نجحت الدولة المصرية في تدشين واحد من أهم المشروعات الزراعية في تاريخ البلاد وهو مشروع مستقبل مصر الذي يضم 800 ألف فدان ستزيد لنحو مليون و50 ألف فدان العام المقبل، ضمن الدلتا الجديدة التي تضم 2.2 مليون فدان تمثل إضافة قوية للاقتصاد المصرى وسط صعوبات يعانيها الاقتصاد العالمى جراء تداعيات كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
يضم المشروع 6 محطات رفع بنسبة تنفيذ بلغت 12%، إلى جانب 12 عملًا صناعيًّا بنسبة تنفيذ 6% ، حيث بدأ العمل في 1 سبتمبر 2021، وينتهي في 31 يوليو 2023، بنسبة تنفيذ وصلت حتى الآن إلى 24%.
كما يتضمن المشروع 211 كيلو متر خطوط مواسير بنسبة تنفيذ 14 % و16 كيلو متر ترعة مكشوفة بنسبة تنفيذ 26%. ، ويضم ترعة بطول 170 كيلو مترًا، بواقع 148 كيلو متر ترع مكشوفة و22 كيلو متر قطاع مواسير.
كما يضم المشروع 13 محطة رفع بنسبة تنفيذ 48%، و81 عملًا صناعيًّا بنسبة تنفيذ 25%، وقطاع المواسير بطول 22 كيلو مترًا بإجمالي مواسير بطول 200 كيلو متر نسبة تنفيذ 40%، و148 كيلو متر حفر مكشوف بنسبة تنفيذ 55%، ومحطة معالجة الحمام طاقة 7.5 مليون م 3 / ي بنسبة تنفيذ 71%. .
رئيس جمعية هيا : زرعنا مساحات واسعة من العنب بالمشروع
مهندس محسن البلتاجى
حول رؤيته للمشروع كشف المهندس محسن البلتاجى رئيس جمعية تنمية وتطوير الصادرات الزراعية (هيا) ل" اليوم السابع" أن مشروع مستقل مصر من أنجح المشروعات الزراعية على الاطلاق ، ولا سيما بعدما يتم توصيل المياه له ، ودخول ترعة كبيرة للمشروع واستكماله العام المقبل لزيادة مساحته من 800 الف فدان الى مليون و50 الف فدان .
أشار محسن البلتاجى " اننا في جمعية هيا نزرع مساحات من العنب في المشروع وبالفعل هناك زراعات كثيرة اغلبها موجهه للتصدير وهذا امر مهم لتوفير العملة الصعبة وزيادة صادرات مصر الزراعية وقيمتها المالية بما يعزز الاقتصاد الوطنى" .
أوضح ان هناك زراعات هامة في المشروع منها القمح والبطاطس وبنجر السكر والعنب والخضار والذرة والفراولة وأصناف أخرى مثل عباد الشمس والبطاطا وفول الصويا بجانب الموالح، مشيدا بالرؤية الاستراتيجية للدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى في تنفيذ مثل هذه المشروع غير المسبوقة في تاريخ البلاد والتي تساهم في سد الفجوة الغذائية .
د.على إسماعيل : مشروع عملاق يلبى طموحات الشعب المصرى
د. على اسماعيل
من جانبه أكد الدكتور على اسماعيل مدير معهد الأراضى والمياه السابق ل" اليوم السابع" أن مشروع الدلتا الجديدة يضم نحو 2.2 مليون فدان ،منها نحو مليون و50 ألف فدان في مشروع مستقبل مصر الذى افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى ، لافتا إنه مشروع عملاق يلبى طموحات الشعب المصرى ،ويحل العديد من الأزمات بناء على التخطيط الاستراتيجي والرؤية المستقبلية للدولة .
أضاف إنه من المهم الاستفادة من تلك المساحة في زراعة الحبوب، مثل القمح والذرة ونباتات الزيوت المختلفة ومحاصيل التصدير ، من خلال الصوب العملاقة التي تتم على أرض المشروع ،بما يساهم في تغطية احتياجات السوق المحلى والتصدير؛ لتوفير العملة الصعبة، موضحا إنه في حالة زراعة نصف مليون فدان سيضيف نحو 3 ملايين طن قمح ، بما يعنى توفير احتياجاتنا من القمح بنسبة 90% ،وفى حالة خلط جزء من القمح بالذرة نكون غطينا احتياجاتنا بنسبة 100% العام المقبل .
أشار الدكتور على إسماعيل أن المشروع يتكلف كثيرا ، حيث أن أقل تكلفة للبنية الأساسية للفدان الواحد تصل ل 200 الف جنيه ،وبالتالي هذه التكلفة لا تقدر عليها إلا الدولة فالقطاع الخاص لا يستطيع تحمل كل تلك التكلفة ،وبالتالي هو مشروع عملاق أنجزته القوات المسلحة درع الحرب والسلام ودرع الوطن الواقف لتلبية احتياجاته وحل مشاكله ، مدللا على عدم تأثر مصر بشكل كبير بجائحة كورونا وكانت الخضر والفاكهة في متناول المواطن من حيث الأسعار المعقولة .
