هواة الفلك والمهوسون بالظواهر الفلكية، كانوا مع موعد هذه الأيام، مع القمر البدر لشهر ذى القعدة، والذى يزين سماء مصر طوال الليل ويمثل ثاني بدر عملاق هذا العام، حيث يبدو حجمة الظاهرى أكبر وأكثر إشراقاً من المعتاد، وذلك قبل أسبوع فقط من الانقلاب الصيفى فى النصف الشمالى للكرة الأرضية.
يرجع ذلك الاسم إلى الهنود الحمر، لأن هذا القمر العملاق يظهر بالتزامن مع موسم جنى ثمار الفراولة، ورغم اسمه فإنه لا يظهر باللون الوردى أو الأحمر الذي يميز ظهور القمر في أوقات فلكية أخرى، ويسمى هذا القمر القمر الدموى، وهو من أكثر الظواهر الفلكية إلهاما للفنانين والشعراء والموسيقيين على مرالعصور، سواء كان قمرا دمويا أو مكتملا أو حتى هلالا بسيطا.
جاء القمر الدموي بتفسيرات سيئة بالنسبة للعديد من الحضارات، فقد فسر شعب الإنكا القديم (إمبراطورية قديمة قامت ببنائها شعوب من الهنود الحمر في منطقة أميركا الجنوبية) اللون الأحمر على أنه نمر جاكوار يلتهم القمر، وسوف يتحول بعد ذلك ليلتهم الأرض.
وكان أهل الإنكا يصرخون ويهزون رماحهم ويدفعون كلابهم للعواء والنباح على أمل إحداث ضوضاء كافية لإبعاد الجاكوار عن الأرض.
واعتبر خسوف القمر علامة على الهجوم على الملك في بلاد ما بين النهرين القديمة وهي العراق، وسوريا وتركيا ما بين نهري دجلة والفرات.
ونظرا لقدرتهم على التنبؤ بموعد الكسوف بدقة كبيرة كان سكان بلاد ما بين النهرين يضعون ملكا مزيفا طوال مدة الخسوف ثم يعود الملك الأصلي إلى عرشه بعد انتهائه.
أما الحضارة الهندوسية فكانت تفسر الخسوف على أنه نتيجة لشرب الشيطان إكسير الخلود وابتلاع رأس القمر التي يظل ينزف طوال استمرار مدة القمر الدموي.
من أشهر الأساطير أسطورة شعب باتاماليبا في توغو وبنين بأفريقيا، حيث ينظرون إلى خسوف القمر على أنه صراع بين الشمس والقمر يؤكد على العداء القديم بينهما.
أما في الثقافة الإسلامية فيفسر خسوف القمر بلا خرافات، إذ يمثل كل من الشمس والقمر دلالة على قدرة الله، لذلك عند خسوف القمر أو كسوف الشمس يلجأ المسلمون إلى الصلاة والاستغفار استشعارا لعظمة الخالق وتحكمه في مخلوقاته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة