استطاعت الروائية الدكتورة ريم بسيوني، خلال سنوات قليلة، أن تحقق نجاحا كبيرا بين القراء، ونجحت في تحقيق انتشار ورواج كبير بين القراء من مختلف الفئات العمرية، ولم يقتصر قراؤها على الشباب فقط، كما أن أعمالها أصبحت تحقق مبيعات، وتتصدر قوائم الأكثر مبيعا فى أحيان كثيرة، بعدما جذبت الشباب لقراءة الرواية التاريخية.
ومؤخرا حصلت الدكتورة ريم بسيوني على جائزة الدولة للتفوق فرع الآداب، و"اليوم السابع" التقى الدكتورة ريم بسيوني، وأجرى معها هذا الحوار الذي تحدثت فيه عن علاقتها باللغة وهل تستهدف جمهورا معينا من وراء كتاباتها، وإلى نص الحوار:
- هل تدين ريم بسيوني في نجاحها لرواياتها "أولاد الناس"؟
بالتأكيد رواية "أولاد الناس" جعلت الجمهور يتعرف علىَّ بشكل أكبر، لكنني لا أعتقد أنها سبب نجاحي، حيث كنت حققت قبلها جائزتين، الأولى جائزة ساويرس الثقافية عن رواية "الدكتورة هناء" مركز أول، وجائزة أفضل عمل مترجم في أمريكا عن رواية "بائع الفستق"، وكذلك ترجمت 3 من رواياتي قبلها لأكثر من لغة، لكن ربما نجاح "أولاد الناس" كان أكبر لأن الجمهور كان متعطشًا لفهم تلك الحقبة التاريخية باعتباره عصر مظلم في التاريخ ولا يعرف عنه الكثير.
- الكتابة عن التاريخ.. هي الكتابة الأصعب.. بحسب تجربتك هل تتفقين مع هذا الرأى؟
الكتابة عن التاريخ صعبة، ولابد فيها من الأمانة العلمية، فحين تتناول شخصية تاريخية، لابد أن يكون من تنقله عنها صحيح وحقيقي، وأن تجيب عن تساؤلات مثل هل كانت تلك الشخصية محبوبة أو مكروهة، وهي أسئلة صعب الإجابة عنها فيما يخص الشخصيات في العصر الحالي فما بالك حين تجاوب عنها فى التاريخ، وهى من الأمور الصعبة في الكتابة التاريخية، لكنني استمتع حين أكتبها، رغم كونها ليست بسيطة.
- الحب والعنف.. تيمتان أساسيتان في رواياتك لماذا؟
العنف موجود في كل الحياة، وعند الحديث عن العصور الوسطى بالضرورة الكتابة عنه لأنه كانت موجود بشكل كبير وكان جزء من هذا العصر ويراه الناس في كل مكان حولهم، لكن الحب جزء من الحياة كلها، لا يمكن أن نكتب رواية بدون عن الحب، ليس فقط الحب بين الرجل والمرأة لكن بمعناه الواسع بين كل البشر.
- لمن تكتب ريم بسيوني.. هل هناك فئة مستهدفة حين تكتبي الرواية؟
بالطبع ليست لدى فئة مستهدفة، لكن أنا أكتب للقارئ لم يحب القراءة، لم تتلاقى روحه مع روح كتاباتي، ويشعر أن يحب أن يقرأ تلك النوعية من الروايات، أنا في النهاية أكتب لأن لدي بعض الأشياء التي أريد الكتابة عنها، لدى مشاعر أريد أن اعبر عنها، وفى النهاية القارئ هو من يحكم، لكن أنا لا استهدف قارئ معين لأن حينها لن تكون صادقة.
- تدرسين علم اللسانيات في الجامعة.. هل لذلك أثر في أعمالك الإبداعية؟
علم اللسانيات هو علم اللغة، وأنا تخصصي علم اللغة الاجتماعي، فأنا أنظر إلى علاقة المجتمع واللغة، وده مهم جدًا، فلدي حساسية في كيفية استخدام اللغة وهو ما يفديني في الكتابة، غير أنى أنظر إلى تاريخ اللهجات وتاريخ البلاد وتاريخ الأماكن وهي كلها أمور تفيدني جدًا في الكتابة.
- الكاتب النجم.. هل دخلت ريم بسيونى هذه المرحلة؟
الحقيقة مصطلح "الكاتب النجم" أول مرة اسمع عنه، ولا أعرف إذا كنت وصلت إلى هذه المرحلة أم لا، لكن أتمنى أن يقرأ الناس أعمالي، هذا الأمر الأهم لي، وأن يقدروا كتاباتي ويفهموا الذي كنت أؤد أن أقوله، وأتمنى أن أظل عند حسن ظن القارئ، هذا هو أهم شيء في الحياة عندي.