أوضح أن هذا المشروع بجانب مشروع استصلاح 1.5 مليون فدان شرق العوينات سيساهمان بقوة في تحقيق مصر الاكتفاء الذاتي من مختلف الاحتياجات وبالتالي عدم التأثر بالموجات التضخمية العالمية الواردة من الخارج ؛ لأنها ستوفر الاحتياجات أيضا من السكر بجانب الحبوب والزيوت بجانب توفير عملة صعبة .
على سبيل المثال " إن كنا نستورد مواد ومنتجات غذائية ب 15 مليار دولار، يمكننا توفير منها 10 مليارات دولار من الإنتاج المحلى ، بالتالي كأننا صدرنا نفس الكمية للخارج ،وهو ما قد يتم من خلال ال 16 ألف فدان الصوب في المشروع" ، مشيرا أن ميزة هذا المشروع إمكانية تنفيذ الدورة الزراعية عليه ، لصعوبة ذلك في الدلتا القديمة والوادى ، فكل فلاح يزرع ما يريده ، وبالتالي فان تنفيذ هذا الامر في المشروع الجديد يمنحنا إمكانية توفير الاحتياجات من كافة السلع والمنتجات الزراعية والاستراتيجية ، بجانب الاستفادة من الميكنة في تدوير المخلفات والاستفادة منها أيضا .
د.على عبد المحسن : يحقق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من المحاصيل
من جانبه أكد الدكتور على عبد المحسن مدير معهد الاقتصاد الزراعى ل" اليوم السابع" ان المحاصيل الاستراتيجة على رأسها المحاصيل ، التي يتم زراعتها وسيتم التوسع فيها مثل القمح والذرة والبنجر وفول الصويا والخضر والفاكهة مما يساهم في تحقيق الامن الغذائي وتخفيض الواردات من الخارج ووقف استيرادها بجانب تصدير الخضر والفاكهة مما يزيد الصادرات ويوفر العملة الصعبة للإنفاق على برامج التنمية .
أضاف ان المشروع يوفر الاف الفرص للشباب كما سيحدث وفرة في الإنتاج المحلى وتخفيض أسعار المنتجات والسلع علاوة على القيمة المضافة وتصنيع المنتجات الزراعية بدلا من تصديرها خام ؛مما يساهم في دعم القطاع الصناعى ، علاوة على تشغيل المطاحن ومعاصر الزيوت ومصانع المخلفات ومصانع السكر والمربات والعصائر ، موضحا ان ميزة المشروع انه يستخدم الرى الحديث مما يوفر المياه .
أشار انه أيضا يمكن التوسع في زراعة الاقطان قصيرة التيلة التي يتم تجريبها في مصر حاليا وغيرها من الاقطان المفيدة للصناعة في مناطق المشروع ، ولا سيما انه بعيد عن زراعات الاقطان في مناطق الدلتا ووادى النيل ، بما يشير لأهمية تلك المساحات التي تم زراعتها وفائدتها الكبيرة للبلاد .
وزير الزراعة : المساحة المزروعة والمستهدفة تعادل 30 % من مساحة الدلتا القديمة
وفى ذات السياق قال السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، إن مشروع الدلتا الجديدة يعتبر قفزة عملاقة نحو تنفيذ استراتيجية الزراعة 2030، وذلك بسبب كونه مشروعا تنمويا متكاملا، تصل مساحة لـ 2.2 مليون فدان.
كما أن المساحة المزروعة والمستهدف زراعتها تعادل 30 % من مساحة الدلتا القديمة، كما يتميز المشروع بموقعه الاستراتيجي لقربه من الموانئ البرية والجوية والبحرية، ميناء الاسكندرية ، السخنة ، دمياط) ومطاري سفنكس وبرج العرب، ويرتبط المشروع بالطرق الرئيسية والمناطق الصناعية الكبرى مثل مدينة السادات والسادس من اكتوبر وبرج العرب وغيرها، كما يمثل امتداداً عمرانياً جديداً لمحافظات الدلتا.
وأكد السيد القصير، أن المشروع يستهدف تدعيم ملف الأمن الغذائي وتخفيض فجوة الاستيراد من السلع الاستراتيجية، توفير أنشطة مرتبطة بالزراعة مثل أنشطة الثروة الحيوانية والداجنة والتصنيع الزراعى، إقامة مجمعات زراعية صناعية تعمل على الربط بين الزراعة والصناعة التحويلية والتجارة والخدمات، إعادة توزيع السكان وجذب عدد كبير من المواطنين لتخفيف التكدس السكانى وتوفير فرص عمل جديدة، وزيادة تنافسية الصادرات الزراعية وتدعيم رصيد مصر من العملات الأجنبية.
وقال إن مشروع الدلتا الجديدة يتكون من عدة مشروعات، هي مشروع مستقبل مصر وهو باكورة مشروع الدلتا الجديد، مشروع جنة مصر، مناطق تابعة لمحافظة البحيرة ووزارة الزراعة، وأراضي تم تحديد صلاحيتها بمعرفة وزارة الزراعة.