سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية فى عددها الصادر اليوم الأربعاء، الضوء على سيطرة القوات الروسية على أجزاء من مدينة "سيفيرودونتسك" بشرق أوكرانيا يوم أمس، بعد مواجهات مع مدافعين أوكرانيين، مما عزز سيطرة موسكو على أحد أهم معاقل كييف في إقليم دونباس الشرقي، بينما أعلنت واشنطن خططها لتعزيز القوة العسكرية للجيش الأوكراني.
وقالت الصحيفة -في مستهل تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي في هذا الشأن- إن روسيا كثفت من مساعيها للاستيلاء على المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية بينما اتخذ القادة الغربيون إجراءات جديدة لمعاقبة موسكو على عمليتها العسكرية وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنها ستزود أوكرانيا بنظام صاروخ موجه قادر على ضرب أهداف من مسافة تصل إلى 48 ميلاً، وذلك لتعزيز القوة النارية الأوكرانية ضد القوات الروسية في منطقة دونباس، دون تمكين كييف من توسيع الحرب إلى الأراضي الروسية.
وكتب بايدن، في مقال رأي لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية يوم أمس الثلاثاء:" طالما لم تتعرض الولايات المتحدة أو حلفاؤنا للهجوم، فلن نشارك بشكل مباشر في هذا الصراع، سواء بإرسال قوات أمريكية للقتال في أوكرانيا أو بمهاجمة القوات الروسية"، مع ذلك لم يذكر البيت الأبيض عدد أنظمة الصواريخ التي سيتم إرسالها لكييف، فيما قال مسئولون أمريكيون إن الخطة الفورية تتمثل في إرسال 48 صاروخًا وأربع قاذفات لمنظومة صواريخ المدفعية عالية الحركة إلى أوكرانيا.
وأضاف محللون، في تصريحات خاصة لـوول ستريت جورنال، أنه بينما تعلم الأوكرانيون استخدام أنظمة الأسلحة الفردية، سيكونون أكثر فاعلية عندما يستخدمونها بالتنسيق مع واشنطن، فيما أعربت حكومات غربية عن أملها في أن يتسبب التدفق المستمر للأسلحة إلى أوكرانيا في تغيير حسابات المعركة في شرق البلاد، حيث تريد روسيا الاستيلاء على دونباس، المُتاخمة لروسيا وكانت ذات يوم معقل أوكرانيا الصناعي.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب وجهه إلى امته مساء أمس:" إن الوضع في اتجاه دونباس صعب للغاية، وبالنظر إلى وجود إنتاج كيماوي واسع النطاق في سيفيرودونتسك، فإن ضربات الجيش الروسي هناك، بما في ذلك القصف الجوي الأعمى، سيكون أشبه بالجنون".
وصرح ليونيد باشنيك، رئيس جمهورية لوهانسك الشعبية المعلنة من جانب واحد والمُجاورة لدونباس، لوكالة الأنباء الروسية "تاس"، بأن ثلث سيفيرودونيتسك تسيطر عليه القوات الانفصالية، وأظهر فيديو للمقاتلين الشيشان المتحالفين مع روسيا في المدينة جنودا يتحركون دون عوائق في وسط المدينة.
تعليقًا على ذلك، اعتبرت "وول ستريت جورنال" أنه من شأن سقوط "سيفيرودونتسك" أن يقرب الروس من هدفهم المتمثل في السيطرة على دونباس ومنحهم قبضة أقوى على الطرق المؤدية إلى سلوفيانسك وكراماتورسك، واللتان يُنظر إليهما على أنهما أهم معاقل الجيش الأوكراني في المنطقة، وتابعت: إذا تنازلت أوكرانيا عن سيفيرودونتسك للروس، فمن المحتمل أن تتراجع القوات الأوكرانية إلى مدينة ليسيتشانسك المجاورة ، والتي تطل على نهر سيفيرودونيتسك.