في مشهد ينعم بالأصالة والرضا، بطلاه زوج وزوجته تحكي معالمهما شقاء السنين، يجلسان في رحاب منزلهما بقرية القباب الصغرى التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، يغزلان بيديهما أسبتة وسدد الخوص، هكذا اعتاد فهمي التابعي وزوجته فتحية على الكفاح والعمل في حرفة يدوية من التراث منذ أكثر من ستين عاما، بحثا عن الرزق الحلال.
منذ سنوات طوال، قررا الزوجان أن يكافحان في الحياة سويا، في مهمة صعبة وشاقة، كانت ولا تزال شاهدة على التحدى والعزيمة والإصرار من أجل لقمة العيش، وتوفير حياة كريمة لأبنائهم الخمسة، اللائي سلك كل واحد منهم طريق كفاحه الخاص بعيدا عن مهنة صناعة أسبتة الخوص التي أوشكت على الاندثار بعد ظهور منتجات البلاستيك وعزوف الأجيال الجديدة عن العمل بها.
وفي هذا الصدد، قال فهمي التابعي صاحب الـ75 عاما لـ"اليوم السابع"، إنه كافح واعتمد على نفسه منذ شبابه، حيث عمل برفقة أجداده في صناعة أسبتة الخوص منذ أن كان في الـ18 من عمره، وظل يثابر ويجتهد في صناعة كافة أشكال وأحجام الأسبتة وسدد الغاب حتى تزوج وأصبحت زوجته تعينه وتسانده في الحياة والعمل بتقشير أعواد الغاب من الشوائب والأشواك باستخدام الشقرق؛ مشيرا إلى أنهما نجحا سويا في أن يعلما أبناءهم ويوفران لهم حياة كريمة.
وتابع أن مهنة صناعة الأسبتة وسدد الغاب تعد من الحرف اليدوية التي كانت لها قيمتها ورونقها قديما، حيث كانت الأسر تعتمد عليها في نقل وتخزين كافة احتياجاتهم، وبعد ظهور البلاستيك وانخفاض الإقبال على شرائها، وعزوف الأجيال الجديدة عن العمل بها لقلة ربحها وعائدها المادي، أصبحت المهنة تواجه خطر الاندثار، مؤكدا أن بالرغم مما تواجهه المهنة من تحديات إلا أنه متمسك بمهنته وحرفته بجانب زوجته وأقاربه الذين لا يزالون يقدرون مهنة صناعة المنتجات الخوصية.
صناعة-أسبتة-الخوص-في-الدقهلية--(2)
صناعة-أسبتة-الخوص-في-الدقهلية--(3)
صناعة-أسبتة-الخوص-في-الدقهلية--(6)