قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن العالم يعيش الآن فى وضع حساس للغاية يصل إلى احتمالات الخطر.
وأضاف أبو الغيط فى حوار خاص مع الإعلامى أحمد موسى ببرنامج على مسئوليتى المذاع عبر قناة صدى البلد، أن ملامح تظهر لتحديات بين القوى العظمى أمريكا وحلف الأطلسى وروسيا والصين. متابعا أن روسيا بها أكثر من 5 آلاف رأس نووية استراتيجية أو تكتيكية والوضع الآن محتدم جدا فى أوكرانيا.
وأوضح أبو الغيط أنه توجد عواقب وخيمة للأحداث فى أوكرانيا لمدة سنوات لأن الحرب لن تتوقف فى أيام وربما تصل إلى سنوات مشيرا إلى أن روسيا لها مفاهيم محددة والعالم الغربى له منطلقاته ويسعى إلى هزيمة روسيا، مشيرا إلى أن العالم الغربى وفرنسا ترى أنه من الصعب هزيمة قوة عظمى مثل روسيا.
وأوضح أن العالم الغربى يسعى إلى إنشاء ائتلافات ضد الصين هناك تضييق خناق على ظهور الصين كقوة على الأرض مبررين ذلك بعدوانية الصين. مؤكدا أنه من الملاحظ حاليا وجود مساعى لتجميد روسيا على أرضها وليس تجميد عضويتها فى الأمم المتحدة.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن مجلس الأمن والأمم المتحدة انبثقا بعد هزيمة ألمانيا عام 1945، كما أن ستالين وروزفلت وتشرشل تحدثوا عن صياغة الميثاق وأهمية دور مجلس الأمن. مستطردا أن أى إجراء فى إطار المنظمة الدولية خاصة مجلس الأمن يجب أن يكون بموافقة الدول الـ 5 دائمة العضوية.
وتابع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الدول الـ 5 دائمة العضوية فى مجلس الأمن ستبقى دائما فى هذا المجلس، مشيرا إلى أنه إذا اعترضت إحدى الدول الخمسة على أى قرار يتم رفضه فورا. مبينا انضمام أى دولة إلى مجلس الأمن يجب أن يكون بموافقة الدول دائمة العضوية، وبعض الكتاب يخلطون بين النظام الدولى والوضع الدولى وهناك فرق كبير بينهما، مشيرا إلى أن الوضع الآن شائك وحساس جدا، وأستراليا وأمريكا يحشدان قواتهما فى المحيط الهادي.
وأردف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الصين تسعى إلى القيام باختراق هنا أو هناك لكن الغرب منتبه لكل هذه التحركات، كما أن بكين قررت منذ عدة أشهر مضاعفة قدرتها النووية من 260 رأس نووى إلى ألف رأس نووى على عام 2030.
واستكمل أحمد أبو الغيط، أن تايوان كانت جزيرة تابعة للصين احتلتها اليابان منذ 1900 إلى عام 1945 لمدة 45 سنة، وحكومة الصين الوطنية انتقلت إلى تايوان بعد فترة طويلة، مؤكدا أن رئيسة تايوان تتحدث عن إعلان الاستقلال النهائى عن الصين.
وكشف الأمين العام لجامعة الدول العربية، وجود ملامح تقارب صينى روسى وهذا واضح جد لأن التعاون بين بكين وموسكو مضى عليه سنوات طويلة، مشيرا إلى أن الصين لديها حاملتى طائرات وتبنى حاملة أخرى وتستعد لبناء الرابعة، والعالم يشهد وضعا صعبا.
وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن العالم يشهد الآن وضع صعب فى أزمة الغذاء والطاقة.
وأضاف أبو الغيط أنه توجد انعكاسات كبيرة على الدول العربية بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، ويوجد حرص شديد جدا بعد الأزمة الروسية الأوكرانية.
وتابع أبو الغيط، أن المبادرة المصرية بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية، أكدت ضرورة أن يكون للعرب موقف من الأزمة، ومجلس وزراء الخارجية العرب تبنى مشروع قرار، وهو أن الدول العربية لها مصالح مع أطراف مختلفة ولا بد أن تبقى عليها.
