قال البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن مصر ملجأ آمن اتخذته العائلة المقدسة دونًا عن البلاد المتعددة حول فلسطين، وعن البركة التي أعطتها هذه الزيارة لمصر، كما أثنى على رؤية القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، لهذا المسار وأهميته على مختلف المستويات وتطويره والاهتمام بمحطاته، مشيرًا إلى أن تذكار دخول العائلة المقدسة إلى مصر مناسبة وطنية بالدرجة الأولى قبل كونها دينية، كما أعلن أنه قرر الاحتفال به كل عام في محطة مختلفة بعد أن كان يحتفل به داخل القاهرة في السنوات الماضية.
جاء ذلك خلال الاحتفالية بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر، ورحلة العائلة المقدسة فيها بكنيسة السيدة العذراء بمدينة سخا التابعة لمحافظة كفر الشيخ، وهي سادس محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر.
وأضاف البابا تواضروس، أن جامعة كفر الشيخ من الجامعات الكبرى التي تستحق الزيارة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وإن هذا الوطن فريد بكل الحضارات التي يحملها، مصر ليست حضارة واحدة، ولكنها تضم 7 طبقات من الحضارة، وهم الحضارة الفرعونية والحضارة الإسلامية، والحضارة المسيحية، والحضارة الإفريقية، والحضارة اليونانية الرومانية، وحضارة البحر الأبيض المتوسط وغيرها.
وقال البابا تواضروس، التاريخ المصري يطوي صفحات كثيرة لنا جميعا أن نفتخر بها، ونحن في هذا الصدد نفتخر بصفحة من صفحات التاريخ المصري الرائعة، وأود أن تعلموا جميعا أن الكنيسة القبطية المصرية هي أقدم كيان شعبي على أرض مصر، ويجب على كل مصري سواء مسلم أو مسيحي أن يفتخر بأن كنيسة مصر من أقدم كنائس العالم، ومن أكثر كنائس العالم امتلاء بالتاريخ وبالجذور، وعلى الجميع أن يفتخر بها، مشيراً إلى أننا كنا نحتفل في الماضي بالكنائس بالقاهرة، ولكننا أردنا أن يكون الاحتفال في المحافظات، ومن بين الكنائس التي لها تاريخ عريق كنيسة السيدة العذراء بسخا.
وقال اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، إن المحافظة حظيت بثلاث مناسبات سياحية متتالية خلال أشهر عديدة، الأولى افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي، متحف كفر الشيخ بعد توقف لمدة 20 عاما، والذي يضم بين جنباته آثارا إسلامية ومسيحية وفرعونية ويونانية ورومانية وغيرها من الحضارات مما يؤكد أن المحافظة لها تاريخ عريق ومشرف منذ النشأة، والحدث الثاني تطوير مسار العائلة المقدس بحضور وزير التنمية والسياحة بما يتناسب مع هذه المكانة الدينية والتاريخية، والحدث الثالث الأكبر زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني، هذه الزيارة كنا ننتظرها منذ زمن، لتكون زيارة تاريخية لم تشهدها المحافظة منذ الستينات، لمدة 70 سنة، وتكون الزيارة داخل كنيسة تاريخية بها عبق في نفوس أبناء المحافظة، لما لها من مكانة كبرى.
وأكد محافظ كفر الشيخ، هذه هي الأحداث التاريخية التي شهدتها المحافظة، خلال أشهر عديدة، متمنيًا خلال الجمهورية الثانية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، من كافة الشعب المصري بجناحيه المسلمين والمسيحيين التكاتف جميعا لإحداث الخير والنماء لوطننا.
وأقيمت الاحتفالية بعد انتهاء القداس الإلهي بالكنيسة، وشاركه عدد من الآباء الأساقفة، وحضر الاحتفال اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، واللواء أشرف صلاح، مدير الأمن، والدكتور عبد الرازق الدسوقي، رئيس جامعة كفر الشيخ، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية والدينية وأعضاء مجلسَي النواب والشيوخ، وممثلون عن وزارتَي المالية والسياحة والآثار، فضلًا عن نيافة الأنبا ماركوس أسقف إيبارشية دمياط وكفر الشيخ والآباء الأساقفة المشاركين في الزيارة، والآباء الكهنة وأبناء الكنيسة.
بدأت الاحتفالية بجولة قام بها قداسة البابا والضيوف الحاضرين في متحف الكنيسة الذي يحوي عددًا من المقتنيات النادرة ومنها الحجر المطبوعة عليه قدم السيد المسيح، ثم تضمنت الفقرات عددًا من الترانيم المناسبة قدمها فريق كورال، وكلمات لنيافة الأنبا ماركوس الذي قدم نبذة عن تاريخ مدينة سخا وتباركها بزيارة العائلة المقدسة، وممثل مصلحة الخزانة العامة وسك العملة الذي أعلن عن إصدار جديد هو عملات ذهبية وفضية لأيقونة العائلة المقدسة في مصر، ومحافظ كفر الشيخ، الذي أكد أهمية مسار العائلة المقدسة وبالتحديد في محطته بسخا والتلاحم بين المصريين كافة، وبعدها قدم لقداسة البابا درع المحافظة وقدم قداسته له درع الكنيسة.
البابا تواضروس خلال زيارة الحجر عليه اثار قدم السيد المسيح
امام الحجر المقدس
جانب من الزيارة
خلال القداس
خلال القداس
خلال صلاة القداس
محافظ كفر الشيخ خلال تبادل الهدايتا مع البابا تواضروس
مع الشعب الكنسي