تحل اليوم الذكرى الـ13 لوفاة الشيخ "خلف حسن خلف الخلفات" أحد أبرز رموز سيناء فى العمل الوطنى والتنموى، والذى قضى نحو 40 عاما من عمره فى خدمة الأرض بدأها شابا بمقاومة الاحتلال ثم مصلحا ورمزا مجتمعيا.
ولايزال أتباعه يحافظون على أثره فى زاوية الجورة جنوب مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، والتى تحمل اسمه "زاوية الشيخ خلف" التى تحمل اسمه وتضم مسجد وديوان ودار ضيافة لا يغيب الزائرين عنها حتى اليوم.
قال الشيخ عرفات خضر سالمان، وهو خليفة الشيخ "خلف" فى زاوية الجورة، جنوب الشيخ زويد وأحد تلامذته وقام بجمع سيرته فى كتاب يحمل اسمه، "إنه فى مثل هذا اليوم 2 يونيو 2009 غادرنا االشيخ خلف الخلفا ، وكان رجلا من خيرة الرجال موهوب تعلوه هيبة وتحيط به مهابة تدل على القوة الإيمانية والخشية من الله مجلسه مجلس حكمة ومنطقة منطقة الحق والعدل وحاله حاله التقوى والإيمان".
وأضاف أنه كان من خيرة الرجال لديه من صدق التوجه وإخلاص العمل والحكمة والمهارة وسداد الرأي ورجاحة العقل وقوة الإيمان ما مكنه من احتلال قلوب الناس جميعا حتى اصبح قائدا يلتف حوله الجميع.
وأشار إلى أنه رجل وطنى قد قاوم الاسرائيليين خمسة عشر عاما وسجن وعذب ونفى، ولم يستجب لهم، وعرضت عليه الأموال الطائلة ولكنه رفض وبهذا افشل كل مخططاتهم لتهويد المنطقة وإلى جانب ذلك كان الشيخ صوفيا استطاع أن يقود سفينة الطريق لأكثر من 40 عاما .
وحول سيرته قال إن الشيخ خلف الخلفات ولد فى عام 1930، وهو ابن زعيم قبلى من قبيلة السواركة، حرص فى وقته على أن يعطيه حقه من التعليم"، مؤكدا أنه عرف عن الشيخ خلف، انه يحمل روح وطنية وكانت باكورتها فى شبابه المبكر بعد حرب 1948 بتأسيس مجموعة فدائية، تحت إشراف "مصطفى حافظ"، قائد المخابرات المصرية فى المنطقة، ونفذت هذه المجموعة أعمالا فدائية استهدفت مراكز الجيش الصهيونى وخطوط المياه والمستوطنات، وحاولت مجموعة كوماندوز إسرائيلية اغتياله عام 1952 ولم تنجح، وفى محاولة اخرى تم تجنيد أحد العملاء باستدراجه إلى مدينة رفح وكانت وسيلة هذا الجاسوس وضع عبوة ناسفة فى رحل البعير الذى يركبه، لكنه تنبه للأمر بذكاء و تمكن من انتزاعها ، وفى محاولة ثالثة وجهت قوة تستقل طائرة عسكرية هجوما بالرصاص على منزله وكانت بيتا من الشعر فى منطقة "العجراء" وشاء حظه أن يكون خارج البيت .
وأضاف أن هذا الفصل من الجانب الفدائى فى حياته ، أعقبه فصول من المقاومة الشعبية تزعمها الشيخ خلف بعد ان اصبح رمزا فى مكانه عندما احتلت اسرائيل سيناء ووقعت أعين الصهاينة وقتها على مناطق جنوب الشيخ زويد وكان القرار توجيه وكلاء يقومون بشراء الأرض من مالكيها للشروع فى بناء مستوطنات ، وواجه الشيخ المخطط بتوجيه كل من يسمع منه من اتباعه ان يلتزموا أماكنهم ورفض اى مغريات من المال والوقوف امام اى مضايقات وقوة تستهدف ترحيلهم عن ارضهم ، والقت قوات الاحتلال القبض علي الشيخ واحتجز رهن التحقيق لمدة 3 أشهر متواصلة، وكان خلالها رده على جهات التحقيق " ان كل أموال العالم واسرائيل لاتساوى حبة رمل من هذه الأرض المصرية "، وبعد خروجه من غرف التحقيق لم يخنع وكانت مقولته الشهيرة التى يرددها للأهالى "أن هذه الأرض أرضكم أرض الآباء والأجداد وقد عدنا إليها بقوة السلاح فلا تفريط فيها"، ووجه الأهالى سرعة استبدال مساكنهم البسيطة من العشش وبيوت الشعر بالحجر ليتمسكوا بها أكثر ويؤسسون العمران فوقها ، وفى 2 سبتمبر 1973 عقدت القيادات الإسرائيلية اجتماعا مع قيادات المنطقة القبلية وأخبرتهم بسرعة إخلاء منطقة الجورة وما حولها إلى ما بعد قرية الخروبة غربا إلى العوجة حفير جنوبا وإلى الحدود الدولية شرقا وإلى أبوطويلة شمالا تلك المساحة التى تقدر بحوالى 1450 كم مربعا وتقطنها خمس قبائل، وبدوره وواجه الشيخ هذا المخطط بعقد لقاء مع مشايخ القبائل أخبرهم خلاله أن يثبتوا وألا يخبروا الأهالى بهذا الأمر، وعند علم القيادة الإسرائيلية بهذا الموقف أرسلت له الحاكم العسكرى فى وقتها "إسحاق سيجاف"، الذى وصل إليه بمجلسه، وطلب منه الجلوس معه منفردا ورفض المقابلة، فعاد الحاكم.
الشيخ خلف الخلفات
الشيخ خلف حسن الخلفات
المسجد والزاوية التى تحمل اسمه بقرية الجوره
صور للشيخ خلف مع قيادات تزوره فى مجلسه
صوره تجمعه من اتباعه فى قرية الجورة
مع تلامذته
منطقة الجورة والمسجد الذى يحمل اسمه
وسط قريته