رسائل مهمة عمرها أكثر من 4500 سنة وتشمل مكاتبات ملكية ورسائل بين عامة المواطنين تعكس مدى حضارة ورقى ورفاهية تلك الحقبة من الزمن، حيث توضح إحدى تلك الرسائل أنواع للهدايا التى يقدمها ملك الواحات إلى ملك اقليم دمو بالفيوم وتشمل الذهب والأطعمة ومنها لحم أنثى الغزال وكذلك رسائل بين أشخاص توضح العملات المتداولة آنذاك وهى من الذهب.
لن تجد تلك الرسائل سوى داخل متحف الوادى الجديد والذى افتتح فى السابع عشر من فبراير عام 1993م وتم عرض القطع الأثرية الموجودة بالمخازن نتاج حفائر منطقة آثار الوادى الجديد المصرية والإسلامية والقبطية والبعثات الأجنبية العاملة بالمنطقة، وتضم أقدم رسائل بريدية وأدوات جراحية عمرها يزيد عن 4500 سنة.
وكذلك ستشاهد مومياء داخل تابوت خشبى مزين بألوان زاهية ونقوش من كتاب الموتى والطريق إلى العالم الآخر وفكرة البعث والثواب والعقاب والموت عند المصرى القديم، وتماثيل وأدوات معيشة صاحب المقبرة الذى كان أحد الأثرياء فى المنطقة، كما وجد تمثال هو الأول من نوعه يمثل "ماكيت" أو تجسيد للمتوفى وأمامه مجسم لمقبرته يحرسها الإله حورس فى الجوانب الأربعة للمجسم، بالإضافة إلى كميات من الحلى والأساور التى كانت تستخدمها النساء فى هذا العصر وزوجة المتوفى.
ويبدو التمثال الفريد هو للمتوفى على شكل الإله "بتاح سوكر أوزير" من العصر اليونانى الرومانى وهو يجسد الملك المتوفى وفى وضع مشابه للإله "أوزوريس"، وهو تمثال بارتفاع 55 سنتيمتر وأمامه مجسم لمقبرته وعليها 4 صقور فى كل من الأركان الأربعة، على هيئة الإله حورس لحماية المقبرة كما كان فى معتقدات المصرى القديم، ويوجد بجوار التمثال خرطوشة أو صندوق يحتوى على قلب المتوفى
وقال الأثرى طارق القلعى مدير عام متحف آثار الوادى الجديد فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" إن فكرة إنشاء متحف آثار الوادى الجديد ترجع إلى سبعينات القرن الماضي، حينما تم إنشاء اول مقر إدارى لتفتيش آثار الوادى الجديد عام 1973م، وقام المهندس المعمارى حسن فتحى بتصميم مبنى من الطوب اللبن على طريقة القباب ليكون مقر إدارى لتفتيش آثار الوادى الجديد.
وأضاف القلعى أن المبنى يضم صالة طولية كانت هى نواة متحف آثار الوادى الجديد، عُرض فيها عدد 37 قطعة أثرية نتاج حفائر الدكتور أحمد فخرى وكانت الزيارة مجانًا للجمهور. وجرى بناء المتحف على مساحة 3150 م2، ويتكون مبنى المتحف من ثلاث طوابق لعرض الآثار حيث يوجد بالمتحف عدد 4087 قطعة أثرية ما بين معروض ومخزن يرجع تاريخها من بداية عصر ما قبل التاريخ حتى عصر أسرة محمد علي.
وأوضح القلعى أن البعثة الأثرية نجحت عام 1996 فى اكتشاف مقبرة تحمل رقم 22 من المقابر الموجود فى منطقة الضباشية، وعثرت على كميات من الحلى والأساور وأدوات الزينة التى كانت تستخدم فى ذلك الوقت وجرى عرضها فى أماكن عرض خاصة حيث تعود معظم هذه المصوغات والأساور لزوجة الثرى "نو سوا" صاحب المومياء فى المقبرة رقم 22 بمنطقة الضباشية، إضافة إلى تمثال لزوجة المتوفى وهو تمثال نادر يجسدها وهى تجلس القرفصاء تدعوا الآلهة وتطلب منهم الرحمة، إضافة إلى وجود تماثيل ومجسمات على شكل وجوه بشرية تجسد سكان المنطقة وأصدقاء المتوفى وزوجته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة