فى ذكرى رحيله.. تعرف على "الحمقرى" من حكايات قهوة كتكوت لـ محمود السعدنى

الأربعاء، 04 مايو 2022 06:00 م
فى ذكرى رحيله.. تعرف على "الحمقرى" من حكايات قهوة كتكوت لـ محمود السعدنى حكايات قهوة كتكوت
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمود السعدنى أو الولد الشقى حسبما لقب بذلك اللقب المستوحى من أعماله التى حملت نفس الاسم، وهو رائد من رواد الكتابة الساخرة فى العالم العربى، الذى تمر اليوم، ذكرى رحيله التى تتزامن سنويا مع 4 مايو من كل عام.
 
ولد محمود عثمان إبراهيم السعدنى، وهو الشقيق الأكبر للفنان صلاح السعدنى، فى 20 نوفمبر 1928، فى الجيزة، وعمل فى بدايات حياته الصحفية فى عدد من الجرائد والمجلات الصغيرة التى كانت تصدر فى شارع محمد على بالقاهرة.
 
أصدر محمود السعدنى خلال مسيرته الأدبية، مجموعة متنوعة من الكتب، من بينها حكايات قهوة كتكوت التى يقول فيها:
"لأنى حمقرى - مزيج من الحمار والعبقرى - فقد كنت أظن أن كل رجل ضاحك رجل هلّاس.. ولأنى حمقرى كنت أرفع شعارًا حمقريًّا "أنا أضحك إذن أنا سعيد"، وبعد فترة طويلة من الزمان اكتشفت أن العكس هو الصحيح، واكتشفت أن كل رجل ضاحك رجل بائس، وأنه مقابل كل ضحكة تقرقع على لسانه تقرقع مأساة داخل أحشائه، وأنه مقابل كل ضحكة ترتسم على شفتيه تنحدر دمعة داخل قلبه.. ولكن هناك حزن هلفوت، وهناك أيضًا حزن مقدس.. وصاحب الحزن الهلفوت يحمله على رأسه ويدور به على الناس.. التقطيبة على الجبين، والرعشة في أرنبة الأنف، والدمعة على الخدين.. يالاللي! وهو يدور بها على خلق الله يبيع لهم أحزانه، وهو بعد فترة يكون قد باع رصيده من الأحزان وتخفف، ويفارقه الحزن وتبقى آثاره على الوجه، اكسسوارًا يرتديه الحزين الهلفوت ويسترزق".
 
حكايات قهوة كتكوت
 
ويكمل محمود السعدنى على لسان الحمقري فيقول: "لكن الحزن المقدس حزن عظيم، والحزن العظيم نتيجة هموم عظيمة، والهموم العظيمة لا تسكن إلا نفوسًا أعظم.. والنفوس الأعظم تغلق نفسها على همها وتمضي.. وهي تظل إلى آخر لحظة في الحياة تأكل الحزن والحزن يأكل منها، ويمضي الإنسان صاحب الحزن العظيم – ككل شيء في الحياة – يأكل ويؤكل، ولكن مثله لا يذاع له سر، وقد يمضي بسره إلى قبره! ولذلك يقال: ما أسهل أن تبكي وما أصعب أن تضحك. ولكن هناك أيضًا ضحك مقدس، وهناك ضحك هلفوت.. الضاحك إذا كان حزينًا في الأعماق صار عبقريًّا، وإذا كان مجدبًا من الداخل أصبح بلياتشو يستحق اللطم على قفاه! ونحن أكثر الشعوب حظًّا في إنتاج المضحكين.. مصر العظيمة كان لها في كل جيل عشرات من المضحكين، ولقد استطاع بعضهم أن يخلد ولمع بعضهم حينًا ثم فرقع كبالونة منتفخة بالهواء، بعضهم أصيل وبعضهم فالصو، بعضهم مثل الذهب البندقي وبعضهم مثل الذهب القشرة".
 
وفى 4 مايو 2010 رحل الولد الشقى محمود السعدنى بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 82 عاما.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة