روسيا تحتفل بـ"يوم النصر" وقلق غربى من إعلان بوتين التعبئة العامة.. موسكو تستعد بعرض عسكرى.. خبراء لـ"أوبزرفر": احتمالات التهديد النووى واردة.. وواشنطن بوست: استدعاء الاحتياط يتطلب 6 أشهر للتدريب

الإثنين، 09 مايو 2022 03:00 ص
روسيا تحتفل بـ"يوم النصر" وقلق غربى من إعلان بوتين التعبئة العامة.. موسكو تستعد بعرض عسكرى.. خبراء لـ"أوبزرفر": احتمالات التهديد النووى واردة.. وواشنطن بوست: استدعاء الاحتياط يتطلب 6 أشهر للتدريب الدبابات الروسية
كتبت ريم عبد الحميد ـ رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستعد روسيا لاحتفالات استثنائية بحلول ذكرى عيد النصر الموافق 9 مايو، لهذا العام لتزامنه مع معركة روسية دائرة داخل الأراضى الأوكرانية منذ ما يقرب من 80 يوماً، وسط تصعيد غربى مستمر وسلسلة متتالية من العقوبات الاقتصادية على موسكو، وتمسك روسى بمواصلة القتال الذى يراه الكرملين دفاعاً عن المدنيين فى شرق أوكرانيا، وحق أصيل فى صيانة الأمن القومى الروسى من التهديدات التى تراها الإدارة الروسية قائمة بسبب التقارب بين كييف وحلف الناتو.

وقبل الاحتفال المقرر اليوم الاثنين، شهدت العاصمة الروسية الشمالية سان بطرسبورغ البروفة العامة للاستعراض العسكرى بمناسبة ذكرى عيد النصر على النازية.

وضمت البروفات مجموعات المشاة التى اشتملت على أكثر من عشرة آلاف عسكري، منهم ضباطا وجنودا من التشكيلات والوحدات العسكرية للدائرة العسكرية الغربية، وطلاب وتلاميذ المؤسسات التعليمية العسكرية الروسية. وسيشارك فى العرض طلاب من 6 مؤسسات تعليمية عسكرية.

وتشمل مجموعة الآليات والمعدات العسكرية التى ستشارك فى العرض العسكرى، 131 قطعة من مختلف المعدات العسكرية الحديثة، بما فى ذلك مختلف أنواع الدبابات: T-72B3M و T-90M "بروريف"، و T-14 "أرماتا". وكذلك مختلف السيارات المدرعة وناقلات الجنود القتالية، وفقا لموقع "روسيا اليوم".

 

الدبابات الروسية المشاركة فى استعراض يوم النصر
الدبابات الروسية المشاركة فى استعراض يوم النصر

 

وشارك فى البروفات، راجمات صواريخ من طراز "تورنادو"، ومنظومات الصواريخ الميدانية –التكتيكية من طراز "إسكندر- إم"، ومدافع ذاتية الحركة من طراز MSTA-S، وكذلك منظومات الدفاع الجوى الصاروخية من طراز "بوك م 3" و"تور-م2"، و"إس-400".

 

وتشمل مجموعة المعدات كذلك، عينات من أنظمة روبوتية قتالية متعددة الوظائف من طراز Uran-9، وقاذفات أنظمة صواريخ Yars، وناقلات جند مدرعة BTR-82A وكذلك حاملة الجنود المدرعة بالعجلات الواعدة على منصة بوميرانغ.

 

وفى الوقت الذى تواصل فيه القوات الروسية عملياتها، رصد عدد من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين الغربيين السيناريوهات المحتملة لاحتفال روسيا بيوم النصر وذكرى الانتصار على ألمانيا النازية، حيث اعتبرت صحيفة "الأوبرزفر" البريطانية أن روسيا تبدو بعيدة للغاية عن الانتصار فى حربها فى أوكرانيا، فضلا عن أن جميع خياراتها فى المستقبل محفوفة بالمخاطر.

 

وقال جيفرى إدموندز، المدير السابق لروسيا فى مجلس الأمن القومى الأمريكى وكبير المحللين فى مركز أبحاث CNA: "مع القوة الحالية التى لديهم، فإن الدفعة التى يحاولون القيام بها الآن هى كل ما تبقى لديهم".

 

 

وأضاف "الجيوش لا تتعافى بسرعة من مثل هذه الخسارة المدمرة. وبالنظر إلى مدى فعالية الأوكرانيين مع دعمنا، فأنا لا أعتقد أنهم سيكونون قادرين على تحقيق أهدافهم فى غضون الأسابيع المقبلة. وستكون الأسابيع المقبلة بمثابة دليل على ما يتجه إليه هذا الأمر ".

واقترح المسئولون الغربيون أن يستخدم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عطلة 9 مايو لإعادة توصيف الحرب فى أوكرانيا. تشمل الخيارات الدراماتيكية التصعيد من خلال إعلان رسمى للحرب أو التعبئة العامة - أو التهدئة من خلال إعلان النصر.

وبدلاً من ذلك، يمكن أن يقدم بوتين "شطيرة"، كما وصفها أحد المحللين، تشيد بـ "انتصار" الجيش الروسى بينما تعد الشعب لصراع مؤلم وطحن باعتباره الوضع الراهن.

