تشهد أراضى الصومال أسوأ موجة جفاف بسبب شح مياه الأمطار الأمر الذى يهدد الملايين من الصوماليين، واثر ذلك، دعا مبعوث الرئيس الصومالى بشان الجفاف عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي، جميع المنظمات المحلية والدولية إلى زيادة الجهود لدعم المجتمعات المتضررة من الجفاف وفقا للوكالة الوطنية الصومالية للأنباء.
وشدد على الحاجة إلى استجابة عاجلة ومنسقة، حيث دعا الصوماليين إلى نجدة إخوانهم المنكوبين لإنقاذ أرواحهم.
وكان التقى مبعوث الشؤون الإنسانية ومواجهة الجفاف، بأعضاء لجنة الإغاثة الوطنية برئاسة نائب رئيس الوزراء مهدي محمد غوليد.
واطلع الاجتماع، الذي حضره وزراء الإغاثة، والصحة، والطاقة ، ووزير الدولة في مكتب رئيس الوزراء، وعدد من مدراء ومسؤولي الوزارات الحكومية، على أوضاع الجفاف والتحديات وتوزيع المساعدات. والأنشطة الجارية التي قدمها مبعوث الشؤون الإنسانية ومواجهة الجفاف.
وقدمت لجنة الاغاثة الوطنية خلال الاجتماع معلومات عن ظاهرة الجفاف وانعكاساتها السلبية على البلاد وجهود الإغاثة.
وفى السابق، أعلن ورسمى، تأثر 6.9 مليون شخص بموجة الجفاف الحادة التى ضربت مناطق شاسعة من البلاد.
وقال مكتب المبعوث الخاص للرئيس حول الشؤون الإنسانية ومواجهة الجفاف - في بيان أوردته وكالة الأنباء الصومالية - إن موجة الجفاف الحادة التي ضربت مناطق شاسعة من البلاد، أثرت على حياة مواطنين يقدر عددهم بـ 6.9 مليون شخص، نتيجة تأخر هطول الأمطار الموسمية ويُخشى أن يصل إلى 8 ملايين في الأشهر المقبلة، أو 50% من إجمالي السكان، مشيرا إلى أن 66 مديرية تأثرت بشكل كلي بحالة الحفاف.
فى غضون ذلك، توفي حوالي 50 شخصاً جراء تفشي الإسهال المائي خلال الأشهر الثلاثة الماضية في القرى التابعة لمدينة مهداي بمحافظة شبيلى الوسطى.
وأدى تفشي الإسهال المائي إلى تدهور الوضع الإنساني في تلك المناطق التي تضررت بشكل كبير من موجة الجفاف التي ضربت بعض أقاليم الصومال.
وأكد عمدة مدينة مهداي أحمد حسين أفرح أن الوضع الإنساني حرج للغاية جراء موجة الجفاف.وأضاف أفرح أنه بسبب شح المياه الصالحة للشرب يستخدم السكان المحليون المياه الملوثة التي تسبب تفشي الإسهال المائي وأمراض أخرى.
وفي نوفمبر الماضي كانت أعلنت الحكومة الصومالية حالة الطوارئ الوطنية بسبب الجفاف وقالت الأمم المتحدة إن الوضع تدهور بشكل سريع منذ ذلك الحين ، مما أثار "خطرًا حقيقيًا" بحدوث مجاعة في جنوب البلاد وتسبب في "نزوح واسع النطاق".
وتقول تقارير وكالات إغاثة وخبراء أرصاد جوية أن 4 مواسم متتالية من شح المطر جعلت الملايين من المتضررين من الجفاف في كينيا والصومال وإثيوبيا يواجهون خطر المجاعة وحذروا من أن الأمطار الموسمية في أكتوبر / نوفمبر قد لا تحسن الوضع.
ويقول خبراء الأرصاد الجوية ووكالات إنسانية بينها وكالات من الأمم المتحدة أن الجفاف غير المسبوق هو "ظاهرة مناخية لم تشهدها المنطقة منذ 40 عاما على الأقل".
وقالت "يبدو أن موسم الأمطار 2022 من مارس حتى مايو سيكون الأكثر جفافاً على الإطلاق".
وقضى الجفاف على 3,6 مليون رأس ماشية في أقسام من كينيا وإثيوبيا حيث يعتمد السكان المحليون بشكل كبير على الرعي لتأمين معيشتهم. ونفق حيوان من كل 3 في الصومال منذ منتصف عام 2021.
يعاني أكثر من 16,7 مليون شخص في الدول الثلاث من جوع حاد ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 20 مليونا بحلول سبتمبر.
وتقلصت المحاصيل في ظروف الجفاف القاسية وقال مسؤولو الأمم المتحدة إن هناك حاجة لمزيد من الأموال لمساعدة الملايين المعرضين لخطر المجاعة المدمرة التي تلوح في الأفق منذ شهور.
يزيد الاحتباس الحراري من خطر نقص المياه، حيث حذرت الأمم المتحدة مؤخرًا من أن هذا قد يكون حقيقة بالنسبة لواحد من كل 4 أطفال بحلول عام 2040 ، في عام 2011 ، واجهت الصومال مجاعة أدت إلى مقتل 250 ألف شخص - معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة.
وتتزايد المخاوف من أن البلاد يمكن أن تقترب من مأساة بنفس الحجم مع استمرار الجفاف ومع التركيز العالمي على أوكرانيا، تسعى وكالات المعونة والأمم المتحدة بشكل يائس لجذب الانتباه إلى الجوع في البلاد لكن خطة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة الطارئة ممولة بنسبة 15% فقط.