يواجه سكان أوروبا تضخمًا مرتفعًا، وأسعارًا مرتفعة للوقود، وأطعمة باهظة الثمن بشكل متزايد، لكن توقعت شركة التأمين الائتمانى أليانز تريد فى دراسة نشرت أن "الأسوأ لم يأت بعد"، فى إشارة إلى أزمة الغذاء التى تلوح فى الأفق.
وبحسب التقرير، فإن متوسط ميزانية الغذاء فى الاتحاد الأوروبى سيرتفع بمقدار 243 يورو فى السنة للفرد، "على المدى المتوسط ، تزيد أزمة تكلفة المعيشة من الضغط على الحكومات للحد من تأثيرها"، هكذا يحلل لورانس آلان، مدير مخاطر الدول فى أوروبا لشركة S&P Global Market Intelligence.
نتيجة لذلك، يمكن للسكان الأوروبيين الفقراء تقديم دعمهم للأحزاب السياسية الأكثر راديكالية، خاصةً إذا اختارت الحكومات سياسات التقشف لمعالجة ميزانياتها بعد تفشى فيروس كورونا والحرب.
يتذكر آلان أنه بعد أزمة عام 2008، كانت هذه الأنواع من السياسات محفزات "للأحزاب المناهضة للنظام مثل سيريزا (اليونان)، سينكو إستريلاس وليجا (إيطاليا)، بوديموس (إسبانيا)، التى تحدت الأحزاب التقليدية".
التهديدات على القطاع الصناعي
يحلل الباحث فى معهد جاك ديلور التابع للاتحاد الأوروبى، إلفير فابرى، "الاقتصاد الأوروبى أكثر عرضة للعقوبات من الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن "العقوبات الغربية ضد روسيا هى فى الأساس عبء على الاتحاد الأوروبى، وتفيد الصين ولا تكلف الولايات المتحدة شيئًا، ومثال على ذلك صناعة السيارات الألمانية.
أزمة الهجرة؟
يتوقع جان مارك بالينسى، المحلل الجيوسياسى الفرنسى ومؤلف مدونة "آفاق غير مؤكدة": "فى الأشهر المقبلة سنشهد تداعيات الأزمة الأوكرانية " على مستوى الغذاء، مشيرا إلى أن أزمة الغذاء
يقول فابرى إن أزمة الغذاء "مصدر قلق كبير للأوروبيين، مع خطر نزوح السكان الذى يمكن أن يحدثه هذا"، وفى حال حدوث تدفق هائل للمهاجرين، "من المحتمل أن تكون هناك خلافات" بين الدول الأوروبية، كما كان الحال فى عام 2015 مع اللاجئين السوريين، كما يتنبأ ديماري.
وقال آلان: "سيتم استغلال هذه القضية سياسيًا من قبل بعض الحركات" مع عواقب غير مؤكدة. "كما هو الحال فى إسبانيا حيث يوجد ائتلاف هش للغاية" فى انتخابات السلطة والانتخابات العامة فى عام 2023.
ويحذر فابرى من أنه "فى سياق التضخم المرتفع، يمكن للتوترات أن تشكل المشهد السياسى الأوروبي".
الانقسامات؟
لذلك قد ينقسم الأوروبيون بشأن الهجرة ، لكن هناك عوامل أخرى تعمل بالفعل ، مثل الموقف من روسيا، وشدد بالينسي على أنه "على الرغم من الحديث عن الوحدة الأوروبية ، إلا أن هناك تصدعات ، ويمكننا أن نرى أن هناك بالفعل مشكلة في اعتماد بعض الدول على النفط والغاز الروسي".
منتدى دافوس وتحذيرات مشددة حول تزايد نسبة الجوع
اختتم المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس أمس الخميس بتحذيرات شديدة بشأن الاقتصاد والحرب والجوع فى الأشهر المقبلة، حيث إن ما يحدث ينذر بمستقبل غير مطمئن على الإطلاق لعالم لم يهزم جائحة كورونا حتى الآن.
وقالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية، أن جميع التوقعات السلبية فى العالم بسبب حرب أوكرانيا، ظهرت الاثنين الماضى مع بداية منتدى دافوس، وذلك عندما أطلقت المديرة العامة لصندوق النقد الدولى، البلغارية كريستالينا جورجيفا، أول التوقعات "أظلم الأفق على العالم... الاقتصاد ".
وأوضح المؤتمر أن المستوى الدولى يتسم بشكل خطير بارتفاع معدلات التضخم وتشديد البنوك المركزية لمواقفها وتزايد الدين العاك تباطؤ الاقتصاد فى بعض الدول بسبب فيروس كورونا.
ومن جانبها، كشف ديفيد بيسلى مدير برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة، أن الأوضاع الحالية أسوأ من تلك التى حدثت فى 2007-2008، عندما حدثت أعمال شغب بسبب الغذاء فى دول مختلفة، خاصة فى إفريقيا وأجزاء كبيرة من آسيا.
وقال المحلل الفنزويلى فى السياسة الدولية، مويسيس ناييم: "على الرغم من أن هذا الوضع يؤثر على أمريكا اللاتينية، حيث أن القارة التى تدخل "فترة خطيرة جدًا"، خاصة بسبب التضخم، محذرًا من أنه يمكن أن يكون لديهم "أزمة اقتصادية وخيمة" مع العواقب الاجتماعية، مدفوعة جزئيًا بالحرب فى أوكرانيا، ولكن أيضًا بسبب الحصار المفروض على صادرات الحبوب.
كما كان على وجه التحديد أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، الذى شهد أن هناك أكثر من 200 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد فى العالم، وقال: "عندما يصبح الناس غير قادرين على إطعام أنفسهم، وعندما تصبح الحكومات غير قادرة على توفير الغذاء، تنتقل السياسة بسرعة إلى الشوارع".
وكان هناك أيضا قلق خاص بشأن الوضع البيئي، ويأمل بول سيمبسون، مدير المنظمة غير الحكومية لمشروع الكشف عن الكربون (CDP)، الذى يشجع الشركات والمدن والحكومات على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى وحماية موارد المياه وحماية الغابات، والتى تقود قياس نتائجها البيئية، أن النقاش حول إمدادات الطاقة يمكن أن "يسرع التحول" إلى الطاقة المتجددة.
وأقر أنه فى ضوء الخوف من إمدادات النفط والغاز الروسية وارتفاع الأسعار، "هناك خطر، على المدى القصير، أن ينتهى البعض بحرق المزيد من الفحم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة