انتقد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الدول الغربية وأعلن فى منتدى سان بطرسبرج الاقتصادى الدولى نهاية العالم "الأحادى القطب" وتناول بوتين فى كلمته الوضع الاقتصادى العالمى خاصة الروسى، وقال إن الثقة فى العملات العالمية تراجعت خلال خطاب استمر اكثر من ساعة.
لم يضيع الرئيس الروسى الوقت فى المجاملات بل دخل مباشرة فى الموضوع، فخطابه فى المنتدى الاقتصادى السنوى، أحد أهم خطاباته منذ حرب أوكرانيا قبل أربعة أشهر تقريبا.
وركز بوتين فى كلمته على مستقبل روسيا والعلاقة مع العالم فوجه رسالته أولا إلى رؤساء المؤسسات والشركات الكبرى فى روسيا ودعاها إلى الاستثمار فى الوطن، وذكر بهدفه وهو الوصول إلى مستوى تضخم 4 فى المئة، كما خاطب الأسرة الروسية وشجعها على الإنجاب أكثر.
وفيما يخص التطور الاقتصادى ركز بوتين على أهمية التوصل إلى مفاتيح التكنولوجيا والوصول إلى "الاستقلال التكنولوجي" وإحلال الصناعات المحلية مكان السلع الأجنبية وتناول بطاقة الدفع والائتمان "مير" وتعهد بالتوسع فى استخدامها حول العالم.
لكن الخطاب تأجل لأكثر من 90 دقيقة بسبب هجوم إلكترونى كبير، وصرح المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف بأن الخطاب تم تأجيله بسبب هجمات على أنظمة المؤتمر، ولم يتضح على الفور من يقف وراء الهجوم.
وقال فلاديمير بوتين أن حربه على أوكرانيا "فُرضت عليه"، مشيرا إلى ان الهجوم أواخر فبراير كان "قرارًا لدولة ذات سيادة لها حق غير مشروط... للدفاع عن أمنها"، وكرر مزاعمه بأن موسكو اختارت الحرب لأن الروس الذين يعيشون فى شرق أوكرانيا كانوا فى خطر ويحتاجون إلى الحماية.
وأوضح فى إشارة إلى منطقتين انفصاليتين فى تلك المنطقة: "قرار يهدف إلى حماية مواطنينا، سكان جمهوريات دونباس الشعبية، الذين تعرضوا لمدة ثمانى سنوات للإبادة الجماعية من قبل نظام كييف والنازيين الجدد الذين حصلوا على الحماية الكاملة. من الغرب ".
كما وصف بوتين قراره بأنه ضرورى للحفاظ على "النقاء الأخلاقي" فى روسيا، قائلاً إن الجنود الروس يقاتلون من أجل الحق فى "رفض أى محاولة لفرض قيم زائفة لنزع الصفة الإنسانية والانحلال الأخلاقى من الخارج".
كان جزء كبير من خطاب بوتين يهدف إلى انتقاد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى لدعمهما لأوكرانيا خلال حرب روسيا على البلاد، وقال ان أمريكا نصبت نفسها بعد النصر فى الحرب الباردة رسول الله على الأرض، واعتبرت كل الدول الأخرى "مستعمرات" من الدرجة الثانية، وفى ظل هذا التفكير يصبح العالم غير مستقر.
قال بوتين: "عندما انتصروا فى الحرب الباردة، أعلنت الولايات المتحدة نفسها ممثلين لله على الأرض وتعاملوا ان لديهم مصالح فقط. لقد أعلنوا أن هذه المصالح مقدسة الآن أصبحت حركة المرور فى اتجاه واحد، مما يجعل العالم غير مستقر".
وأضاف عن الاتحاد الأوروبي: "لقد فقد الاتحاد الأوروبى سيادته بالكامل، ونخبه ترقص على أنغام شخص آخر، مما يضر بسكانها".
وصور الرئيس الروسى كتلة البلدان التابعة لحلف شمال الأطلسى على أنها "عملاق متعطش للسلطة" يبحث عن أسباب للتفاوض مع بلاده، قائلاً إن حرب روسيا على أوكرانيا كانت "المنقذ للغرب لإلقاء اللوم على روسيا فى جميع المشاكل".
وتابع بوتين: "على الرغم من حقيقة أن الغرب "يواصل ضخ أوكرانيا بالأسلحة الا ان جميع أهداف العملية الخاصة ستتحقق دون أدنى شك"، واضاف: "سنستغل بالتأكيد الفرص الهائلة التى توفرها الأوقات الحالية وسنكون أقوى".
وتحدث الرئيس الروسى عن العقوبات الاقتصادية التى يفرضها الغرب على بلاده مشيرا إلى أنه تضر أكثر بمن يفرضونها قائلاً إن هذه العقوبات "جنونية وطائشة".
يقول: "لم يكن للحرب الاقتصادية الخاطفة ضد روسيا أى فرصة للنجاح منذ البداية.. فشلت محاولات الغرب فى تفكيك موسكو بقراراتهم الطائشة"
واشار إن الاتحاد الأوروبى قد يخسر أكثر من 400 مليار دولار (326 مليار جنيه إسترليني) بسبب العقوبات المفروضة على روسيا وأكد أن الميزانية الروسية فى 2022 ستسجل فائضا بقيمة 3 تريليونات روبل (51.7 مليار دولار).
وسعى الرئيس الروسى إلى مزيد من التأكيد على أن الغرب يربط خطأً الاضطرابات الاقتصادية فى بلدانهم بالحرب فى أوكرانيا لإلهاء الجمهور عن الأسباب الحقيقية وراء التضخم المتصاعد، ووقال "كلنا نسمع عن ما يسمى بتضخم بوتين فى الغرب عندما أرى هذا، أفكر دائمًا:" لمن يعنى هذا، هذا الغباء؟ بالنسبة لشخص لا يعرف القراءة أو الكتابة. "
كما اتهم بوتين الغرب، بالمسؤولية عن أزمات الغذاء التى تلوح فى الأفق من خلال "اقتناص" الإمدادات، وقال: "المجاعة فى أفقر البلدان ستكون على ضمير الإدارة الأمريكية والأوروقراطيين".
كما قال مازحا عن شائعات تتعلق بصحته: "مثلما قال مارك توين ذات مرة: الشائعات حول موتى كانت مبالغ فيها إلى حد كبير".