سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 مايو 1951.. زفاف أسطورى للملك فاروق وناريمان.. هدايا ثمينة من ملوك ورؤساء و13 أسبوعا فى أوروبا للعروسين و60 من الحاشية

الجمعة، 06 مايو 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 مايو 1951.. زفاف أسطورى للملك فاروق وناريمان.. هدايا ثمينة من ملوك ورؤساء و13 أسبوعا فى أوروبا للعروسين و60 من الحاشية زفاف أسطورى للملك فاروق وناريمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظهرت «ناريمان» مع الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، فى الموكب الرسمى الذى حمل «ناريمان» من منزلها فى مصر الجديدة إلى قصر عابدين، حيث الاحتفال بزفافها على فاروق فى 6 مايو، مثل هذا اليوم، 1951، لكن عمها فؤاد صادق، لاحظ أنه لم يستقبلها أحد بالتصفيق أوالهتاف، ففهم، كما يروى للكاتب الصحفى جميل عارف فى كتابه «كانت ملكة»: «أن الشعب لم يتحمس كثيرا لهذا الزواج، فطلاق الملك من زوجته الأولى فريدة، ما زال عالقا فى الأذهان، وكان عطف الشعب على فريدة بلا حدود».
 
يذكر الدكتور حسين حسنى، السكرتير الخاص لفاروق، سببا آخر لعدم حماس الشعب لهذا الزواج، قائلا فى مذكراته «سنوات مع الملك فاروق»: «إحدى الصحف نشرت خبرا صغيرا حول اختيار الملك للملكة المقبلة، وأحدث هذا الخبر ضجة كبرى واستنكارا أجمع عليه الرأى العام، حيث كان المعروف أن الفتاة التى يشير إليها الخبر مخطوبة بالفعل، وموعد عقد قرانها تم تحديده، ووزعت بطاقات الدعوة لحضوره».
 
يعترف فؤاد صادق، أن فاروق خطف ناريمان من زكى هاشم، وكان نائبا فى مجلس الدولة، وجاء الخطف بعد أن طلب فاروق من أحمد نجيب الجواهرجى، البحث عن عروس له من عائلة مصرية، تكون صغيرة لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، ووحيدة أهلها، أى لايوجد لها أخ أوأخت، وقريبة الشبه من فاطمة طوسون، الأميرة التى احتقرت حب فاروق وتركت مصر هربا منه، وعاش لا ينسى حبه لها، يضيف «صادق» أن «الجواهرجى» رأى أن هذه الشروط متوافرة فى ناريمان، فأخبر فاروق واتفقا على كيفية رؤيتها، وتم ذلك من نافذة شقة خاصة كان يمتلكها «الجواهرجى» فى العمارة المقابلة، وبعد أن رآها من النافذة لم يتمالك نفسه، فنزل ليراها مباشرة ويحدثها، وكانت هذه المرة الأولى التى تراه هى عن قرب.
 
التهب «فاروق» غراما بـ«ناريمان» ورتب لها رحلة إلى أوروبا ترافقها حاشية، وتشمل برنامجا لتدريبها على أن تصبح ملكة، واستغرقت 7 شهور، وعادت ليتم إعلان الخطوبة فى 11 فبراير 1951 «عيد ميلاد الملك»، ثم الزواج، 6 مايو 1951، وسط احتفالات أسطورية، ارتدت ناريمان فيها فستان ساتان أبيض مرصعا بـ20 ألف ماسة، لا يصنع إلا للأميرات والملكات، واستغرق إعداده 4 آلاف ساعة، وفقا لكتاب «فاروق ملك مصر، حياة لاهية وموت مأساوى»، تأليف الكاتب الأمريكى وليم ستاديم، ترجمة، أحمد هريدى «كتاب الجمهورية، نوفمبر 2007»، مضيفا: «ارتدت تاجا من الماس، وبعد ذلك تحرك موكبها من مصر الجديدة، وعندما وصلت إلى قصر عابدين، قادها فاروق إلى قاعة المرايا، ثم إلى حجرة العرش المطلية بالذهب، وهناك قامت زينب هانم الوكيل، زوجة النحاس باشا، رئيس الوزراء، بتقديم زوجات الوزراء للعروسين، ثم قامت زوجة السفير الأمريكى جيفرسون كافرى، بتقديم زوجات أعضاء السلك الدبلوماسى، وبعد ذلك توجه الحاضرون إلى حدائق القصر لتناول الشاى، وليشهدوا الملك وهو يتناول شريحة من كعكة الزفاف الضخمة المكونة من سبعة طوابق وبارتفاع سبعة أقدام، ليقدمها للملكة الجديدة فى طبق من الذهب الخالص».
 
انهالت الهدايا من كل أنحاء العالم، يذكر «ستاديم»: «بعث الرئيس الأمريكى «ترومان»، بأربع زهريات من الكريستال، وملك إنجلترا جورج الخامس بعث بقلم ومحبرة من الفضة، والرئيس السوفيتى «ستالين» أهدى فاروق منضدة للكتابة مصنوعة من الحجر الثمين، وأهدى ناريمان معطفا من فرو السمور، وجاءت من سويسرا ساعة ذهبية، ومن تركيا ثلاث سجادات نادرة، ومن الهند ثلاث مفارش حريرية، ومن تشيكوسلوفاكيا طقم من الصينى لحفلات الشاى، ومن هولندا كأس من الكريستال، وكانت هدية هيلاسيلاسى إمبراطور أثيوبيا زهريتين ذهبيتين عليهما نقوش مطعمة بالمجوهرات، وملك المغرب أهدى فاروق سيفا مطليا بالذهب، وأهدى ناريمان عقدا من اللؤلؤ، وكانت هدية الحاكم العام البريطانى لمصر والسودان حجرة سفرة من الأبانوس مطعمة بأنياب فيلين، وأهدى رئيس جامعة الأزهر بالقاهرة، فاروق، قلما ومحبرة من الذهب على شكل جامع الأزهر. يذكر «ستاديم»: «فى وقت لاحق تم صهر كل الهدايا المصنوعة من الذهب، وتحولت إلى سبائك ذهبية عملا بنصيحة عملية من كريم ثابت، مستشار الملك. 
 
سافر العروسان إلى أوروبا، وحسب كتاب «سقوط نظام» للكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، فإن الملك وعروسه وموكبه قضوا مدة عشرة أسابيع مثيرة وصاخبة، وغالية التكاليف وبمتوسط 100 ألف جنيه إسترلينى كل يوم فى تقدير السفارة البريطانية فى روما، يذكر «ستاديم»: «لمدة ثلاثة عشر أسبوعا، سافر الموكب الملكى الذى يضم ستين عضوا باليخت وبالسيارات الكاديلاك من صقلية إلى كابرى، ثم إلى كان، وباريس، وجنيف، وميلانو، وفى كل مراحل الرحلة كانت الصحافة الأوروبية تتبع الموكب لتكتب تحقيقاتها عن الإسراف الفاحش وهدر الأموال الطائلة التى ربما كانت مخصصة لشراء خبز للفلاحين المصريين الفقراء».
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة