أكدت منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس، أن هناك أدوية ولقاحات ناجحة لفيروس جدري القرود، وأن لقاحات الجدري فعالة ضد جدري القرود، موضحة أن الأشخاص الذين تلقوا لقاح الجدري قبل عام 1980 محميون من الإصابة بجدري القرود.
من جانبه كشف الدكتور أحمد المنظرى المدير الإقليمي لشرق المتوسط، أنه حتى يوم أمس الموافق 25 مايو، تم تشخيص 157 حالة فى العالم، و106حالات قيد التشخيص، ولا يوجد حالات وفيات مرتبطة بالمرض، وهناك حالة واحدة بإقليم شرق المتوسط ظهرت فى دولة الإمارات العربية.
وأضاف :" على مدار الأسابيع الماضية كنا نرصد حالات جدرى القرود، والإبلاغ عن حالات الإصابة بجدري القرود فى دول لا تعانى من فاشيات يعنى ضرورة التأهب والاستجابة، وأولوياتنا هو وقف انتشار المرض.
وأكد أن جدرى القرود ينتقل من خلال الاتصال الجسدى الوثيق، لذلك فالشركاء الجنسيين أكثرعرضه للخطر والعاملين الصحيين، وأغلب الحالات يتم شفاؤها تلقائيا، وتعمل منظمة الصحة العالمية عن كثب لمعرفة كيفية انتشار الفيروس ولابد من زيادة الوعى بكيفية انتقال المرض، موضحا أن الفيروس ينتشر بوتيرة سريعة.
وأضاف:" حاليًا يعمل المكتب الإقليمي على تبسيط الدعم المختبري على المستوى الوطني في جميع البلدان وتعزيز اختبار rt-PCR والمراقبة والتحقيق في الحالات وتتبع الاتصال ضمن القدرات الوطنية"، مؤكدا أن جدري القرود موجود منذ عام 1970، وظهرت حالات منه بالعالم.
من جانبه كشف الدكتور عبد الناصر أبو بكر، مدير برنامج الوقاية من مخاطر العدوى والتأهب لها، بالمكتب الإقليمى لشرق المتوسط، أن جدرى القرود لم يعدل وراثيا، ولم يصنع فى المعامل بل هو فيروس ينتقل من الحيوانات.
مؤتمر صحفى عن جدري القرود
وقال الدكتور عبد الناصر أبوبكر، مدير برنامج الوقاية من مخاطر العدوى والتأهب لها، بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، إنه حتى الآن لا توجد إجابة واضحة فى سبب انتشاره فى البلدان غير الموطونة، ولم يتغير فى شكله الجينى، وهو نفس النمط الموجود فى غرب أفريقيا، والذى تم اكتشافه فى غرب أفريقيا وأفريقيا الوسطى، والبلدان غير الموطونة هى البلدان التى لم يتم اكتشافه فيها مثل انتشاره حاليا فى اوروبا وينتشر وينتقل من إنسان لإنسان، ولا نعرف حتى الآن سبب انتشاره فى البلدان غير الموطونة، ونعمل للحد من انتشار المرض فى البلدان غير الموطونة.
وأضاف أن هناك نوعين من مرض جدري القرود، النوع الأول الذى ظهر فى أفريقيا، و الذى قد يتطور إلى مرض وخيم، والنوع الثانى الذى انتشر فى أوروبا، لافتا أن الوقاية من جدري القرود هى نفس أسلوب الوقاية الشائع، وينتقل المرض حاليا من خلال الاتصال الوثيق بالمريض.
وقال، يجب الابتعاد عن الناس وغسل اليدين، واتباع الإجراءات الوقائية، ويجب التفرقة بين فيروس كورونا وجدري القرود، موضحا أن المرض انتقل من مستودعات حيوانية، ولابد أن نعرف بالتحديد الحيوان الذى نقل العدوى، ولكن هذا لا ينطبق على النوع المنتشر فى أوروبا، موضحا أن معدل التعافي مرتفع للغاية، ولدينا علاج ولقاح ناجح للحالات الوخيمة.