وحذر المسئولون الأوكرانيون على وجه الخصوص من أن بوتين يخطط للإعلان عن تعبئة جماهيرية، أو حتى إعلان الحرب ضد أوكرانيا، واستدعاء الأفراد والموارد التى لم يتم استغلالها فى ظل ما يسمى بـ "العملية الخاصة" الروسية التى بدأت فى 24 فبراير.

 

 

قال كيريلو بودانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، فى مقابلة هذا الأسبوع مع المنفذ الإخبارى الأوكرانى نيو تايمز: "لقد تحركت روسيا بالفعل للتعبئة السرية وتستعد للإعلان عن تعبئة مفتوحة فى المستقبل القريب". "لدى فضول شديد: كيف سيفسرون ذلك لشعبهم؟".

واعتبرت الصحيفة الأوكرانية أن إعلان روسيا التعبئة الرسمية، التى يمكن أن تشهد استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط من وظائفهم، وإغلاق الحدود فى وجه الرجال فى سن القتال، هو أمر لم تتمكن روسيا من إدارته من قبل. سيكون ذلك مدمرًا للغاية للاقتصاد وسيزيد من المخاطر فى الحرب حيث أصابت روسيا بخيبة أمل بالفعل فى ساحة المعركة.

وقال بافيل لوزين، الخبير العسكري: "الإعلان عن التعبئة سيجعل هذه الحرب غير شعبية إلى حد كبير". كما تساءل عما إذا كان سيكون "ممكنًا تقنيًا" - "ماذا يمكنك أن تفعل مع الشعب المعبأ؟ من هم الضباط والوحدات العسكرية التى يمكنها التعامل معهم؟"

وقال إدموندز: "هذه ليست حبة سحرية بالنسبة لهم، إنها ليست بطاقة خروج مجانية لبوتين"، مشيرًا إلى أنه بحلول الوقت الذى يتم فيه رفع القوات الجديدة، "يمكن أن ينهار الروس".

وتابع : من المحتمل أن يلمح بوتين أيضًا إلى احتمال نشوب صراع نووى وهو يقف أمام الأسلحة الثقيلة، بما فى ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.. إنه يعلم أيضًا أننا سنستمع إليه، لذلك لن أتفاجأ إذا كان هناك بعض التهديد باستخدام النووى فى الخطاب أيضًا".

من جانبها، علقت صحيفة واشنطن بوست على احتفال روسيا المرتقب وقالت فى تقرير لها : "لا يوجد انتصار فى الحرب ضد أوكرانيا، لكن هناك شائعات كثيرة بأن بوتين سيصدر أمرا بالحشد العام للجنود لتأمين انتصار. ويرى المحللون أن الحشد هو أفضل أمل لروسيا لقلب المسار وهزيمة أوكرانيا. إلا أن المخاطر يمكن أن تكون هائلة أيضا بما فى ذلك الاعتراف بأن الحملة العسكرية أخفقت حتى الآن وأشعلت معارضة داخلية.

وسعى العديد من كبار المسئولين الروس إلى درء تلك الشائعات، وقال رئيس البرلمان الروسى فياشيسلاف فولودين فى تصريحات يوم الخميس الماضى إنه لم يكون هناك شيئا من هذا القبيل.

 

 

وذكرت واشنطن بوست فى تقريرها أنه لو قرر بوتين إعلان حرب شاملة وحشد المجندين، فإن الامر سيستغرق ستة أشهر على الأقل لتدريبهم بحسب ما يقول المحللون، والذين يرون أن هذا قد يكون بمثابة اعتراف أن العملية الخاصة لم تنجح فى تحقيق هدفها، وهو أمر لا يمكن لبوتين الاعتراف به. ولا يوجد مؤشرات على أن الكرملين مستعد لإحداث تحول من العملية العسكرية الخاصة إلى الحرب.

وكان المحلل العسكرى الروسى روسلان لفيف قد قال فى تصريحات أن الحشد الجزئى يمكن أن يساعد روسيا على السيطرة على شرق أوكرانيا، حيث يتركز أغلب القتال الآن. كما حذر إيجور جيركين، ضابط الاستخبارات الروسية السابق من أنه بدون حشد عام، يمكن أن تواجه روسا خسائر كبرى وهزيمة محتملة.

لكن ديمترى ألبيروفتش، الخبير بمركز أبحاث سيلفادورد للسياسة فى واشنطن قال فى مقابلة مع الصحيفة أن الحشد يمكن أن يكون محفوفا بالمخاطر ولا يحظى بشعبية فى روسيا. وأوضح أنه بإعلان الحشد العام، سيكون كل شخص فى روسيا يعرف أحدا أو لديه قريب مشارك فى القتال.

من جانبه، قال فيليبس أوبرين، أستاذ الدراسات الاستراتيجية فى جامعة ساند أندروز الاسكتلندية، إنه لو دعا بوتين إلى الحشد العام، فإن روسيا ستخوض حربا طويلة للغاية، حيث سيتعين على روسيا فى البداية أن تقوم بتدريب مدربين لتدريب كل هؤلاء الناس.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة