عادت لجنة المسار الدستوري الليبي للقاهرة لبدء الجولة الثالثة من الاجتماعات التي تستهدف الوصول لإطار دستوري تجرى على أساسه الانتخابات في ليبيا، وذلك برعاية زلأمم المتحدة المتحدة وبحضور مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني ويليامز، وتهدف الاجتماعات للبناء على ما تحقق في الجولتين السابقتين في #القاهرة لاسيما ما تحقق من توافق بشأن نحو 140 مادة من الهيكل الدستوري
وانطلقت في القاهرة، صباح الأحد، الجولة الثالثة لاجتماعات المسار الدستوري الليبي باستضافة من حكومة جمهورية مصر العربية وبحضور مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني وليامز، وذلك بمشاركة وفدي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لبحث سبل التوافق على الإطار الدستوري اللازم لإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن.
يشارك في اجتماعات أعضاء لجنة المسار الدستوري الليبي ممثلين عن مجلسي النواب والدولة واستهلت الجلسة الافتتاحية بعزف النشيد الوطني لليبيا تلاها إلقاء عدد من الكلمات الافتتاحية التي توضح أهمية هذه الجولة من الاجتماعات للتوافق على الإطار الدستوري اللازم لإجراء الانتخابات.
بدوره، أكد عضو لجنة المسار الدستوري الليبي ، عضو المجلس الأعلى للدولة شعبان بوستة في كلمته نيابة عن وفد مجلس الدولة، الأحد، أهمية هذه الجولة من اجتماعات المسار الدستوري في القاهرة، متوجه بالشكر لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومستشارة الأمين العام على جهدهم الملموس لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، موضحا أن مستشارة الأمين العام تعمل على رسم خطوط ومسارات واضحة لحل الأزمة وهو جهد مشكور.
وأشار عضو المجلس الأعلى للدولة إلى أن الشعب الليبي يتطلع لإيجاد حلول لأزمته، موضحا أن وفد البرلمان ومجلس الدولة عليهما بذل المزيد من الجهد والوقت لاستكمال ما تم إنجازه سابقا في اجتماعات المسار الدستوري، مشددا على ضرورة التوافق على قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن التوافق خلال اجتماعات القاهرة سينعكس بشكل إيجابي على حالة المواطن الليبي، داعيا لشحذ الهمم لاستكمال ما تم إنجازه خلال الجولات السابقة لاجتماعات المسار الدستوري.
ودعا عضو المجلس الأعلى للدولة الشعب الليبي بضرورة الاصطفاف والعمل يد واحدة لإخراج البلاد من حالة الانسداد الحالي، مشيرا لأهمية إرساء المصالحة الوطنية الشاملة بين الليبيين، موجها نداء إلى المجتمع الدولي بضرورة بذل جهد مضاعف لدعم توافق الشعب الليبي، معربا عن أمله أن يحدث توافق خلال اجتماعات الجولة الحالية للمسار الدستوري.
إلى ذلك، أشاد عضو لجنة المسار الدستوري الليبي، عضو مجلس النواب سليمان الفقيه بدور الدولة المصرية الداعم لأمن واستقرار ليبيا، متوجها بالشكر أيضا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومستشارة الأمين العام على جهدهم لتحقيق التوافق بين الليبيين.
ودعا النائب سليمان الفقيه في كلمته بافتتاح اجتماعات الجولة الثالثة للمسار الدستوري الليبي إلى ضرورة تحمل مجلسي النواب والدولة لمسؤوليتهما لتحقيق طموحات الشعب الليبي للتوصل لصيغة توافقية حول الإطار الدستوري اللازم لإنهاء المرحلة الانتقالية في البلاد، واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية يطالب بها الشعب الليبي.
وحث سليمان الفقيه كافة المجتمعين في اجتماعات الجولة الثالثة للمسار الدستوري في القاهرة بضرورة إنجاز العمل لتحقيق التوافق، محذرا وسائل الإعلام والمدونين على وسائل التواصل الاجتماعي من استباق نتائج الاجتماعات التي تجري في القاهرة، مضيفا "نتمنى أن يكون الاعلام معول بناء وليس هدم."
من جانبها، جددت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة حول ليبيا ستيفاني وليامز الشكر لحكومة جمهورية مصر العربية، الأحد، شكرها للحكومة المصرية على حفاة الاستقبال واستضافتها لاجتماعات لجنة المسار الدستوري الليبي.
