الولايات المتحدة الأمريكية
وفى أمريكا، أصاب انهيار عملة بيتكوين المشفرة شركة كوين باس، حيث انخفضت إيراداتها بنسبة 27% عن العام الماضى، وانخفض أسهمها بأكثر من 25% أمس الأربعاء، حتى وصلت إلى أدنى مستوى لها على الاطلاق، ونخفض سهم "كوين بيس" الآن بأكثر من 75٪ هذا العام ويتم تداوله بنسبة 85٪ أقل من أعلى سعر له على الإطلاق منذ نوفمبر، وفقدت الأسهم أكثر من نصف قيمتها فى الأسبوع الماضى وحده.
وقالت "كوين بيس" فى تقرير أرباحها أن حوالى 48٪ من إيرادات معاملاتها جاءت من البيتكوين والإيثريوم فى هذا الربع، وذلك بعد أن انخفضت أسعار البيتكوين إلى أقل من 30 الف دولار.
وقالت الشركة إنه "فى حالة الإفلاس، فإن الأصول المشفرة التى نحتفظ بها نيابة عن عملائنا يمكن أن تخضع لإجراءات الإفلاس ويمكن معاملة هؤلاء العملاء على أنهم دائنون بشكل عام غير مضمونين."
السلفادور
تكبدت السلفادور أول دولة اعتمدت عملة البيتكوين كعملة قانونية، خسائر تقدر بـ36 مليون دولار، وتعانى الحكومة في السلفادور والتى دافعت دائما عن بيتكوين حتى أصبحت أولى الدول اعتمادا لها كعملة رسمية، من تراجع سعر العملة المشفرة، وفقا لصحيفة "الكريبتونوتثياس" الإسبانية.
وقدرت خسائر السلفادور من الاستثمار فى بيتكوين بـ36 مليون دولار، وهى كافية لسداد دفعة من ديونها التى وصلت إلى أكثر من 24 مليار دولار بنهاية العام الماضى مقارنة مع 19 مليارا بنهاية العام 2019.
وجمعت السلفادور بين 6 سبتمبر 2021 و 9 مايو، 2301 عملة بيتكوين لأكثر من 100 مليون دولار. الاستثمارات فى 10 مشتريات أعلن عنها الرئيس ناييب بوكيلى، والتى لم يتم تقديم معلومات عنها بخلاف تغريدات الرئيس، تتراوح بين 30700 و 58000 دولار.
وقالت الخبيرة الاقتصادية تاتيانا ماروكين لوكالة إيفى الإسبانية أن انخفاض عملة البيتكوين بنسبة 60٪ عن أعلى مستوياتها التاريخية خلال الأسبوع وانخفاض قيمة احتياطياتها المشفرة يفاقم الأزمة المالية "بشكل أعمق مما شهدته السلفادور فى العقود الأخيرة".
ويتعين على السلفادور أن تدفع فى يناير من العام المقبل 800 مليون دولار من سندات اليوروبوندز، الأمر الذى أثار قلق المستثمرين الدوليين، حيث وفقًا لصندوق النقد الدولى (IMF)، يسير الدين العام فى السلفادور على طريق "عدم الاستدامة" بسبب السياسات الحكومية الحالية.
وقالت ماروكين "الخسائر الناجمة عن سقوط عملة البيتكوين، والتى تبلغ حوالى 36000 مليون دولار، "لا تكفى لإفلاس الدولة"، ولكن "القرارات الأخرى جنبًا إلى جنب مع تقنين البيتكوين هى ما جعلنا فى واحدة من أعمق الأزمات المالية التى مرت بها البلاد".
إسبانيا
فى الدولة الأوروبية، تعتبر المعاملات بأصول التشفير قانونية ومتكررة بشكل متزايد. وفقًا لصحيفة الإكونوميستا الإسبانية، فإن انخفاض عملة البيتكوين يعنى ضمناً خفض رأس المال بمقدار 800 مليار فى شهر واحد و 1.3 تريليون دولار (إجمالى الناتج المحلى لإسبانيا) من الحد الأقصى.
روسيا
ترك دينيس مانتوروف، وزير التجارة الروسى الباب مفتوحًا لإضفاء الشرعية على العملات المشفرة كوسيلة دفع، مثل البيتكوين، وأكد الوزير أن كلاً من البنك المركزى الروسى والحكومة "يشاركان بنشاط" فى هذا الأمر، وفقا لوكالة أوروبا بريس.
وأشاف الوزير الروسى "يميل الجميع إلى فهم أن هذا هو اتجاه العصر، عاجلاً أم آجلاً، بشكل أو بآخر، سيحدث هذا، لكنى أكرر: يجب أن يكون قانونيًا وصحيحًا، وفقًا للمتطلبات والقواعد واضاف مانتوروف أن البنك المركزى اولا وبالطبع الحكومة ".
فى الوقت الحالى، حافظ البنك المركزى الروسى على موقف معارض وقاس ضد العملات المشفرة كوسيلة للدفع، نظرًا لأن تقلبها يمثل جانبًا يقلق المستويات العليا للمؤسسة المالية.