يراهن الكاتب الروائى طارق إمام دائمًا على التجريب فيرى السرد سبيلا من سبل خوض طرق جديدة في التعبير الأدبى وهو بذلك إنما يعبر عن رغبة جامحة في التمرد على المعتاد من جهة الشكل والمضمون فلا يتوقف في محاولاته حتى يبلغ مجال الإمعان، والتوغل.
ومن هذا المنطلق حملت روايات طارق إمام مجموعة من الملامح والسمات وتقنيات السرد بدءا من روايته الشهيرة الأولى هدوء القتلة انطلاقا إلى ماكيت القاهرة وهنا نحاول الاقتراب من هذا العالم.
الكتابة عن المدينة
يؤمن طارق إمام بالمدينة حيث يراها منبع الحدث، فرواياته تبدأ من المدينة وتنتهي منها وإليها إذ يرى الحياة الروائية مرتبطة بالمدينة ولذا كان من المتوقع أن يكتب في النهاية عن القاهرة والإسكندرية وإن كان سمى روايته الأخيرة المرشحة للبوكر "ماكيت القاهرة" فهو إنما يعبر عن إيمانه بالمدينة كمنطلق روائى للحدث المتصاعد وكأنه يتصاعد من فوهة بركان إذ يرى المدينة وكأنها قائمة على فوهة بركان وهو يخرج تفاعلات هذا البركان من القيعان إلى القمم.
التجريب
يخرج كل ما يمكن ملاحظته والالتفات إليه من رحم التجريب، هذا ما تقوله روايات طارق إمام إذ لا يتوقف عند التجريب في اللغة بل يمتد إلى التجريب في الموضوع، لينتج صوة جديدة غير معتادة وخارجة عن المألوف، كالرجل الذى يأخذ عينا حية ويحتفظ بها في ماكيت القاهرة.
إبراز عالم الكوميكس والمجسمات
تتخذ رسومات الكوميكس عنصرا أساسيا في طبيعة فهم طارق إمام للفن، فيحاول دائما أن يضعها في إطار الروايات التي يكتبها سواء بالرسم تارة كما في رواية ماكيت القاهرة أو بالكتابة وفيها السياق يجب الوقوف عند كون روايته المرشحة للبوكر ماكيت القاهرة تدور أساسا في عالم الماكيت والمجسمات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة