اختفاء بـ"الأمر المباشر" وغياب عن شباك التذاكر لنجوم سيطروا على إيرادات السينما الأمريكية لسنوات، من وقت لآخر يتفاجأ الجماهير بغياب كبير لنجم كبير "سوبر ستار" ويتساءلون عن الأسباب التي تقف وراء "ركن نجمهم المفضل" ولكن السر هنا هو «Cancel culture» أو ما نطلق عليه عربيا بـ"ثقافة الإلغاء"..
ببساطة شديدة "ثقافة الإلغاء" هى سحب الدعم للفرد بأشكال مختلفة تختلف من نجم لآخر لكنها فى النهاية تتعلق بحياته المهنية، وشعبيته وشهرته، نتيجة تصريح "غير موفق" أو "موقف معلن" اعتبره صناع السينما بأنه يضر استثماراتهم المالية الكبرى.. "جونى ديب" و"ويل سميث" و"ميل جيبسون" نجوم كبار كانوا ضحايا «Cancel culture» أو"ثقافة الإلغاء"..
جوني ديب
تردد اسم جونى ديب مؤخرا فى مختلف وسائل الإعلام العالمية بعد حصوله على حكم ضد زوجته السابقة " آمبر هيرد".. لكن الواقعة قديمة تماما، فخلال السنوات الماضية كان النجم الهوليوودي ضحية لـ«Cancel culture» أو"ثقافة الإلغاء"، حيث عانى "ديب" لسنوات من من تدهور شديد في شعبيته، أدت إلى خسارته عدداً من الأفلام والأدوار المهمة، بسبب معاركه القضائية مع زوجته السابقة الممثلة آمبر هيرد، والتي اتهمته بالاعتداء عليها بالضرب، وخلال السنوات الماضية قام عدد من شركات الإنتاج العالمية في هوليوود بإبعاد "ديب" عن بطولة مجموعة من الأفلام المهمة التي كان يتم التحضير لها فى تلك الفترة.
جوني ديب
ومن ضمن هذه الأفلام التي تم طرد جوني ديب منها هو الجزء الثالث من سلسلة أفلام الفانتازيا والتشويق Fantastic Beasts، والتي لعب فيها شخصية الساحر الشرير "جيليرت جريندلوالد Gellert Grindelwald" التي لعبها في الجزأين الأول والثاني، قبل أن تقرر "Warner Bros" الشركة المنتجة للسلسلة باستبداله في الجزء الثالث بممثل آخر.. أما الفيلم الآخر المهم الذي تم استبعاد ديب منه هو الجزء الجديد من سلسلة قراصنة الكاريبي Pirates of the Caribbean، التي قام ببطولة الأجزاء الخمسة السابقة منها، فتقرر الشركة المنتجة صنع جزء جديد منها بدونه، مع نيتهم جعل الشخصية الرئيسية امرأة وليس رجلاً كما كان سابقاً.
ويل سميث
أحد نجوم هوليوود الكبار الذى ينتظر معجبيه من جميع أنحاء العالم صدور أي أفلام جديدة له كان هو الأخر ضحية لـ«Cancel culture» أو"ثقافة الإلغاء" ففي الوقت الذى كان ينتظر فيه "ويل" البدء فى عدد من المشروعات الفنية الكبرى فوجئ النجم الكبير بصفعات كبرى من كبرى شركات الإنتاج فى هوليوود، وربما صفعة أكبر من التي وضعها على وجه الممثل كريس روك خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار ربما يتعلق قرار بعض الشركات بما فعله "ويل" خلال الحفل لكنه فى النهاية هو انتصار لـ«Cancel culture» سلاح شركات الإنتاج فى هوليوود.
