عقدت «اليوم السابع» ندوة للمخرج المصرى العالمى محمد دياب، وذلك بعد النجاح الكبير الذى حققه بمسلسله العالمى Moon Knight، بحضور فريق قسم الفن، تحدث محمد دياب عن مسلسله والنجاح الكبير الذى حققه، إضافة إلى الصعوبات التى واجهته لتقديم المسلسل، خاصة فى ظل الصعوبات التى تواجه المصريين والعرب فى الوصول إلى العالمية، وتناولت الندوة كواليس تحول حلم المخرج محمد دياب إلى حقيقة بعمله مع مارفل، من خلال Moon Knight، الذى حقق رواجا ونجاحا كبيرا حول العالم.
قال الكاتب الصحفى وائل السمرى، رئيس التحرير التنفيذى، خلال الندوة إنه فى غاية السعادة لوجود مخرج مصرى مهم فى تاريخ السينما المصرية معنا فى «اليوم السابع»، معتبرًا محمد دياب فخرًا لجيل كامل، ليس فقط لتميزه على المستوى الفنى، ولكن أيضًا على المستوى الإنسانى، لأنه واجه الكثير من التحديات والمعوقات، ولديه خبرات إنسانية واجتماعية وحياتية خاضها بجسارة وبراءة واحترافية.
وأضاف: استطاع أن يوجه موهبته ليصل للعالمية بشخصيته، فهو لم يندمج فى عالم غربى ليصل لمكانة معينة، وإنما فرض نفسه بموهبته ورؤيته دون الانصياع لأفكار غير أفكاره أو يستلهم نماذج قدمها غيره من قبل، ولذلك تجربة محمد دياب ملهمة فنيًا وإنسانيا، وقدم فى الفن المصرى نفس الإنجاز الذى يوازى ما حققه محمد صلاح فى مجال كرة القدم، حيث أثبت أن المصريين قادرون على اكتساب احترام الآخرين، وبالتالى ترتب على ذلك إنتاج ضخم بنجوم ومعدات، وكل ذلك لأنهم مؤمنون إيمانًا تامًا بموهبة محمد دياب، وبأنه سيقدم عملا جيدا يدعو للفخر.. وإليكم نص الندوة.
كيف جاءت خطوة وصولك إلى مارفل وتقديم مسلسل Moon Knight؟
أنا فى حياتى جرىء، ومش بنصح كل الناس تبقى جريئة، أحيانا بتكون جراءتى محسوبة وأحيانا مفرطة، ولكن ما دمت مؤمنا بموهبتك لا بد أن تخاطر، أنا بدأت بالعمل فى أحد البنوك، وكنت مستقرا وتمنيت العمل فى هذا البنك، وبالفعل حصلت على الوظيفة، ولكن لقيت نفسى فى مجال الكتابة، ووالدتى ووالدى اكتشفا أنهما لا يعرفانى لأنى كنت شخصا مهملا، وتحولت إلى رجل منظم جدا أثناء عملى فى مجال الكتابة، وتعرفت من خلال البنك على أحمد الفيشاوى ومعز مسعود، وآمنا بأفكارى ودعمانى، ثم قدمت استقالتى فورا، واستطعت أن أقنع أشخاصا بمساعدتى فى الدراسة بالخارج، وهم الآن شركائى، وهناك شخص من 18 سنة طلبت منه المساعدة فى الدراسة، لحين عملى فى هوليوود، على أن يكون له نسبة من عقدى، وبالفعل هذا ما سيحدث تعبيرا عن امتنانى لوقوفه بجوارى كل تلك المدة، وحقيقة، كان عندى إيمان بموهبتى، وزوجتى سارة جوهر دعمتنى بقوة ووقفت بجوارى فى أمريكا، حيث بدأنا من الصفر هناك وعشنا فى منزل صغير بمدينة صغيرة لتوفير النفقات، ولولا دعم من حولى لما وصلت إلى ما وصلت إليه، قصتى بها اجتهاد وتوفيق كبير من ربنا، والحلم تحول لحقيقة بالعمل الجاد والدراسة للأفلام، لم أكن مهتما بأفلام الأبطال الخارقين، ولكن درستها لمدة عامين وممكن أقدم فيها دكتوراة.
أسير بخطوات مدروسة، وهوليوود لن تستعين بشخص يشبه المخرجين العاملين لديهم، ولكنهم يبحثون عن أشخاص مختلفين، وتعلمت كيف أقدم فيلما عالميا يتأثر به المصرى والأجنبى، من خلال 678، بمعنى أن يصل للجميع وليس فيلما متغربا، ولكن الفيلم نجح لكنه لم يصل إلى العالمية، وبعدها ذاكرت 5 سنوات لأقدم فيلما عالميا كما يجب أن يكون، وكان بالفعل فيلم اشتباك، لأنه تحدى بأن أضع 40 شخصا فى سيارة، وبالفعل فتح لى المجال للعالمية، والوكلاء بعد عرض الفيلم فى كان طلبوا العمل معى وكانوا «بيتخانقوا» على أن أمضى معهم، وعرفونى على سلمى حايك ليقنعونى بأنهم قادرون على إحداث تغيير فى مسيرتى، ولكنى مضيت مع وكالة أخرى، وبعدها طلب توم هانكس فى أغسطس 2016 أن أقوم بإخراج فيلمه Greyhound ، ولكننى رفضت، وكان أجرأ قرار اتخذته فى حياتى، ورفضته لأننى لم أعجب بالسيناريو، وتخوفت من أن يخرج بشكل سيئ، وأكون أنا مخرج أسوأ أعمال توم هانكس، إلى أن جاءنى مشروع Moon Knight ووجدت أننى أصلح لتقديم العمل، لأنه يشبه دراما أفلامى، وفى نفس الوقت أنا مصرى، على وعى بالثقافة المصرية، وعمقت من الدراما مع سارة جوهر شريكتى فى المسلسل، وقدمنا 200 صفحة كمعالجة وبالفعل اختارونا بعد تصفيات، وكان عندى ثقة فى أننا قادرون على تقديم العمل، والجراءة تأتى من الثقة، ولكن المشوار يحتاج لتخطيط، مارفل لا تبحث عن مخرجين يقدمون أعمال أكشن، هم يبحثون عن مخرجين جدد يهتمون بالدراما لأنها الأصعب عن الأكشن، وكنت مدرك ذلك، ولما إسحاق شاهد أفلامى بعد ما توليت إخراج المسلسل، اتصل بى وقال لى «أنا شوفت أفلامك، أفلام عظيمة، ليه بتعمل فى نفسك كده»، وكأنى أقلل من مجهودى.
هل ستقدم أجزاء جديدة أو تستكمل نجاح المسلسل بشخصيات من مسلسل Moon Knight سواء مع مارفل أو فى مصر؟
حقيقة، ليس لدى معلومة، مارفل تلعب على فكرة الغموض، ناوى أقدم لهم رؤية لتقديم شخصية ليلى الفولى فى عمل جديد، وأحاول أن أفتح أكثر من باب، هوليود الآن تشعر بالذنب، لأنهم اكتشفوا أنهم لا يعرفوننا، البعض استغرب من أن لدينا كهرباء، لذلك يجب أن يعرفونا جيدا، وهو ما تفعله هوليود حاليا لتقريب المسافات بين الثقافات، وحلمى أن يكون هناك مشروع عن شخص مصرى أو عربى يعكس ثقافتنا الحقيقية وموسيقانا وتاريخنا، لأن هوليوود تمثلنا على أننا هرم وصحراء، وهذا هو هدفى، أن أغير تلك الصورة، وبالفعل بدأت تتغير من خلال نجاح المسلسل، خصوصا مع الاستعانة بمواهب مصرية، وهى منحت فرصة للأقليات، ولكن شريطة أن ينجح تجاريا، والحمد لله العمل نجح، وأصبح رقم 2 فى المشاهدة.
