تناول تلفزيون اليوم السابع فى تغطيته الخاصة التى أعدها أحمد حسنى وقدمها هشام عبد التواب، تفاصيل رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مشاركته عبر الفيديو كونفرانس فى قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ، وذلك تحت رعاية الرئيس الأمريكى "جو بايدن"، ومشاركة لفيف من رؤساء الدول والحكومات وسكرتير عام الأمم المتحدة.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ قامت بتأسيسه الولايات المتحدة عام 2009 لدعم موضوعات تغير المناخ وحشد الزخم الدولى اللازم لها، وقد تم توجيه الدعوة للرئيس للمشاركة هذا العام استناداً إلى الدور الذى تقوم به مصر فى هذا المجال وتولى مصر رئاسة الدورة القادمة للقمة العالمية للمناخ COP27 فى شرم الشيخ.
وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة، توجه خلاله بالشكر للرئيس الأمريكى "جو بايدن" لمبادرته بالدعوة لهذه القمة المهمة لمنتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ، وهو المنتدى الذى بات يكتسب أهمية متزايدة.
وقال الرئيس السيسى، إنه مع قرب انعقاد الدورة الـ 27 لقمة المناخ العالمية فى مصر وما تمثله من فرصة سانحة لإعادة التأكيد على التزامنا بدعم وتعزيز جهود مواجهة تغير المناخ والتكيف مع آثاره السلبية، والبناء على الزخم الدولى والإرادة السياسية المتوافرة من كافة الأطراف لهذا الغرض، فإن مصر تدرك تماماً حجم المسئولية الملقاة على عاتقها كرئيس للمؤتمر، وتعى أن شعوب العالم فى شتى أنحاء الأرض تتطلع إلى نتائج ملموسة تساهم فى إحداث تغيير حقيقى على الأرض ينقلنا من مرحلة التفاوض حول النصوص والإعلان عن التعهدات إلى مرحلة التنفيذ الفعلى على كافة المستويات للوصول إلى أهداف اتفاق باريس، وفى مقدمتها هدف الواحد ونصف درجة مئوية.
وانطلاقاً من هذه المسئولية، قال الرئيس السيسى: "اسمحوا لى أن أشارككم بعض النقاط المهمة فى إطار استعداداتنا لاستضافة القمة وقيادة عمل المناخ الدولى خلالها:
أولاً: تواصل مصر بذل قصارى جهدها لحث كافة الأطراف على رفع طموح عملها المناخى من خلال مراجعة وتحديث مساهماتها المحددة وطنياً تنفيذاً لاتفاق باريس، ودعم وتعزيز خططها واستراتيجياتها طويلة المدى لخفض الانبعاثات والتعامل مع الآثار السلبية لتغير المناخ.
ومن جانبها، فقد قامت مصر مؤخراً بإطلاق استراتيجيتها الوطنية لتغير المناخ 2050، وتقوم فى الوقت الراهن بوضع اللمسات النهائية على مساهماتها الوطنية المحدثة، والتى ستتضمن أهدافاً كمية محددة وطموحة فى عدد من القطاعات الرئيسية، لتعكس الجهود التى قامت وتقوم بها مصر لتحقيق تحول عادل إلى الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة على نحو يسمح لها بأن تكون مركزاً للطاقة فى منطقتها، كما ستوضح هذه المساهمات المسئوليات التى تضطلع بها مصر لتجنيب شعبها الآثار السلبية لتغير المناخ وبناء قدرته على تحملها والتكيف معها، خاصة فى ظل أزمات عالمية متعاقبة لها انعكاساتها على أسعار الطاقة والغذاء.
ثانياً: على الرغم من أهمية دور الحكومات فى الجهد العالمى لمواجهة تغير المناخ، إلا أن التحدى الذى أصبحت تمثله الظاهرة يتجاوز قدرتها على التحرك منفردة، ومن ثم فإن مصر ستعمل خلال رئاستها على إيصال جميع الأصوات وتضمين كافة الرؤى والتوجهات، وعلى إقامة شراكات حقيقية بين الحكومات وغيرها من الأطراف الفاعلة من غير الحكومات، من مؤسسات للتمويل ومنظمات دولية ومجتمع مدني، كما تعمل مصر بالشراكة مع الجميع على دعم وتعزيز المبادرات القائمة لمواجهة تغير المناخ ومتابعة تنفيذ نتائجها، وإطلاق مبادرات جديدة طموحة لتكون مكملاً وداعماً لعمل المناخ الحكومي.
وفى هذا الإطار، اسمحوا لى أن أنتهز هذه المناسبة لأعلن عن انضمام مصر لمبادرة "التعهد العالمى للميثان" فى المسار المعنى بالبترول والغاز، والذى ستسعى مصر من خلاله إلى تعزيز جهودها لخفض انبعاثات قطاع البترول والغاز الطبيعى من غاز الميثان، استنادا إلى الخبرات والتمويل الذى توفره المبادرة وبالتعاون مع الشركاء الدوليين فى هذا القطاع.
ثالثاً: أن قدرتنا كمجتمع دولى على المضى قدماً بشكل موحد ومتسق نحو تنفيذ التزاماتنا وتعهداتنا وفقا لاتفاق باريس إنما هى رهن بمقدار الثقة التى نتمكن من بنائها فيما بيننا، وبالمناخ الذى يتعين علينا تهيئته ليكون محفزاً وداعماً لمزيد من العمل البناء لمواجهة تغير المناخ، ومن ثم فإنه من الضرورى أن تشعر كافة الأطراف من الدول النامية، خاصة فى قارتنا الأفريقية، أن أولوياتها يتم التجاوب معها وأخذها فى الاعتبار، وأنها تتحمل مسئولياتها بقدر إمكانياتها وبقدر ما يتاح لها من دعم وتمويل مناسب، أن نجاح الدورة الـ 27 لقمة المناخ العالمية فى الخروج بالنتائج المرجوة، ونجاح النظام الدولى متعدد الأطراف لمواجهة تغير المناخ، يرتبط ارتباطاً وثيقا بحجم ما تشعر به الدول النامية والدول الأفريقية من رضا وارتياح إزاء موقعها فى هذا الجهد العالمي، وبقدر ما تبذله الدول المتقدمة من خطوات للوفاء بالتعهدات التى أخذتها على نفسها ذات الصلة بتمويل المناخ وبدعم جهود التكيف والتعامل مع قضية الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ فى الدول النامية والأقل نموا.
وأضاف الرئيس السيسى:"ومساهمة منا فى بناء هذه الثقة وخلق هذا المناخ المواتي، يسرنى الإعلان عن شراكة مصرية أمريكية تتضمن تنظيم عدد من الفعاليات والأحداث حول التكيف فى القارة الأفريقية على مدار العام الجاري، وصولاً إلى تدشين مبادرة جديدة ذات تأثير فعال وملموس لدعم جهود التكيف فى أفريقيا خلال قمة شرم الشيخ.
وأعرب الرئيس السيسى عن تطلعه لاستقبال المشاركين فى شرم الشيخ، لنواصل سوياً العمل على وضع تعهداتنا موضع التنفيذ، ولنستجيب معا لآمال وتطلعات شعوبنا التى تنتظر مننا المزيد من العمل والجهد لضمان مستقبل أفضل لها وللأجيال القادمة.