استمرارا للجدل المثار حول تغريم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون لحضوره فعاليات تنتهك قواعد إغلاق وباء كورونا، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إنه من المتوقع أن يلجأ إلى كبش فداء، متمثل فى رئيس الخدمة سايمون كيس ، في محاولة يائسة لإنقاذ وظيفته، حيث يواجه كلا الرجلين، انتقادات لاذعة في تقرير عن حفلات كسر الإغلاق في داونينج ستريت.
وستلقي النتائج التي طال انتظارها والتي توصلت إليها الموظفة المدنية سو جراي ، وفقًا لعدة مصادر ، اللوم بشكل خاص على كيس ، أكبر موظف مدني في المملكة المتحدة ، للسماح لثقافة الشرب بالتطور والتي أصبحت فيها الحفلات المخالفة للقواعد أمرًا شائعًا أثناء عمليات الإغلاق.
وقال أحد كبار الشخصيات في وايت هول – الحكومة- الذي اطلع على أجزاء من التقرير إنه قد يثبت أيضًا أنه أكثر ضررًا لجونسون من الغرامة التي فُرضت عليه في أبريل لحضور حفل عيد ميلاده ، لأنه سيوضح مشاركة رئيس الوزراء في العديد من الأحداث الأخرى التي قد تكون خرقت القواعد ، ولكن لم يتم تغريمه بسببها.
ويستعد كبار المسئولين لانتقاد كيس بشدة لدرجة أنه سيتعين عليه تقديم استقالته ، أو إقالته من قبل جونسون ، حتى يتمكن جونسون من القول إنه تصرف بشكل حاسم وتعلم الدروس.
وقال أحد المصادر: "ربما هذا هو السبب في أن [كيس] لا يزال موجودا [ولم يتم نقله من منصبه بالفعل]، لأن جونسون يحتاج إلى كبش فداء." ومع ذلك ، إذا فقد كيس وظيفته ، فسيعني ذلك أن الموظف الذي لم يتم تغريمه سيفقد وظيفته ، بينما يحتفظ رئيس الوزراء ، الذي تم تغريمه ، بوظيفته.
وقالت صديقة لجراي عملت معها على مستوى عالٍ في الخدمة المدنية أن التقرير سيجعل القراءة "مروعة" لكل من رئيس الوزراء وكبار موظفي الخدمة المدنية ، وأن جراي لم تكن في حالة مزاجية تجعلها تخفف النتائج التي توصلت إليها.
وقالت الصديقة إنه قبل عهد جونسون ، كان الحفل الوحيد الذي أقيم بين الموظفين في داونينج ستريت هو حفلة عيد الميلاد السنوية. "لم يكن لدينا آلات كاريوكي وأماكن لإحضار المشروبات في تلك الأيام. أعتقد أنه سيكون من الصعب جدا على سايمون كيس ".
وتم تعيين جراي لتولي التحقيق في حفلات داونينج ستريت في ديسمبر الماضي من قبل كيس نفسه ، بعد أن تم الكشف عن استضافته لحدث في مكتبه في 17 ديسمبر 2020 ، حيث تم إرسال دعوات تقول "حفلة عيد الميلاد!" وقال متحدث باسم الحكومة في ذلك الوقت إن المسئولين في مكتب كيس شاركوا في "لعبة افتراضية".
ومن المتوقع أن تسمى جراي جونسون وكيس ، إلى جانب عشرات المسئولين الآخرين فى تقريرها.
وفي حين أنه من غير المتوقع أنها ستكشف عن تفاصيل جديدة يمكنها إلحاق الضرر برئيس الوزراء ، إلا أن الانطباع العام لأولئك الذين لديهم معرفة بالتقرير هو انتقادها لفشل القيادة مما يعنى أنه سيكون من الصعب تجاوز الأزمة دون أن يتم دفع الثمن من خلال التضحية بشخص كبير.
وقال مصدر آخر مطلع على تفكير جراي: "سو في مكان جيد جدًا لإصدار الأحكام. عملت في قلب الحكومة لفترة طويلة جدًا.
وأضاف: "ما قيل لي إنه لن يخرج أحد من هذا الموقف دون خسائر. لذلك سيكون هناك ضرر لجونسون. من نواحٍ عديدة ، يمكن أن يكون أكثر ضررًا عليه من الغرامة لأن الغرامة كانت لشيء بسيط نسبيًا [حفلة عيد ميلاده] حتى أن الناس فوجئوا بتغريمه. لذلك كان قادرًا على أن يبرر نفسه"، معتبرا أن الوضع مختلف هذه المرة.
