تتجه أنظار العالم إلى روسيا فى الساعات المقبلة لمشاهدة احتفالها بذكرى الانتصار فى الحرب العالمية الثانية فيما يعرف باسم يوم النصر، حيث تتوقع الدول الغربية أن يعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن قرارات هامة ربما يكون منها التعبئة العامة، فيما يعنى إعلان الحرب الشاملة على أوكرانيا.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إنه قبل اليوم الوطنى الأهم لروسيا، والذى يواكب غدا الاثنين، لا يوجد انتصار فى الحرب ضد أوكرانيا، لكن هناك شائعات كثيرة بأن بوتين سيصدر أمرا بالتعبئة العامة للجنود لتأمين انتصار. ويرى المحللون أن التعبئة هى أفضل أمل لروسيا لقلب المسار وهزيمة أوكرانيا . إلا أن المخاطر يمكن أن تكون هائلة أيضا بما فى ذلك الاعتراف بأن الحملة العسكرية أخفقت حتى الآن وأشعلت معارضة داخلية.
وسعى العديد من كبار المسئولين الروس إلى درء تلك الشائعات، وقال رئيس البرلمان الروسى فياشيسلاف فولودين فى تصريحات يوم الخميس الماضى إنه لم يكون هناك شيئا من هذا القبيل.
وتقول واشنطن بوست إنه لو قرر بوتين إعلان حرب شاملة وتعبئة المجندين، فإن الامر سيستغرق ستة أشهر على الأقل لتدريبهم بحسب ما يقول المحللون، والذين يرون أن هذا قد يكون بمثابة اعتراف أن العملية الخاصة لم تنجح فى تحقيق هدفها، وهو أمر لا يمكن لبوتين الاعتراف به. ولا يوجد مؤشرات على أن الكرملين مستعد لإحداث تحول من العملية العسكرية الخاصة إلى الحرب.
وكان المحلل العسكرى الروسى روسلان لفيف قد قال فى تصريحات إن التعبئة الجزئية يمكن أن تساعد روسيا على السيطرة على شرق أوكرانيا، حيث يتركز أغلب القتال الآن. كما حذر إيجور جيركين، ضابط الاستخبارات الروسية السابق من أنه بدون تعبئة عامة، يمكن أن تواجه روسا خسائر كبرى وهزيمة محتملة.
لكن ديمترى ألبيروفتش، الخبير بمركز أبحاث سيلفادورد للسياسة فى واشنطن، قال فى مقابلة مع الصحيفة إن التعبئة يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر ولا يحظى بشعبية فى روسيا. وأوضح أنه بإعلان التعبئة العامة، سيكون كل شخص فى روسيا يعرف أحدا أو لديه قريب مشارك فى القتال.
من جانبه، قال فيليبس أوبرين، أستاذ الدراسات الاستراتيجية فى جامعة ساند أندروز الاسكتلندية، إنه لو دعا بوتين إلى التعبئة العامة، فإن روسيا ستخوض حربا طويلة للغاية، حيث سيتعين علي روسيا فى البداية أن تقوم بتدريب مدربين لتدريب كل هؤلاء الناس.
وعلى الرغم من أن التقارير تشبير إلى أن الاستعراض العسكرى الذى يقام فى ذكرى يوم النصر، الذى يحتفل بانتصار روسيا على ألمانيا النازية فى الحرب العالمية الثانية، سيكون أقل حجما من المعتاد بمشاركة دبابات أقل، إلا ان الحدث يحمل أهمية كبيرة هذا العام.
وتقول كاترونيا كيلى، أستاذ الثقافة الروسية والسوفيتيى فى ترنتى كوليدج بكامبريدج فى تصريحات لقناة ABC News، إن الأهمية الأصلية ليوم النصر كانت هي نفسها لدى الاتحاد السوفيتى والحلفاء الىخرين، لكن في التسعينيات من القرن الماضى، أصبح الاحتفال أقل أهمية ثم تم إحيائه مجددا بوتيرة غير مسبوقة فى عهد بوتين.
وفى عهد بوتين، تقول ABC News، إن يوم النصر أصبح عطلة وطنية أساسية وأحيا بوتين العروض العسكرية فى هذا اليوم، والتي زادت فى حجمها كل عام من 2014 واستعرضت قوة الجيش الروسى. وتقول كيلى إن الاحتفال هو أساس الوطنية القوية التي تستند على تصور وجود تهديد خارجى لبقاء البلاد.
وتعتقد أوكرانيا والعديد من الدول الغربية، وبعض الخبراء المستقلين، أن الكرملين كان يأمل أن يكون يوم النصر موعد نهائي لتحقيق الانتصار العسكرى فى الحرب مع أوكرانيا أو على الأقل إعلان غزو دونباس.
إلا أن مسار الحرب، والتقهقر من كييف والهجوم على شرق أوكرانيا الذى توقف الآن، قد أجبر الكرملين على التعامل مع ذكر الانتصار بطريقة مختلفة.
وتقول القناة الامريكية أنه أي كان ما سيقوله بايدن فى خطاب يوم النصر، فلا يوجد أى مؤشر على أن روسيا ستتراجع عن حربها فى أي وقت قريب، حتى لو أن أهدافهم من تلك الحرب قد تغيرت إلى خلق ممر أرضى إلى شبه جزيرة القرم.