أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى اسم الأديب الكبير الراحل عباس محمود العقاد فى مشروع "حكاية شارع"، وذلك لتعريف المارة بقصة الشارع، حيث وضع لافتة تحمل اسمه وكل التفاصيل عنه وقد ولد عباس محمود العقاد في 28 يونيو 1889م في أسوان، في بيت عرف صاحباه بحب العزلة وطول الصمت والتقى، ونشأ العقاد في مدينة يلتقي فيها الماضي السحيق بالحاضر؛ ففي أسوان خاصة في الشتاء تلتقى أحدث صور الحضارة الحديثة بآثار الماضي العريق لا في المتاحف وحدها، بل في البيوت، فالحياة هي الحياة، وفى ملتقى الحياتين شب العقاد وفتح عينيه الطفلة على الفتاة الباريسية والليدي الانجليزية ثم المرأة الأسوانية المحببة.
والعقاد أحد مؤسسي مدرسة الديوان التي عُنيت بالنّقد في العصر الحديث، كما أنّها أول الخطوات للتّجديد في الشِّعر العربيّ؛ وذلك لما عملت عليه من إظهار مفاهيم جديدة في الأدب، ومن الجدير بالذِّكر أنّ أول ظهور لهذه المدرسة كان عام 1909م، وسُمِّيت المدرسة بهذا الاسم نسبة إلى “كتاب الدّيوان في الأدب والنقد” الذي ألّفه العقّاد والمازنيّ عام 1921م.
أنشأ العقاد صالونًا أدبيًا في بيته في أوائل الخمسينيات، وكان المجلس يدار كلّ يوم جمعة بحضور مجموعة من المُفكِّرين، والفنانين المِصريّين من أصحاب الأدب البارز، وطُرح في مجلسه العديد من المواضيع منها: الأدب، والعلوم، والتّاريخ وغيرها، ومن أكثر هذه المواضيع إثارة للنقاش والجدل في مجلسه هي المواضيع التي تُعنى بدور المرأة المُسلمة في المجتمع، وكان العقّاد قد كتب ثلاثة كُتب في هذا الموضوع، وأشار إلى أهميّة حصول المرأة على حقّها في المشاركة في المجتمع، وحقّها بحرية الفِكر كذلك، لذلك كان العقّاد يلقى احترامًا كبيرًا من النساء.
وللعقاد مدرسة ولكنها لم تتبلور إلا في الأعوام الأخيرة؛ فقد كانت قبلًا شبه علاقات متفرقة بأفراد متفرقين ثم اتضحت معالمها، ومن أبرز أبنائها الاستاذ “علي أدهم” والدكتور “زكي نجيب محمود” والدكتور “عثمان أمين”.
توفي عباس محمود العقاد في 12 مترس عام 1964م، عن عمر يناهز الخامسة والسّبعين، ورحل تاركاً خلفه إرثاً أدبياً يحيي ذِكراه، ويدل الراغبين في السير على نهجه.
لافتة عباس محمود العقاد