العلماء يستخدمون بقايا فئران المتاحف لتتبع تاريخ الإمبراطورية الرومانية

الجمعة، 06 مايو 2022 06:00 م
العلماء يستخدمون بقايا فئران المتاحف لتتبع تاريخ الإمبراطورية الرومانية
كتب عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يزال سبب سقوط الإمبراطورية الرومانية أحد أكثر الأسئلة التاريخية إثارة للجدل فى كل العصور فعلى الرغم من أن الجزء "البيزنطي" الشرقى من الإمبراطورية استمر حتى عام 1453 م تقريبًا، فقد سقط الجزء الغربى حوالى عام 476م، وقد تم اقتراح أكثر من 200 تفسير لسقوط الأخير، بدءًا من المتطفلين والأوبئة إلى الفساد والحروب الأهلية والمناخ.

وقد أظهرت دراسة جديدة نشرت هذا الأسبوع أجراها علماء جامعة يورك البريطانية ونشرت فى Nature Communications أدلة جديدة على نهاية الامبراطورية الرومانية الغربية فى تلك الفترة من خلال فحص جينات نوع من الفئران وهو Rattus rattus (المعروف باسم الجرذ الأسود)، بين القرنين الأول والسابع عشر حيث أخذ العلماء عينات الفئران السوداء القديمة وعينات الأنسجة من المتاحف، ثم قاموا بتتبع تسلسل جينات القوارض.

باستخدام البيانات والمعلومات من الدراسات الحالية حول أنواع الفئران الأخرى تمكن العلماء من إعادة بناء شجرة عائلة الفئران السوداء وانتشار فروعها عبر أوروبا وشمال إفريقيا بدقة غير مسبوقة ووجدوا أن الفئران السوداء انتقلت إلى شرق البحر الأبيض المتوسط من جنوب غرب آسيا عن طريق البر قبل 1000 عام من ميلاد المسيح بقليل ومن هناك، انتشرت الفئران السوداء شمالًا لعدة قرون مع توسع الإمبراطورية الرومانية.

وكشفت التحليلات الجينية للباحثين أنه عقب انهيار الإمبراطورية الغربية فى القرن الخامس شهدت الفئران السوداء تغيرًا فى أعدادها فقد انقرضت فى أوروبا علاوة على ذلك عندما عادت للظهور فى القرن التاسع تقريبًا، كان لديها جينات مختلفة قليلاً عن أسلافها.

ووفقًا لمؤلفى الدراسة ليس من قبيل المصادفة أن عدد الفئران السوداء انخفض فى نفس الوقت تقريبًا الذى تراجعت فيه الإمبراطورية الرومانية الغربية إذ اعتبروا ذلك دليلا على أن شبكة المستوطنات المترابطة التى أطعمت مستعمرات الفئران السوداء المزدهرة قد انهارت، ما يشير إلى أن الاقتصاد الرومانى المزدهر قد شهد انهيارا كبيرًا.

وقال ديفيد أورتن عالم آثار الحيوان فى جامعة يورك والمؤلف الأول للدراسة: "الدراسة تدعم فكرة أن النظام الاقتصادى فى الإمبراطورية الرومانية الغربية قد تغير بالفعل".

وقال مايكل ماكورميك مؤرخ العصور الوسطى فى مبادرة جامعة هارفارد للتاريخ البشرى إن مؤلفى الدراسة قاموا بتجميع جينات الفئران السوداء الأكثر موثوقية علميًا حتى الآن، مضيفا:" لقد قدم الحمض النووى البشرى القديم العديد من الأفكار حول ماضينا الجماعى، كما يقول ، والآن يثبت الحمض النووى منذ قرون من كائنات أخرى نفس القيمة".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة