رسم الباحثون خرائط لسحب الغاز الضخمة التي يعتقد أنها تحمل أدلة حول تطور المجرات وتكوين النجوم في الأيام الأولى للكون، وذلك باستخدام مرصد دبليو إم كيك في مونا كيا في هاواي، حيث قاس الباحثون حجم وكتلة وكثافة سحب الهيدروجين القديمة، ويُقدر عمر هذه السحب الغازية الشفافة الضخمة، والمعروفة أيضًا باسم (DLAs)، بما يقرب من 11 مليار سنة، وتعمل كمستودعات للغاز البدائي الذي ملأ معظم الكون المبكر قبل 13.8 مليار سنة، وتكثف في النهاية لتشكيل بعض أقدم المجرات والنجوم.
وفقا لما ذكره موقع "space" الأمريكي، كشف Rongmon Bordoloi ، الباحث الرئيسي للدراسة والأستاذ المساعد في الفيزياء في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، "تعد DLAs مفتاحًا لفهم كيفية تشكل المجرات في الكون، ولكن من الصعب عادةً ملاحظتها نظرًا لأن السحب منتشرة جدًا ولا تصدر أي ضوء بنفسها"
كما أن الطبيعة الشفافة لهذه السحب الغازية تجعل من الصعب مراقبتها بشكل عام، ومع ذلك، يصبح الغاز أكثر وضوحًا عندما يكون أمام شيء لامع.
واستخدم الباحثون أسلوبًا مبتكرًا يجمع الضوء من الكوازارات، وهى أجسام ساطعة بعيدة مدعومة بالثقوب السوداء تبلغ كتلتها مليار مرة كتلة الشمس، ونظامان DLA مضاءان من الخلف بواسطة مجرة بعيدة ذات عدسة جاذبية.
وقال الباحث في البيان: "المجرات ذات العدسة الجاذبية تشير إلى المجرات التي تبدو مشدودة ومشرقة"، مضيفا "هذا بسبب وجود هيكل جاذبي ضخم أمام المجرة ينحني الضوء القادم منه أثناء انتقاله نحونا.. لذلك ينتهي بنا المطاف بالنظر إلى نسخة ممتدة من الجسم، إنه مثل استخدام تلسكوب كوني يزيد من التكبير ويعطينا تصورًا أفضل ".
واستخدم الباحثون Keck Cosmic Web Imager في مرصد Keck، وهو مطياف حقل متكامل شديد الحساسية لمراقبة نظامي DLA، اللذين يكبران تقريبًا درب التبانة.
كما أنه باستخدام هذه البيانات، أنشأ الفريق أول خرائط مكانية على الإطلاق لـ DLAs، والتي بدورها تقدم أدلة جديدة حول تطور المجرات وتكوين النجوم في الكون الشاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة