أكد مدير متحف الكويت الوطنى الدكتور سلطان الدويش، عمق العلاقات التاريخية بين الحضارة المصرية القديمة وحضارة "الدلمون" بالخليج العربى والكويت منذ ما يقارب من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، حيث تم اكتشاف جعران مصري بجزيرة "فيلكا" بالكويت مما يؤكد وجود علاقات تجارية بين الحضارة المصرية القديمة وحضارة الدلمون بالخليج العربي والتي كان مركزها الكويت.
وقال مدير المتحف الوطنى الكويتى- في تصريح لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالكويت اليوم الخميس، على هامش تسلم السفارة المصرية لخمس قطع أثرية تم ضبطهما عام 2019 - إن الدولة المصرية لها فضل كبير علينا خاصة في مجال التعليم والثقافة والكثير منا خريج الجامعات المصرية، مؤكدا أنه كانت هناك بعثات كويتية للكشف عن الآثار منذ ثمانينات القرن الماضي بمنطقة بهنسه وتم إصدار كتاب عن تلك البعثات والتعاون المصري الكويتي في الكشف عن الآثار.
وأضاف الدويش: أنه شارك مع البعثة اليابانية في الكشف عن الآثار بمنطقة طور سيناء لمدة عامين برئاسة للبعثة الكويتية ودراسة النقوش الأثرية مع تمويل تلك البعثات في تلك المنطقة لاهتمام الكويت بزيادة التعاون والتنسيق بين البلدين في ذلك المجال التاريخي.
ونوه رئيس المتحف الكويتي الوطني، إلى وجود تعاون ثقافي بين الجانب المصري والكويتي خاصة المجال الأثري والمتاحف والعمل الأكاديمي، مؤكدا وجود أساتذة مصريين بجامعة الكويت نستعين بهم لتدريب الطلاب الكويتيين للتنقيب عن الآثار بالكويت.. منوها إلى وجود قسم جديد بجامعة الكويت للآثار، وتم تعيين الدفعة الأولى من خريجي القسم بمتحف الكويت الوطني.
وقال الدكتور سلطان الدويش إن هناك تنسيقا قويا بين مصر والكويت لمنع تهريب ألأثار.. مشيرا إلى وجود العديد من الاتفاقيات الدولية التي تجرم ذلك ونحن نعمل على منع تهريب الآثار من مصر والدول العربية للحفاظ على الآثار المصرية والعربية.
ولفت إلى أن هذه الآثار التي "لا تقدر بثمن" تم ضبطها في مطار الكويت أثناء محاولة تهريبها من مدينة الأقصر في مصر إلى الكويت.وقال: إنه بعد التدقيق من قبل خبراء آثار من جامعة الكويت وبولندا ومصر تبين أن منها ثلاثة قطع أصلية تعود لحوالي 1400 عام قبل التاريخ الميلادي وقطعتين "مشكوك فيهما".
وذكر أن عددا من الجهات الكويتية وهي وزارة الخارجية والإدارة العامة للجمارك والنيابة العامة والمجلس (الوطني للثقافة) ومتحف الكويت الوطني قامت بالتعاون مع السفارة المصرية لدى الكويت للتحقق من الاثار المسروقة وإعادتها إلى موطنها الأصلي تطبيقا للاتفاقيات الدولية بهذا الشأن.
وأفاد بأن هذا هو التسليم الثاني لمصر بعد أن أعادت الكويت في عام 2018 غطاء تابوت فرعوني خشبي بعد ضبطه من قبل جمارك الشحن الجوي في مطار الكويت، مثمنا جميع الجهود المبذولة في إعادة جزء مهم من التاريخ الإنساني والحضارة الفرعونية إلى موطنها الأصلي.
من جانبه، ثمن سفير مصر بالكويت أسامة شلتوت، دور الجهات الرسمية الكويتية في سعيها الدؤوب لإعادة الآثار الفرعونية وتعاونهم مع الجهات المختصة في القاهرة للتحقق من أصلية القطع والتأكد من عودتها إلى المتاحف الفرعونية في مصر.
وأضاف شلتوت، أن التعاون بين البلدين الشقيقين شمل أيضا التحقيق بشأن بعض الأشخاص المتهمين في عملية التهريب، مشيرا الى زيارة وفد من النيابة العامة المصرية ومتخصصين بالآثار في شهر مارس الماضي إلى الكويت لمتابعة القضية ومعاينة المضبوطات واستكمال إجراءات تسليمها بشكل رسمي.
وأوضح أن المعاينة الأولية للقطع الأثرية المهربة أثبتت أصلية ثلاث قطع منها، مشيرا إلى الحاجة لمزيد من البحث والفحص للقطعتين الآخريين لمعرفة تاريخها ووضعها في المكان الصحيح بالتاريخ الفرعوني المصري.
وبين سفير مصر بالكويت، أن إعادة هذه الآثار يأتي ضمن الجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة المصرية لإعادة الآثار الفرعونية التي سرقت وهربت من مصر التي تحتضن حوالي ثلث الآثار الإنسانية حول العالم.
ولفت شلتوت، إلى إعادة فرنسا على سبيل المثال مئات القطع الفرعونية الأثرية إلى مصر بعد أن تم ضبطها في العقدين السابقين إضافة إلى عشرات القطع الفرعونية التي أعيدت من قبل إيطاليا وإسبانيا.
يذكر أن القطع الأثرية المضبوطة في الكويت هي أربعة تماثيل لملوك الحضارة الفرعونية منها تمثال للملك (أمنحوتب الثالث) وآخر لـ(آمون رع) وتمثال لسيدة فرعونية بالشعر والأزياء الفرعونية التقليدية وتمثال للإله الفرعوني (حورس) الذي صورته الحضارة برأس صقر إضافة إلى جدارية صخرية منقوشة.