في واقعة مأساوية أليمة حطمت قلوب ووجدان الأهالي، ودع فيها أهالي قرية ميت طريف التابعة لمدينة دكرنس بمحافظة الدقهلية، أب ونجله، بعدما صعدت روحهما إلى السماء، وفجعت بوفاتهما أسرتهما وصلوا عليهما في ليلة واحدة.
فبعد أن مات الابن غرقا في ترعة القرية، لحق به الأب بدقائق معدودة، إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة؛ حزنا وألما على فراق نجله، فلم يتحمل الأب خبر وفاة ابنه عبد الرحمن محمد البالغ من العمر 14عاما، ولحق به كمدا وحزنا بعد غرقه في ترعة الري بالقرية.
وبصرخاتها المدوية ودموعها المبكية، قالت والدة "عبد الرحمن" لـ"اليوم السابع"، إن ابنها قبل وفاته وغرقه كان يقوم بدراس محصول القمح بالأراضي الزراعية، وظل يعمل منذ الصباح دون أن يتناول وجبة الغذاء أو يتحصل على أجره نظير عمله، مشيرة إلى أن ابنها الراحل اتصل بها قبل وفاته بدقائق معدودة وأخبرها خلال حديثه معها عن رغبته في ترك العمل، إلا أنها شجعته على مواصلة اجتهاده وكفاحه ليحصل على يوميته، 20 جنيها، ويتمكن من شراء ملابس جديدة يحضر بها زفاف ابن خالته، فرد عليها قائلا: "مش هشتغل، أنا كرهت الهدوم اللي عليا"، مضيفة أنه بعد مرور خمس دقائق من حديثه معها أخبرها أحد أن "عبد الرحمن" غرق في الترعة.
"حبيبي وقلبي كلمني الساعة 2، وبعدها علطول قالولي ابنك مات غرقان".. بهذه الكلمات تابعت والدة "عبد الرحمن" حديثها، فقالت إن نجلها كان يعمل ويكافح ليساعد والده وأسرته على أعباء الحياة، ويوفر مصاريفه، قائلة بحسرتها وألمها: "قلبي وعمري راحوا مني في ليلة واحدة، في الجنة ونعيمها يا عبد الرحمن أنت وأبوك، وربنا يصبرني على فراقكم".
وفي مشهد جنائزي مهيب ومبكي، شيع الألاف من أبناء القرية نعشي الأب وابنه، فلم يتحمل الأب سماع خبر وفاة ابنه وفراقه ورؤيته جثة هامدة ليلحق به بعد أقل من نصف ساعة من وفاته بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة.
جدير بالذكر أن عبد الرحمن محمد شاب يعمل باليومية، وقبل وفاته كان يقوم بدراس محصول القمح بإحدى الأراضي الزراعية بقرينه، وبعد انتهائه من عمله، ذهب لينظف يداه في الترعة، إلا أنه انزلق وسقط في مياه الترعة ولفظ أنفاسه الأخيرة في الحال؛ لارتفاع منسوب المياه، ولحق به والده بعد مروره بأزمة قلبية حادة؛ حزنا وألام على فراق نجله.
وكان مدير أمن الدقهلية قد تلقى إخطارا يفيد بورود بلاغ مأمور مركز شرطة دكرنس بغرق فل فى مياه ترعة قرية ميت طريف التابع للقرية.
وبانتقال ضباط المباحث وقوات الإنقاذ النهرى إلى مكان البلاغ تبين أن الطفل الغريق يدعى عبد الرحمن السيد نعمة الله 14 عاما أثناء استحمامه فى المياه ولعدم إجادته السباحة وشدة التيار جرفته المياه وغرق.
وبعد تمكن قوات الإنقاذ النهرى بمساعدة الأهالى من انتشال الجثمان فوجئوا بسقوط والده ويدعى محمد ويعمل نجار موبيليا على الأرض مغشيا عليه وبالفحص تبين وفاته بسكتة قلبية حزنا على نجله.
وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التى صرحت بدفن الجثامين لعدم وجود شبه جنائية.