من أين جاءتك فكرة توظيف الأغانى المصرية والمهرجانات فى المسلسل؟
سارة جوهر صاحبة الاختيارات، وهى زوجتى ومخرجة وشريكة نجاح، وجدها هو عبده داغر، وتربت فى أمريكا، ولكنها متذوقة للموسيقى الشرقية والغربية، ولديها خبرة عن الذى من الممكن أن يعجب الأجانب، وفعلا اختارت الأغانى وانبهروا بها، ورئيس مارفل أعجب بأغنية وردة وأغنية المهرجانات الملوك، التى وصلت إلى رقم 2 حول العالم على سبوتفاى والدى جى المصرى «كابو»، الذى وزع أغنية وردة، نجح مع المسلسل وأصبح من المشاهير، واستطعت أن أقنع مارفل بمشاركة الموسيقى هشام نزيه، بسبب موسيقى موكب المومياوات.
هل استعنت بعلماء الآثار قبل استخدام الرموز الفرعونية والكتابات التى تظهر فى المسلسل؟
هناك عالم مصريات كان عمله هو مراجعة كل شىء، ومارفل كونت فريقا يتابع مع كل تغيير فى السكريبت يراجع من قبل متخصصين، وحرصت أن يكون هناك شخص مصرى يراجع الملابس، لأن هناك فرقا كبيرا فى الثقافة بشكل الحجاب مثلا، الذى يميز المصرية عن السورية فى طريقة حجابها وغيرها من الأشياء، والتدقيق فى التفاصيل مثل شرب القصب فى كيس شكل «يافطة»، محل الفول والطعمية وغيرها من التفاصيل، والعمل وصلت ميزانيته إلى 165 مليون دولار، و«كنت حاسس إنه مش كافى».
لماذا لم يتم تصوير المسلسل فى مصر؟
عندما قدمت المعالجة لشركة مارفل، أحضرت لهم الأفلام التى ظهرت فيها مصر، سواء متصورة خارج مصر أو داخلها، ولكن لم يصور سوى الصحراء فقط، وعرضت عليهم مناظر من مصر سينمائيا عظيمة، وكان هناك تخوف من تصوير العمل فى مصر، واقترحت عليهم أن نصور فى مصر إلى أن أقنعتهم، وبالفعل حضرنا لمصر وعملنا معاينات منها واحدة تكلفت 300 ألف دولار، ولكن للأسف التصاريح أخذت وقتا طويلا جدا، وحاربت ولكنى لم أستطع أن أحصل على التصاريح فى وقت سريع، ولكن بعد عرض المسلسل، جاءتنى العديد من الاتصالات من رجال الدولة، عرضوا على المساعدة فى تصوير أى عمل أجنبى آخر فى مصر.
هل لديك مشاريع فى مصر حاليا؟
حتى الآن ليس لدى مشروع جديد فى مصر، ولكنى أعمل على تحسين صورتنا، وهى فرصة لن تتكرر، وحاليا أحضر لعمل فرعونى تاريخى، لأن هناك «هوس» فى العالم بالثقافة الفرعونية، وتحضيرى للمشروع ليس معناه أننى تعاقدت عليه، لكنه فى مرحلة التحضير.
كيف تتعاون مع أشقائك فى العمل وهل يتسبب ذلك فى مشكلات معكم؟
أحرص دوما على أن يكون هناك رئيس لكل مشروع، جميعنا نكتب سويا، ولكن شخصا واحدا له كلمة الحسم فيما يكتب، وكل ما نستقر عليه ندونه ونكتب المعالجة معا حرفا حرفا، «الخناقات لو ضربت فى الشغل نتخانق فى الحقيقة، وأبويا وأمى بيفصلوا بينا، ونفس الكلام مع زوجتى سارة، والدتها تتدخل لحل الخلافات بينا فى الشغل»، ولكن العمل مع الأشقاء ممتع لأن فى تفاهم كبير، لكنه ليس أمرا سهلا.