جزيرة غمام وراجعين يا هوى أعادا الريادة الدرامية لمصر.. والكبير أوى ومكتوب عليا إطار كوميدى حمل رسائل مهمة للشباب
بعيدا عن الأعمال الوطنية، فإن دراما هذا العام كانت متنوعة وثرية وأغلبها تحمل رسائل وتناقش قضايا وتطرح هموما يواجهها المواطن المصرى، ومزج الكثير منها بين الإبداع الفنى والأداء المتميز للممثلين والإخراج والديكورات ومنها مثلا رائعة الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال «جزيرة غمام» المفعم بالخطوط الدرامية المتوازية والدلالات المهمة ، والذى حمل الكثير من الإسقاطات التاريخية والدينية والسياسية، فشخصية خلدون التى قدمها الفنان طارق لطفى، لك أن تفسرها وتسقطها على الكيان الصهيونى مرة أو على كل محتل ظالم معتد أو على الجماعات التى تتغلل فى نسيج أى مجتمع حتى تتمكن وتسيطر كالإخوان، أيضا ستجد القضية الفلسطينية حاضرة بقوة فى هذا العمل، هذا فيما يخص المضمون، أم فيما يخص الشكل الفنى فسنجد أن المسلسل عبارة عن سيمفونية نجاح ولوحة إبداع فى كل عناصره من موسيقى وأزياء وديكورات وتمثيل وإخراج، هذا العمل بالفعل أعاد الريادة المصرية للدراما فى المنطقة.
العدالة ومحاربة الفساد
أفضل ما فى دراما رمضان 2022 أنها لم تجمل الحياة ولم تعنى بعرض المجتمع بشكل مثالى، بل تم طرح الإيجابيات وغرسها فى نفوس النشء وتقديم السلبيات أيضا، ولكن بعدم تضخيمها وإبرازها بحثا عن التريند، ومن المسلسلات التى كانت تحمل رسائل مهمة تخص العدالة مسلسل «ملف سرى» لهانى سلامة، فالعمل ركز على الفترة التى وقعت بعد عام 2013، إذ انتشر بشكل كبير الفساد فى أغلب مؤسسات الدولة، وسيطر على مجريات الأمور بعض رجال الأعمال للاستفادة ماديا، ويتعرض العمل لظاهرة الانفلات الأمنى ودور تنظيم الإخوان فى زعزعة استقرار الدولة المصرية.
المُواجهة
مسلسل «أحلام سعيدة» بدوره اهتم بإلقاء الضوء على عدد من الصفات والسلوكيات التى يجب أن نهتم بها، وفى مقدمتها أهمية مواجهة المشكلات وعدم الهروب منها حتى لا تتفاقم الأمور، أيضا أهمية التسامح فى حياتنا فبدونه تكثر المشكلات وينفُر المجتمع من ذلك الشخص العصبى المُتذمر على كل شىء دون أن رحمة أو تسامح، كما تناول فى سياق أحداثه مشاكل المرأة بشكل عام من خلال شخصية «ليلى» التى قامت بأدائها مى كساب، وأيضا «شيرين» التى قامت بأدائها الفنانة غادة عادل.
التعليم
رسائل كثيرة أيضا ومضامين متعددة جاءت عبر مسلسلات أخرى، ومنها مثلا مسلسل «دايما عامر» للنجم مصطفى شعبان والنجمة لبلبة، الذى كان يحمل الكثير من الرسائل القوية الدسمة، فى إطار درامى اجتماعى كوميدى هادف، فالعمل ناقش مجموعة من القضايا التى تمس كل بيت وأسرة فى مصر، فضلا عن عرضه مجموعة من الاقتراحات والحلول بالنسبة للعملية التعليمية ككل، وتطرق لأزمة الدروس الخصوصية آفة التعليم فى مصر، كما تطرق العمل لمشاكل التعليم الناشونال والإنترناشونال وأيضا التعليم الحكومى، إضافة إلى مشاكل الطلبة والمدارس والمدرسين، فضلا على رسالة مهمة جدا وهى الترويج السياحى لمعالم مصر السياحية وبشكل جيد فقد قدم المسلسل الأقصر وأسوان والغردقة فى أبهى صورها.
قضايا المرأة
تأثير الدراما أكبر من عشرات البرامج والنشرات مع كامل التقدير لكل دور تلعبه هذه الوسائط فى تشكيل الوعى، ولكننا من خلال الدراما الرمضانية هذا العام كان الوعى بقضية المرأة له مساحة كبيرة من خلال مسلسل «فاتن أمل حربى»، الذى قدم هموم ومآسى المرأة من خلال واقع فعلى وبعمق وجرأة وواقعية خاصة فى الصراعات التى تخوضها السيدات داخل المحاكم وأقسام الشرطة وتبعات ما تعانيه النساء بعد الطلاق ومن أهم رسائله: أهمية التعليم، والمساواة، وتمكين المرأة، ومشاركتها مع الزوج فى الأعباء والمسؤوليات المالية والاجتماعية، واهتمامها بأسرتها وقضايا تربية الأبناء، ودور المرأة فى تنمية الأسرة، وتحليها بالقوة والصلابة واقتحام مجالات العمل غير التقليدية، وهذا ما أكد عليه المجلس القومى للمرأة برئاسة الدكتورة مايا مرسى، فى رصد وتحليل صورة المرأة فى وسائل الإعلام والأعمال الدرامية.
السوشيال ميديا
حتى المسلسلات الكوميدية مثل «الكبير أوى 6» فقد قدم رسائل مهمة جدا فى علاقة الشباب بالسوشيال ميديا ومخاطرها على المجتمع والأسرة المصرية بشكل عام، وكان الشكل الكوميدى هو المسيطر لكنه كان الأفضل لما له من تأثير أقوى على النشء والأجيال الجديدة التى ترفض التلقين.
الوطنية والانتماء
الرضا والسعى للنجاح
أيضا مسلسل «مكتوب عليا» نجح فى تقديم رسائل مهمة للشباب فى إطار كوميدى، حيث عكست أحداثه مخاطر أصدقاء السوء والانسياق خلف الرغبات دون تخطيط سليم أو الرضا بالمكتوب، إلى جانب إلقاء الضوء على التواكل دون السعى والكفاح فى العمل.