قبل نحو 4 سنوات وقبل أربع سنوات، اتفق العاهل المغربى محمد السادس والرئيس النيجيرى محمد بخارى على مشروع ضخم لنقل الغاز على طول ساحل المحيط الأطلسى نقل الغاز بين البلدين، عبر 11 بلدا بغرب أفريقيا، على امتداد أكثر من 3 آلاف كيلومتر، وهو امتدادا لخط أنابيب ينقل الغاز من جنوب نيجيريا إلى بنين وغانا وتوغو منذ 2010.
واليوم يثير نقل الغاز النيجيرى إلى شمال إفريقيا اهتماما كبير بعد أن عاد الحديث عن المشروع إلى الواجهة مرة أخري، لاسيما مع مساعى الأوروبيين للتحرر من الغاز الروسى عقب الحرب الروسية الأوكرانية، حيث يسعى الاتحاد الأوروبى قطع الإمدادات بنسبة الثلثين بحلول نهاية العام، ليصبح مستقلاً عن جميع أنواع الوقود الأحفورى بحلول عام 2030، ومن ناحية أخرى مخاوف قطع إمدادات الطاقة الروسية عن أوروبا بسبب الحرب، وتحول بعض البلدان الأورويبة إلى الحصول على الغاز من أفريقيا.
فى الرابع من مايو الجاري، كشفت وسائل اعلام نيجيرية عن شراكة تم إبرامها بين الشركة الوطنية النيجيرية للبترول والمكتب الوطنى للهيدروكاربورات والمناجم بالمغرب، تم توقيعها بالأحرف الأولى فى يونيو 2018، جاء ذلك على لسان تولو أوغونليزي، مستشار الرئيس النيجيرى محمادو بوخارى الذى أكد أن “بلاده والمغرب اتحدا لبناء أطول أنبوب غاز أوف شور فى العالم لنقل الغاز بين البلدين، باتجاه أوروبا عبر 11 بلدا بغرب أفريقيا”.
وتملك نيجيريا العضو فى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) احتياطات هائلة من الغاز، وهى الأولى فى إفريقيا فى هذا المجال والسابعة فى العالم، ما يعزز فرص أسواقها ويفتح شهية المشترى الأوروبى.
وبخلاف نيجيريا أصبحت الجزائر أحد مصدرى الغاز إلى إيطاليا التى تعد ثانى أكبر مشتر للغاز الروسى فى أوروبا، وتسعى لإيجاد إمدادات بديلة بعد الحرب الروسية الأوكرانية، والشهر الماضى وقّع رئيس الوزراء الإيطالى ماريو دراجي، اتفاقاً جديداً لتوريد الغاز مع الجزائر لزيادة واردات الغاز بنحو 40%.
كما سافر الوزراء الإيطاليون إلى أنغولا والكونغو برازافيل، حيث اتفقوا على صفقات غاز جديدة، وتتطلّع إيطاليا إلى فرص فى موزمبيق لمحاولة إنهاء اعتمادها على روسيا بحلول منتصف عام 2023.