"رأفت الهجان" ملحمة درامية فريدة، ونموذج لمن يطرق باب الدراما الوطنية، لابد أن يحتذى به، فما زالت الأسر المصرية تلتف حول الشاشات لمشاهدة حلقات المسلسل كلما أعيد عرضه، فيثير في النفس حنين وشجون ومشاعر قومية تأسرك بمجرد أن تلامس أذناك موسيقى عمار الشريعى البديعة معلنة بدء عرض المسلسل، فكان وسيظل أيقونة درامية اجتمع عليها نقاد وجمهور حول كونه أفضل الأعمال الاستخباراتية في تاريخ الدراما المصرية.
ربما لا تصدق عزيزى القارئ وأنت تطالع الصحف المصرية الصادرة عام 1990 وتحديدًا جريدة الأخبار، أن البعض في ذلك الوقت هاجم المسلسل وانتقده بشدة بعد عرض جزئيه الأول والثانى، ليرد النجم محمود عبد العزيز على تلك الانتقادات التي شمل أبرز جوانبها؛ أولاً: طريقة السرد الدرامى للأحداث والتي اعتمدت على العديد من مشاهد "الفلاش باك" وكانت سببًا في وجود خلاف كبير بين الكاتب صالح مرسى والمخرج يحيى العلمى، ثانى تلك الانتقادات؛ كثرة تدخين بطل العمل محمود عبد العزيز في أغلب المشاهد، وثالثها؛ ضعف مستوى المناظر الخارجية في أوروبا.
ورد الفنان محمود عبد العزيز بكل تواضع رغم النجاح الهائل الذى حققه العمل، أما عن رد فعله عن الأزمة التي نشبت بين المؤلف والمخرج، فإنه التزم الصمت، وقال إنه لا يهمه كل الآراء التي وقفت ضد العمل لأن هناك حرية في النقد، ونجاح المسلسل يلمحه بشخصه في وجوه المشاهدين الذين يقابلهم في الشارع يوميا، ومن أجلهم وافق على العمل.
وعن كثرة تدخينه خلال المشاهد، قال محمود عبد العزيز إن التدخين كان موضة في هذه الفترة، ومن خلال المسلسل أقدم نصيحة للشباب بالامتناع عن التدخين لأن إصابة "الهجان" بالسرطان كان بسبب هذه العادة السيئة، وأكد محمود عبد العزيز أنه بدأ في الامتناع عن التدخين قبل تصوير المسلسل وعاد إليه مرة أخرى من أجل "الهجان" وسوف أقلع عن التدخين تماما بعد انتهاء التصوير حتى أتمكن من ممارسة رياضتى المفضلة "التنس" بحرية ودون إرهاق بسبب التدخين.
وعلق محمود عبد العزيز على ضعف مستوى المناظر الخارجية في أوروبا، قائلاً: "هذه إمكانات التليفزيون المصرى الذى لا يقدر على بناء مطار روما داخل الاستوديو بعد أن تم منعنا في التصوير بداخله إلا بعد دفع ملايين من الدولارات، وأرجو أن يقدر المشاهد هذه الملحوظة ويعلم تماما بأننا لم نبخل بأى شيء من أجل أن يظهر العمل في أفضل صورة" .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة