نظم ملتقى جائزة الشارقة للأدب المكتبى، ضمن فعاليات الدورة الـ22 للجائزة، جلسة نقاشية حول "المكتبات الأكاديمية ودورها فى دعم التعليم والبحث العلمى"، والتى تحدث خلالها الدكتور خالد عبدالفتاح، مستشار الحلول الرقمية والمعرفية فى مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وأدارتها الكاتبة والشاعرة شيخة المطيرى.
وأكد الدكتور خالد عبد الفتاح خلال الجلسة، على أن حاجة المؤسسات التعليمية والبحثية إلى المكتبات ينبع من الحاجة الماسة إليها من قبل المستفيدين، من أفراد وبرامج دراسية وبحثية، والذين يمثلون العنصر الرئيسى الذين تلبى المكتبات احتياجاتهم المعرفية، وهم الطرف الأهم الداعم لوجود وتطوير المكتبات الأكاديمية، وكلما ازدادت حاجة المستفيدين، كانت الحاجة إلى المكتبات أكبر، وأن المكتبات تعد عنصراً من عناصر قياس قوة البرامج التى تقدمها المؤسسات الأكاديمية.
وأشار الدكتور عبد الفتاح إلى أن مسئول المكتبة الأكاديمية ينبغى أن يكون له مهارات تمكنه من إعطاء المعلومات التى يحتاجها الباحثون والطلاب على اختلاف تخصصاتهم، وإن لم يكن متخصصاً فى واحد من تلك القطاعات العلمية، وأن كتاباً ينصح به مسؤول المكتبة المحترف لأحد الطلاب قد يغير مسار حياته الأكاديمية والعلمية بعيداً عن المقررات التقليدية المقررة.
المكتبات الأكاديمية والمراكز البحثية الأكاديمية
وأكد الدكتور عبد الفتاح على أن من عناصر نجاح عمل المكتبات الأكاديمية معرفة حاجات المستفيدين، التى تحتاج فى بعض المراكز البحثية الأكاديمية العالمية إلى أن تكون مكتباتها متاحة على مدى 24 ساعة. كما أن نجاح المكتبات مرتبط بشكل كبير فى تيسير الوصول إلى المعلومات، ودعم التطوير الأكاديمى والبحثي، بحيث توفر للطلاب والباحثين أدلة إرشادية تسهل عليهم الوقت والجهد فى الوصول إلى المعلومات، وذلك بحسب المستويات العلمية للمستهدفين.
الرشاقة التنظيمية للمكتبات
وفى استعراضه لبحثه الفائز بالمركز الثاني: "الرشاقة التنظيمية، مدخل لإدارة التغيير ومواجهة الأزمات بالمكتبات ومؤسسات المعلومات.. مكتبات جامعة الشارقة أنموذجاً"، لفت الدكتور ثروت العليمى، أن الرشاقة التنظيمية تشير إلى قدرة المؤسسة على التكيف بسرعة مع التغيرات فى السوق والتغيرات البيئية بطرق إنتاجية وفاعلة من حيث التكلفة والاستجابة السريعة للتغيير، وأن من أهداف دراسته تحديد تأثير الرشاقة التنظيمية على إدارة الأزمات، ودراسة طبيعة تطبيقها فى مكتبات جامعة الشارقة.
وحول العمليات الرشيقة التى تتميز بها مكتبات جامعة الشارقة، أشار الدكتور ثروت إلى تميزها فى خدمة البحث والوصول إلى مصادر المكتبة الإلكترونية على مدار الساعة، وتقديم الخدمات بشكل شخصى مع مراعاة الإجراءات الصحية المعتادة، إضافة إلى ورش العمل والملتقيات التى نظمتها المكتبات، مع توفير الفهرسة الأصلية للكتب من المنزل، عبر نظام المكتبة المتكامل على الويب.
وأوصت دراسة الدكتور العليمى بنشر ثقافة الرشاقة التنظيمية كمدخل لإدارة التغيير فى المكتبات، ومراجعة مستوى الأداء وتقييمه دورياً، مع تهيئة الأفراد للتغيير عند تطبيق ممارسات عمل جديدة، إضافة إلى ضرورة التحول الرقمى كخيار حتمي، وإعداد سيناريوهات جاهزة استعداداً لحدوث الأزمات.
بوابة المكتبة العميقة
وفى كلمتها التقديمية حول دراستها الفائزة بالمركز الثالث فى "جائزة الشارقة للأدب المكتبي"، تحدثت الدكتور مروة زكى توفيق زكى عن بحثها الفائز، حيث أشارت إلى أنه هدف للكشف عن التأثيرات الكمية الخاصة ببوابة المكتبة العميقة على طلاب جامعة الملك عبد العزيز، من حيث الانخراط فى المصادر المكتبية، وتحديد التأثيرات النوعية من وجهة نظر الطلاب بشأن تأثير البوابة على الانخراط فى المصادر المكتبية.
وأشارت الدكتورة مروة زكى إلى أن البوابة العميقة موضوع الدراسة هى بوابة إلكترونية موحدة تتيح للطالب أن يبحث عن جميع المصادر الرقمية عبر 126 قاعدة بيانات تتضمنها البوابة، من خلال عملية بحث واحدة، ودون الحاجة إلى الدخول إلى كل قاعدة بيانات بشكل منفرد والبحث فيها بشكل مستقل.
وأوضحت الدكتورة مروة زكى أن نتائج البحث قد تمثل معايير إرشادية لتحسين الاستفادة من بوابة المعرفة العميقة، بحيث يمكن الاستفادة من هذه المعايير فى قبل القائمين على الأنظمة المكتبية لتطوير منصات ديناميكية، وقد تسهم مخرجات البحث فى دعم مسؤولى المكتبات الرقمية بكيفية توظيف بوابات المعرفة العميقة فى تعزيز انخراط الطلاب فى المصادر المكتبية واكتساب مهارات إدارة المعرفة الشخصية.
وأوصت دراسة الدكتور مروة زكى بضرورة توجه المؤسسات المكتبية نحو التوسع فى استخدام بوابات المعرفة العميقة، حيث يمكن الاعتماد عليها كأداة فاعلة فى مواجهة الآثار المترتبة على جائحة كوفيد – 19، كما أوصت الجهات المعنية بالعمل على إعادة النظر فى كيفية توظيف بعض المتغيرات الوسيطة بالبيئات المكتبية بغرض زيادة فاعلية المكتبات الجامعية.