الشاعر الكبير الراحل مظفر النواب، لم يكن مجرد كاتبا، بل كان شاعرا متجددا طور أسلوب كتابة القصيدة العربية، شكلا ومضمونا، وبجانب كونه مبدعا كان إنسانا متعدد المزايا، لا تنتهى بموقفه الإنساني والوطني وإبداعاته المتعددة.
مظفر النواب الذى رحل عن عالمنا أمس الجمعة عن عمر يناهز 88 عاما، بجانب كونه شاعرا كبيرا، فأنه كان مبدع متعدد المواهب والاختصاصات، فهو تشكيليا وموسيقيا، ومثقف موسوعى ومناضل ثائر.
الناقد العراقى قحطان جاسم جواد، أوضح في مقال بعنوان "مظفر النواب.. تشكيلياً"، أن الشاعر العراقى الراحل كان بدأ موهبته الإبداعية بالرسم، وقد العديد من اللوحات من المدرسة الانطباعية، موضحا أن "النواب" الذى نشأ في أسرة مثقفة تحب الشعر والرسم والموسيقى، بانت موهبته بالرسم منذ أن كان طالباً في الجامعة فيقول معظم زملائه من الطلبة إنه كان ملازماً لمرسم الجامعة الذي كان يديره الفنان الانطباعي حافظ الدروبي، لا بل انضم الى جماعة الانطباعيين وأصبح واحداً ممن وقع على بيان التأسيس عام 1952 مع كل من (ضياء العزاوي وحافظ الدروبي وسعدي الكعبي وغازي السعودي وياسين شاكر وعلاء حسين بشير).
وهذا القول أكدته الكاتبة المترجمة سهيلة داود سلمان وهي زميلة النواب في الجامعة آنذاك وهي ايضا تتردد على ذات المرسم. واضافت (ان النواب واحد من جماعة الانطباعيين بتأثير من معلمه الفنان حافظ الدروبي وشارك في العديد من معارضها الجماعية الثمانية قبل أنْ تتوقف وينتشر أعضاؤها في أرض المعمورة).
وقال الناقد التشكيلي الراحل عادل كامل عن لوحات مظفر النواب: إنَّ "هذه الوحدة بين الشعر والرسم في تجربته الطويلة جاءت متطابقة وبعض مفاهيم الحداثة في التجربة الإبداعيَّة العربية المعاصرة، فهناك محاولة دائمة لجعل الصدق متوازناً والتكنيك، إذ إنَّ كليهما يندمجان بخلق المشهد الفني بعناصره الكونية والذاتية على حد سواء".
وفى كتابه "القصة والقصة القصيرة جدا في الأردن" يقول نزيه أبو نضال، إن "الشاعر العراقى مظفر النواب هو واحد من مؤسسى الحركة التشيكيلية في العراق، وهو فوق كل ذلك كان يلحن ويغنى"، فيما يذهب الناقد أحمد مختار، إلى أن النواب بإصراره على طريقته المتجددة الثرية المتنوعة بكتابة القصيدة جذب الملحن الى المستوى الابداعي لقصيدته ليضع لحنا يجاريها وبهذا دفع أو حتى اجبر النواب ملحني قصائده على تغير شكل وصياغة الأغنية العراقية ومضمونها التعبيري وحياكتها اللحنية لتخرج من ثوب بساطة اغنية ما قبل الستينات الى مجال ذي عمق تعبيري اوسع ولتتخلص من سطحيتها في بعض الأحيان. هذا التجديد على يد النواب وملحني قصائده لا ينفصل عن الحراك الثقافي ووعي مجتمع مدرك لأهمية التجديد في منتصف الستينات والسبعينات لان وعي المتلقي المثقف والعام كان عاملا مهما لنجاح قصائد النواب جماهيرياً ونجاح ملحني قصائده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة