جدد المتحدث الصحفي للرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف، موقف بلاده الرافض لتحميلها مسئولية خطر انتشار مجاعة محتملة في العالم.. واستدرك قائلا: "نحمل المسئولية عن المجاعة المحتملة للعقوبات المفروضة على روسيا من قبل الغرب".
وذكر بيسكوف في إحاطة صحفية اليوم الاثنين، أنه "لطالما كانت روسيا مصدّرا للحبوب موثوقا به إلى حد كبير، وكانت أوكرانيا أيضا مصدرا موثوقا به إلى حد ما للحبوب".
وأضاف: "لا يمنع الجانب الروسي على الإطلاق أوكرانيا من تصدير الحبوب إلى بولندا بالسكك الحديدية، إذ تنطلق القطارات المحملة بالأسلحة من هناك، ولا أحد يمنعها من تصدير الحبوب على متن نفس القطارات".
وتابع بيسكوف: "بالنسبة إلى طريق النقل البحري، نقول إننا لسنا مصدر هذه المشكلة، وفيما يتعلق بالطرق البديلة لسنا نحن من يمثل مشكلة تتسبب في خطر المجاعة في العالم"، وأن مصدر هذه المشكلة هم من فرضوا العقوبات والعقوبات نفسها.
وأعرب بيسكوف عن اتفاق بلاده كليا مع مخاوف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بشأن نشوء أزمة غذاء عالمية، مذكرا بتصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الانهيار، الذي تشهده سوق القمح، سببه يعود إلى ما تم فرضه من عقوبات وقيود على روسيا.
من ناحية أخرى، قال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو إن موسكو تدرس خطة روما الخاصة بتسوية الوضع في أوكرانيا، وسيتم تقييم هذه المقترحات بعد تحليلها.
ونسبت وكالة أنباء (تاس) الروسية إلى رودينكو قوله "إن الخطة لا تتم مناقشتها بين روسيا وإيطاليا.. لقد تلقيناها مؤخرا ونحن ندرسها وعندما ننتهي من تحليلها، سنقدم تقييما بشأنها".
تجدر الإشارة إلى أنه يوم الخميس الماضي، ذكرت صحيفة "لا ريبابليكا" الإيطالية أن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو قدم اقتراحا بشأن التوصل إلى تسوية سلمية في أوكرانيا إلى الأمم المتحدة وشركاء مجموعة السبع والذي ينص على وقف إطلاق النار وكذلك معاهدة بشأن "الأراضي المتنازع عليها" واتفاقية عامة متعددة الأطراف بشأن الأمن.
وصرح مصدر دبلوماسي إيطالي بأن هذا الاقتراح في مرحلته الأولية للمناقشة وقد يضع الأساس لعملية التفاوض.
وفي سياق آخر، أعلن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرجي ناريشكين، أن معظم دول أمريكا اللاتينية لا تريد الرضوخ لمطالب الإدارة الأمريكية بالانضمام إلى العقوبات المفروضة ضد بلاده.
وقال ناريشكين - في تصريح صحفى - إنه "وفقا للمعلومات، التي تلقاها جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، تُظهر معظم دول أمريكا اللاتينية عدم استعدادها للامتثال غير المشروط لمطالب إدارة الرئيس جو بايدن بإدانة العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، والانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا".
وأوضح المسئول الروسي الرفيع أن الخارجية الأمريكية تدرك أن قادة أمريكا اللاتينية في إطار الاتصالات الثنائية يميلون إلى تجنب مناقشة هذا الموضوع ويرغبون في تركيز الاهتمام على المشاكل المحلية والإقليمية.
وأضاف: أنه وفقا لمعلومات الاستخبارات الروسية، تخشى الخارجية الأمريكية بشدة أن تؤدي محاولات أخرى للحصول على دعم من دول أمريكا اللاتينية بشأن أوكرانيا إلى خلق عقبات أمام تعزيز مصالح واشنطن في أمريكا اللاتينية.