وأشارت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، أن هناك عدة إجراءات وقائية لابد أن نقوم بها، وهناك لقاحات كانت موجودة للوقاية من الجدري، والذى كان أول مرض معدٍ تم استئصاله من العالم، وهناك لقاح جديد تم تطويره، وتمت الموافقة عليه من قبل هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية" FDA "، لاستخدامه فى مكافحة جدري القرود، وهو يستخدم للمخالطين.
وقالت الدكتورة رنا الحجة، إن المنظمة تعمل مع الشركة المصنعة للقاح لإمدادنا باللقاح، لأن إنتاجه بكميات قليلة، مشيرة إلى أن الملقحين ضد الجدري محميون من جدري القرود، والذى كان موجودا ضمن برامج التحصين قبل عام 1980 بعد توقف برنامج التحصين عن إعطاء لقاح الجدرى نظرا لاستئصال المرض من العالم.
وأشارت إلى أنه بعد توقف إعطاء لقاح الجدرى منذ عام 1980، فإن الأشخاص الذين هم أقل من 40 عاما غير محميين من جدري القرود، موضحة أن الأشخاص الذين تلقوا لقاح الجدرى قبل عام 1980 محميين من مرض جدرى القرود لأنهم تلقوا لقاح الجدرى، والذى توقف منذ هذا التاريخ بعد استئصال مرض الجدرى من العالم.
وأضافت، إن العلاجات الموجودة حاليا تعالج الأعراض فقط، ونوصى المرضى باستعمال غسول الفم لعلاج القرح، وتجنب الأدوية التى تحتوى على الكورتيزون، لأنها تزيد من ضعف المناعة، ويمكن استعمال الأمصال، مضيفة، إن هناك علاجا تم تطويره لعلاج الجدري تحت اسم" تيبوكس"، وتم استخدامه عام 2022، ويمكن إعطاؤه للمخالطين.
وأكدت، إن لدينا خيارات من الأدوية واللقاحات، والمنظمة تعمل بنفس الآلية التى عملت فيها أثناء كورونا لزيادة عدد اللقاحات والأدوية، وتم دعوة لجنة من المختصين فى هذه الأمراض لإعطائنا توصيات بشأن مرض جدرى القرود.
وأوضحت، إننا لا نتوقع أن ينتشر جدري القرود مثل فيروس كورونا، والإجراءات الوقائية فى المطارات ستكون مختلفة، لأنه يختلف عن كورونا الذى ينتشر من خلال التنفس، وبالتالي يعتبر كورونا أكثر انتشارا عن جدرى القرود، ولا نتوقع أن يصل إلى جائحة.
وأضافت، أن جدري القرود ينتقل إلى الأشخاص من أشخاص مصابين من خلال التقرحات بالفم خلال فترة الحضانة من 5 إلى 6 أيام إلى أسبوعين، وطالما ظهرت الأعراض تحدث العدوى من خلال الاتصال الوثيق، وهو موجود فى السوائل الجسدية، لذلك فهو ينتقل بالاتصال الوثيق معهم وينتقل من خلال المفروشات والمناشف والملابس الخاصة بالمريض، والقشور تسبب انتقال للمرض، لأنها تحتوى على الفيروس فهي تنقل العدوى، لذلك علينا أن نتجنب هذه الوسائل، وخصوصا الأشخاص المخالطين وأصحاب العلاقات الجنسية والعاملين الصحيين.
وأكدت، أن الأطفال وأصحاب نقص المناعة والذين يتناولون الكورتيزون ومثبطات المناعة أكثر عرضه للإصابة، ويكونون أكثر عرضة للوفيات.
وأشارت إلى أن المرض ما زال محدودا ولا يتطلب الإغلاق، ولكن يجب اتباع الإجراءات الاحترازية، ويجب عدم نشر المعلومات الخاطئة، ويجب عدم وصم الأشخاص المصابين حتى يتم علاجهم، موضحة، أنه يجب التركيز على متابعة المخالطين للحد من انتشار المرض والترصد للمرض بشكل سريع، ويجب على العاملين الصحيين الذين هم أكثر عرضه للإصابة أن يكون على درجة من التمرين والوعي، ولازلنا نقوم بجمع البيانات وكيفية التعامل مع اى حالات مشتبه فيها.
وأكدت، أنه يجب الاعتماد على تشخيص المرض بشكل سليم من خلال اختبار PCR، عن طريق عينة من الجلد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة