حالة من الفرحة والبهجة سادت بين أبناء محافظة الأقصر، خلال زيارتهم ضريح ومقام سيدي أبو الحجاج الأقصرى، وذلك فى أول أيام فتحه للجمهور بقرار من وزارة الأوقاف فتح المسجد بصورة طبيعية وفتح الأضرحة ومقامات آل بيت رسول الله والصالحين للجمهور من الصباح وحتى بعد صلاة العشاء يومياً.
وفى هذا الصدد قدم الشيخ مبارك على محمد إمام وخطيب مسجد سيدى أبو الحجاج الأقصرى، قصائد دينية وأناشيد فى حب رسول الله وسط فرحة كبيرة من الجمهور من السيدات والرجال خلال زيارتهم الضريح، بجانب الدموع والزغاريد بين الجميع خلال المديح وذكر رسول الله وآل بيته داخل المقام لأول مرة منذ سنوات مضت.
وأنهى رجال مسجد ومقام سيدى أبو الحجاج الأقصرى بوسط مدينة الأقصر، فجر اليوم الأحد، اللمسات والتجهيزات النهائية لفتح مقام سيدي أبو الحجاج الأقصرى الأشهر بالمحافظة، وذلك عقب قرار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بفتح المقامات والأضرحة والمساجد حول الجمهورية بصورة طبيعية تماماً، حيث شهد مسجد سيدى أبو الحجاج الأقصرى الأشهر فى محافظة الأقصر، خطة تطوير شاملة وتجديدات ودهانات لخدمة المصلين خلال الفترة الماضية، وذلك بإشراف الشيخ سيد محمد عبد الدايم محمود وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الأقصر، وفى إطار الدور الدينى والوطنى والاجتماعى الذى تقوم به وزارة الأوقاف، وتحت رعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
ويقول الشيخ مبارك على محمد إمام مسجد سيدى أبو الحجاج الأقصرى، إنه عقب الانتهاء مؤخراً من فرش مسجد العارف بالله أبو الحجاج الأقصرى بمدينة الأقصر بالسجاد الجديد الوارد من الوزارة، وقبل دخول شهر رمضان المبارك تقرر البدء فى حملة تجديدات ودهانات شاملة بمختلف أرجاء المسجد لخدمة المصلين خلال الشهر الكريم.
وأضاف إمام المسجد لـ"اليوم السابع"، أنه كان قد شهد مسجد العارف بالله أبو الحجاج الأقصري فى 2019، أكبر خطة دعم وتطوير في تاريخه خلال الفترة الماضية، حيث إنه تم الانتهاء تماماً من خطة مديرية أوقاف الأقصر بقيادة الشيخ سيد محمد عبد الدايم لتجديد وتطوير المسجد الذي يعتبر الأشهر والأقدم بمحافظة الأقصر، لخدمة رواده من الأهالى على مدار الساعة بجانب الأفواج السياحية التي تزور المعبد خلال الموسم السياحى الشتوى ضمن زيارة معبد الأقصر، نظراً لقيمة المسجد التاريخية وجدرانه الفرعونية.
ويؤكد الشيخ مبارك على إمام المسجد، أن العارف بالله أبو الحجاج الأقصرى، هو "يوسف بن عبد الرحيم بن عيسى الزاهد"، الذى استقر فى الأقصر وكان ينتمى إلى أسرة كريمة ميسورة الحال عرفت بالتقوى والصلاح، وكان والده صاحب منصب كبير فى الدولة العباسية، وينتهى نسبه إلى سيدنا الحسين بن على رضى الله عنهما، وقد ولد الشيخ فى أوائل القرن السادس الهجرى بمدينة بغداد، فى عهد الخليفة العباسى المقتفى لأمر الله، حيث ترك سيدى أبو الحجاج الأقصرى العمل الرسمى وتفرغ للعلم والزهد والعبادة، وسافر إلى الإسكندرية والتقى فيها أعلام الصوفية خاصة من أصحاب الطريقتين الشاذلية والرفاعية، وتتلمذ على يد الشيخ عبد الرازق الجازولى، وأصبح أقرب تلاميذه ومريديه، ثم عاد أبو الحجاج إلى الأقصر، والتقى الشيخ عبد الرحيم القنائى "صاحب مسجد قنا الشهير"، وأقام واستقر بالأقصر، حتى وفاته فى عهد الملك الصالح نجم الدين الأيوبى عن 90 عامًا، وكان له مجلس علم يقصده الناس من كل مكان، وترك أبو الحجاج تراثا علميا، ومن أشهره منظومته الشعرية فى علم التوحيد وتقع فى 99 بابا، وتشتمل على 1233 بيتا، وتوفى الشيخ بالأقصر عام 642هـ، ويقال أنه كان كثير الاعتكاف والانعزال بمعبد الأقصر، ولهذا السبب أقام مسجده بقلب معبد الأقصر.
أما عن تاريخ ضريح الإمام أبو الحجاج الأقصرى فيقول إيهاب صبري الحجاجي عضو مجلس إدارة جمعية الشباب الحجاجى، أنه الضريح يتميز بطابع خاص، حيث أنه يحتوى على أعمدة أثرية ويضم أجزاءً من معبد الأقصر، الأمر الذى جعل ضمه لوزارة الآثار أمرا حتميا، ويستقبل ضريح أبو الحجاج بالأقصر، بشكل يومى الآلاف من المواطنين، الذين يقومون بتوزيع الخبز الصغير والأرز باللبن والتمر على مريديه، كما تقصده العروس قبل زفافها لطلب البركة بأهل الله الصالحين، ويتميز المسجد والضريح الذى مضى على بنائه أكثر من 8 قرون، بشكله الفريد وتوسطه لكتلة أثرية فريدة يقصدها السياح من مختلف البلدان جعله يخطف أنظار السياح القاصدين لزيارة معبد الأقصر، وتحول لدى الكثير منهم إلى فقرة رئيسية ضمن برامجهم لزيارة آثار مدينة الأقصر، حيث أنه قيمة تاريخية وأثرية تخطف عيون الوافدين إلى معبد الأقصر، للبحث فى تاريخ هذا المسجد والسبب وراء وجوده فى أحضان معبد الأقصر بهذا الشكل.
ويعود تاريخ بناء المسجد إلى عام 658هـ، الموافق 1286م، وبنى بساحة معبد الأقصر على نسق المساجد الفاطمية القديمة، ليزاحم تماثيل رمسيس الثانى أحد أعظم الملوك الرعامسة، الذى ينسب إليه إنشاء معبد الأقصر، ويقف شاهدًا على 3 حضارات إنسانية، حيث يخترق بطابعه الإسلامى بهو معبد الأقصر الذى يحتوى على الكثير من مظاهر الحضارة الفرعونية من أعمدة وتماثيل ونقوش ورسومات لا تزال حية على جدران المعبد، والذى يضم أيضا بالإضافة إلى المسجد بقايا كنيسة قبطية قديمة طمرت تحت مبنى المسجد الذى يرتفع فوق سطح أرض المعبد بأكثر من 10 أمتار، وكان قد تم تسجيل مسجد أبو الحجاج الأقصرى، كأثر إسلامى فى 21 يونيو 2007، وهو عبارة عن ساحة مربعة الشكل، مغطاة بقبو ومدخله الرئيسى يقع بالجهة الغربية جرت له عمارات كثيرة فى العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية والحديثة، وهو مشيد على الجهة الشمالية الشرقية لمعبد الأقصر، ويبلغ ارتفاع مدخله 12 مترًا، ويخلو من الزخارف الهندسية والنباتية واللوحات الخطية المعروفة فى العمارة الإسلامية.
ويضيف إيهاب صبري الحجاجي في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، يعلو المسجد شريط من الشرفات المبنية بالطوب الأحمر، لكن ما يميز المسجد عن بقية المساجد هو احتوائه على أعمدة وأعتاب ونقوش مشابهة تماما لمعبد الأقصر، وقد جاء اكتشاف هذه النقوش بالصدفة البحتة بعد تعرض المسجد لحريق، وكانت المفاجأة عندما كشف العاملون بالترميم عن وجود أعمدة أثرية من الطراز الفرعونى مطمورة بالمسجد، وتبين أن هذه الأعمدة هى جزء من معبد فرعونى ضخم يغطيه تل من التراب والطمى وهو نفس التل الذى قام سيدى أبو الحجاج الأقصرى ببناء مسجده فوقه.
موضحاً أن مئذنة مسجد أبو الحجاج الأثرية من أعرق وأشهر المآذن بمصر، فهى أقدم أجزاء المسجد القديم وتعود إلى عصر أبو الحجاج، وتتكون من ثلاث طبقات الأولى مربعة الشكل، والثانية والثالثة على شكل أسطوانى، وقرب نهايتها مجموعة من النوافذ والفتحات، وهى مبنية بالطوب اللبن، والجزء الأسفل المربع مقوى بأعمدة خشبية، وتشبه مئذنة مسجد أبو الحجاج مآذن الصعيد القديمة ذات الطراز الفاطمى ويبلغ ارتفاعها نحو 14 مترا، وقد أجريت للمسجد عدة عمارات وتوسعات، وتم ترميمه أوائل القرن العشرين، وخلال النصف الأول من القرن نفسه أنشئ مسجد جديد على الطراز ذاته بجوار المسجد القديم، وفى عام 2009، انتهت أعمال ترميم فى المسجد استغرقت عامين، وجرت تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار، وبلغت تكلفتها 7 ملايين جنيه، وشملت العمارة الجديدة توسعة ساحة الصلاة وتدعيم القبة وتغيير الأسقف، بعد أن تعرض المسجد لحريق عام 2007.
الزيارات فى ضريح سيدى أبو الحجاج الأقصرى
الضريح قبل فتحه للجمهور بالأقصر
اللمسات النهائية لتجميل مقام وضريح سيدى أبو الحجاج الأقصري
إمام وخطيب مسجد سيدى أبو الحجاج الأقصرى
باقات الورود فى مقام سيدى أبو الحجاج الأقصري
تجميل مقام وضريح سيدى أبو الحجاج الأقصرى
تجهيز مقام سيدى أبو الحجاج لزيارة الجمهور
تعطير مقام سيدى أبو الحجاج الأقصرى
جانب من الزيارات داخل الضريح بالأقصر
جانب من اللمسات النهائية بالضريح بالأقصر
جانب من وضع اللمسات النهائية فى مقام سيدى أبو الحجاج الأقصرى
زيارة الضيوف والأحبة لمقام سيدى أبو الحجاج الأقصرى
ضريح سيدى أبو الحجاج الأقصري
ضريح نجل سيدى أبو الحجاج الأقصرى
فتح أبواب الضريح والمسجد بالأقصر
فرحة أهالى الأقصر بفتح الضريح
فرحة أهالى الأقصر فى مقام سيدى أبو الحجاج الأقصرى
قيادات مسجد سيدى أبو الحجاج أمام الضريح
مقام سيدى أبو الحجاج الأقصرى_1
وضع الورود فى مقام سيدى أبو الحجاج الأقصرى