وأوضح أبو الغيط أنه تم تشكيل مجموعة عمل وزارية للتقارب بين الطرفين الروسى والأوكرانى والدول العربية حريصة ألا تسقط فى فخ الأزمة الروسية الأوكراني.
وأشار أبو الغيط إلى أن الجامعة العربية تنبهت مبكرا بشأن أزمة الغذاء وتم تكليف الأجهزة العربية العاملة فى مجال الغذاء بدراسة كيفية إشباع احتياجات العالم العربى من الزراعة والغذاء.
وأبدى أبو الغيط تشاؤمه من الأوضاع الحالية وهناك أفكار كثيرة تطرح فى أزمة الغذاء العالمى ومن الوارد أن تسوء الأمور أكثر من ذلك فى دول العالم بشأن أزمة الغذاء.
وقال أبو الغيط أن رئيس كازاخستان أكد لى أن كثير من الأنهار لديهم تستخدم للزراعة كما أكد أن أراضى دولته تكتسى بالثلوج مما ينتج عنها زراعة جيدة ويمكن تصدير الغلال إلى موانئ روسيا وذلك فى عام 2010 وهناك تحركات تركية لإقناع روسيا بالسماح بعودة التصدير للمنتجات الأوكرانية. وقال إن الرئيس الفرنسى ماكرون لديه مشروع للتحاور مع روسيا بشأن خروج الغلال من البحر الأسود إلى كل الدول التى تحتاجها.
وأضاف أحمد أبو الغيط، أن احتياجات الدول الغربية من الأقماح كبيرة جدا، مردفا: استشعر التشاؤم من الأزمة الروسية الأوكرانية على الأراضى العربية. وبيّن أنه يخشى من قيام تنظيم داعش الإرهابى بنشاط فى غرب إفريقيا نتيجة للجدب وقلة الأمطار وتحركات القبائل والصراعات، لافتا إلى أن البعد الأخر للتشاؤم أنه على ثقة أن العالم الغربى وروسيا لن يتوافقوا لخروج الغلال من البحر الأسود.
وأردف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن العلاقة مركبة ومعقدة بين روسيا وأوكرانيا، موضحا أن الحل فى الأزمة الروسية الأوكرانية هو الاعتماد على أنفسنا ونقيس التعامل بميزان من ذهب ونتفاعل مع بعضنا كدول عربية، كما أن ملايين من أراضى السودان قابلة للزراعة.
وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن ميزانيات الحكومات أصبحت تحت ضغط شراء الأغذية بمبالغ كبيرة جدا وأسعار الطاقة فى العالم ارتفعت جدا ولها تأثير على الدول المستهلكة.
وأضاف أبو الغيط أن 30مليون فدان فى السودان تزرع بالأمطار لذلك لا بد من انطلاق المنطقة العربية للأمام فإمكانية صادرات الأقماح متاحة فى السودان وهناك مصادر بديلة للأقماح الروسية.
وتابع قائلا: "نأمل أن يتعاون العالم العربى بحكمة وسرعة لمواجهة الأزمة وشحذ الهمم وفقا للإمكانيات المتاحة".
وأوضح أنه من الوارد استخدام طاقة الكهرباء كبديل للغاز الروسى وإذا تحركت أوروبا للاستفادة من طاقات شمال إفريقيا سيكون أفضل كثيرا وسيكون حلا لمشاكلها.
واستكمل أبو الغيط فى حواره الخاص مع الإعلامى أحمد موسى أن دول شمال إفريقيا قادرة على إنتاج كهرباء تكفى لاحتياجات العالم وليس أوروبا فقط ويمكن نقله عبر البحر والمضايق باعتبارها كنزا كبيرا.
وأوضح أنه لو استثمرت أوروبا فى الطاقة المصرية سيكون ذلك حلا كبيرا لمشاكلهم كما سيكون الاستثمار فى السودان حلا لمشاكل القمح.