وأكدت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة حول ليبيا ستيفاني وليامز ضرورة أن تكون الجولة الحالية من اجتماعات لجنة المسار الدستوري الليبي التي تعقد في القاهرة الجولة الأخيرة، مشيرة لضرورة التوصل لإطار دستوري متين يمكن من إجراء الانتخابات الليبية، لافتة لوجود مواد جوهرية لم يشملها التوافق بعد بين مجلسي النواب والدولة الليبيين.
وأشارت "وليامز" في كلمتها بافتتاح اجتماعات لجنة المسار الدستوري إلى وجود أمور هامة يجب التوافق حولها بين المجتمعين، مؤكدة على ضرورة العمل بين وفدي البرلمان ومجلس الدولة لتحمل مسؤولياتهما للتوصل لحلول وتوافق، وضرورة إعلاء مصلحة ليبيا فوق كل شيء وهو من شأنه أن يمهد لاستعادة الشرعية لجميع المؤسسات الليبية خلال الفترة المقبلة.
وحذرت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة من حالة التشاؤم التي حاولت البعض الترويج لها قبيل الاجتماعات التي تحتضنها القاهرة، مشيرة إلى تحقيق تقدم كبير في مناقشة عدد من البنود بالمسار الدستوري، مضيفا "ليبيا تستحق ما هو أفضل وأطفال ليبيا يستحقون مستقبل أفضل لهم."
وأشارت "وليامز" إلى أن أنظار الليبيين تتوجه إلى اجتماعات لجنة المسار الدستوري في القاهرة، مؤكدة أن الشعب الليبي ينتظر تحقيق نتائج ملموسة في هذه الجولة من الاجتماعات تدفع نحو التوافق على الإطار الدستوري المتين لإجراء انتخابات شفافة في أقرب وقت وضمن إطار زمني لأنه لا يمكن الانتظار أكثر من ذلك، على حد قولها.
ولفتت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن استمرار الانسداد السياسي الراهن يجب أن ينتهي تحقيق التوافق، مشددة على حق أبناء الشعب الليبي في التمكن من ممارسة حقهم الديمقراطي لإجراء انتخابات في البلاد لأول مرة منذ سنوات وهذا يتطلب الالتزام بالعمل على تحقيق توافق على المواد المتبقية.
وأضاف وليامز خلال كلمتها "لا بد لأبناء ليبيا وأهالي دوائركم من التمكن من ممارسة حقهم الديمقراطي في التصويت في انتخابات عامة وطنية لأول مرة منذ ثمان سنوات. إن هذه الفرصة تَتَوقف على قدرتكم على الاستمرار في التزامكم والتوصل إلى توافق بشأن المواد المعلقة."
وشددت مستشارة الأمين العام إلى أن الشعب الليبي يستحق أن ينعم بسلام واستقرار دائمين بكل ما تحمل هاتين الكلمتين من معاني؛ مشيرة إلى تطلعهم إلى مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، مضيفة "مسؤوليتكم هي تحقيق تطلعاتهم. وهم يعولون عليكم أنتم. أكرر مرة أخرى لا تخذلوهم، ودعونا لا نُخَيّب آمالهم. إن المجتمع الدولي يدعم جهودكم بشكل كامل وعلى استعداد للترحيب والمصادقة على نتيجة إيجابية من شأنها أن تعيد العملية الانتخابية إلى مسارها الصحيح."
وأكدت "وليامز" إدراكها الكامل للعبء الملقى على كاهل لجنة المسار الدستوري الليبي، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة ستعمل على المساعدة والمساندة في هذه الجولة من الاجتماعات، وتابعت بالقول "سوف يساندكم ولاؤكم لبلدكم في المرحلة الأخيرة من هذه المفاوضات الشاقة للتوصل إلى أرضية مشتركة من شأنها أن تُعبِدّ الطريق نحو إطار دستوري وانتخابي متين."
ووجهت ستيفاني وليامز رسالة إلى من وصفتهم بالمعرقلين قائلة "أولئك الذين يرغبون في تعطيل هذه العملية السياسية الدقيقة من خلال استخدام القوة: يجب أن تتوقفوا، يجب أن تضعوا أسلحتكم جانباً، يجب أن تتوقفوا عن ترويع السكان المدنيين. فقد طفح الكيل – وكفى يعني كفى!"
وأعربت "وليامز" عن أملها في نجاح هذه الجولة من الاجتماعات لتحقيق أفضل نتيجة إيجابية ممكنة، واختتمت حديثها بالقول "أنا وفريقي على ثقة من أنكم لن تخذلوا أبناء بلدكم، والأهم من ذلك، لن تخذلوا ليبيا – كل ليبيا. ونحن على استعداد تام لتقديم كل المساعدة الفنية اللازمة."
اجتماعات المسار الليبيى
اجتماعات مسار ليبيا