ويل سميث
فقد قررت نتفليكس إلغاء فيلم Bright 2، بطولة ويل سميث، والذى كان قد صدر الجزء الأول منه فى عام 2017، وأعلنت المنصة الرقمية أنها قررت تأجيل الفيلم إلى وقت لاحق من العام الجاري، لكنها أكدت أن الإلغاء «غير مرتبط بواقعة الأوسكار»، بل يتعلق بمشاريع سميث السينمائية الأخرى في الأيام الأخيرة، كما يتوقع أن تقوم شركة سوني للإنتاج السينمائي يوقف العمل على تجهيز فيلم Bad Boys 4 في الوقت الحالي، والذي كان ويل سميث سيلعب بطولته وذلك رغم حصول "ويل" على صفحة من السيناريو قبل حفل توزيع جوائز الأوسكار،
كيفن هارت
"تصريح واحد" كان سببا فى عقاب لسنوات هذا ما عاشه "كيفن هارت" أحد أشهر نجوم الكوميديا فى هوليوود، هذا هو الواقع الذى عاشه بسبب تصريح له مر عليه سنوات طويلة، وتحديداً فى الفترة من 2009 وحتى 2011، حيث دفع نجم هوليوود الثمن كبيراً حيث تم "إجباره على التنحى" وعدم تقديم حفل الأوسكار فى عام 2019، حيث تم استدعاء التصريحات السابقة له فى عام 2018 رغم أنها صدرت عنه فى 2009، حيث سبق وهاجم "المثليين" واعترف "هارت" أنه يخاف من المثليين، وقال "واحدة من أكبر مخاوفي أن يصبح ابني مثليا، حينما يكبر" كام كان له تصريحات أخرى اعتبرها البعض بأنها تحط من قدر السيدات، حيث اعترف في ديسمبر 2017 بأنه خان زوجته "إنريكو باريش" خلال فترة حملها.. لتصدر ضده حملة كبرى من وسائل الإعلام تطالب أكاديمية الأوسكار بسحب ترشيح "هارت" لتقديم حفل الأوسكار فى 2019، ليكون القرار النهائي بحرمانه من تقديم الحفل بسبب تغريدات عن "المثليين".. وهكذا أصبح "كيفن هارت" ضحية جديدة من ضحايا «Cancel culture».
كيفن هارت
جاي كاي رولينغ
هل يمكن أن تصبح أشهر روائية فى العالم وصاحبة أكثر رواية مبيعا على مر التاريخ "ضحية جديدة" لثقافة الإلغاء.. الروائية البريطانية "جاي كاي رولينغ" مؤلفة مغامرات "هاري بوتر" والتي تحولت لسلسلة أفلام واسعة الانتشار.. بداية الأزمة كانت قبل عامين حين نشرت الكاتبة على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعى مقالا عن "الأشخاص الذين لديهم دورة شهرية"، وأرفقت المقال بسؤال عن أنسب طريقة لتسميتهم، فى إشارة إلى أن هؤلاء فقط هن النساء، فى رفض من جانبها لاعتبار الرجال المتحولين جنسيا سيدات.. لتتعرض حملة واسعة من الهجوم من وسائل الإعلام الأمريكية وتصبح هي الأخرى ضحية لـ«Cancel culture» والسبب ارائها عن "المثليين"..
جاي كاي رولينغ
ميل جيبسون
الممثل والمخرج الشهير ميل جيبسون، عانى هو الأخر من «Cancel culture» على الرغم من أنه صاحب بصمة إبداعية على أفضل أفلام هوليود سواء كمخرج أو كنجم للفيلم. ورغم الشعبية الكبيرة للنجم الشهير من محبة واحترام للملايين على مستوي العالم إلا أنه اتهم بإصدار تصريحات "معادية للسامية"، حيث انقطع ميل جيبسون عن القيام ببطولة أي فيلم على مدى خمس سنوات بين العامين 2004 و2009، أي منذ أن قام ببطولة فيلم «الشرطي السري المغني» (2003). وقام في العام 2006 بإخراج فيلم الحركة والمغامرات «أبوكاليبتو»، إلا أنه ورغم إعلان "جيبسون" أنه لا يعادى السامية ما زال يعانى من "ثقافة الإلغاء"
ميل جيبسون
والسؤال هنا.. بعد ان انتصر القضاء لـ"جونى ديب" فى قضيته الشهيرة واعتذار "كيفن هارت" عن تصريحاته عن "المثليين" واعتذار "ويل سميث" وميل جيبسون" هل يمكن أن يعودوا مرة أخرى إلى قمة هوليوود؟، ولماذا يمكن لخطأ واحد أو تصريح "غير موفق" أن يكون سبباً فى "تهميش" و"إبعاد" لنجوم كبار.. الحقيقة أن «Cancel culture» أو ما نطلق عليه عربيا بـ"ثقافة الإلغاء" هو عار يضرب صناعة السينما ونتمنى أن يتنهى إلى الأبد..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة