يمر اليوم 26 عاما على وفاة المخرج الكبير صلاح ابو سيف الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 22 يونيو من عام 1996 .
صلاح أبو سيف رائد الواقعية الذى استطاع تجسيد واقع الحياة المصرية على الشاشة وقدم فناً عبر عن المجتمع المصرى ومشاكله، ومنها: الأسطي حسن، ريا وسكينة ، الوحش، شباب امرأة ، الفتوة ، لا أنام ، الوسادة الخالية ، أنا حرة ، بين السما والأرض، البنات والصيف ، بداية ونهاية ، لا تطفئ الشمس ، القاهرة 30 ، الزوجة الثانية ، فجر الإسلام ، المواطن مصرى" وغيرها العشرات من روائع السينما المصرية.
وبالرغم من شهرة وشعبية الأفلام التى أخرجها المخرج الكبير صلاح أبو سيف وما حققته من جماهيرية، إلا أن هناك فيلم للمخرج الكبير كان ممنوعاً من العرض ولم يعرض سوى مرة واحدة عام 1991 رغم أنه أنتج عام 1942 .
ولهذا الفيلم قصة غريبة ، حيث كان المخرج الكبير صلاح أبو سيف عائدا لتوه من رحلة سفر إلى باريس لدراسة السينما، ولكنه اضطر للعودة إلى مصر بسبب أحداث الحرب العالمية الثانية، وربما كان هذا السبب دافعاً له لكتابة فيلم عن ظروف هذه الحرب وما أفرزته من ظهور عمليات نصب ونصابين وأطلق على الفيلم اسم "العمر واحد".
وكان أبو سيف قبل هذا الفيلم يعمل مساعداً للإخراج فكان الفيلم أول محاولة له فى إخراج فيلم روائى قصير.
وكان بطل هذا الفيلم الفنان الكبير إسماعيل ياسين فى أول بطولة له وشاركه الفنانين أحمد الحداد ومحمد شوقى وحسن كامل ولطفى الحكيم، وتحكى القصة عن أربعة نصابين ينصبون على الناس بأن أحدهم قد مات ويجمعون أموالاً لدفنه حتى يصر أحد المارة على أن يدفن هذا الميت فى مقابر عائلته ويصطحب النصابين إلى بيته لتبدأ سلسلة من الأحداث حتى يتم القبض عليهم، ولا تتجاوز مدة الفيلم 27 دقيقة.
وخلال الفيلم يجسد اسماعيل ياسين شخصية الشخص الذى يدعى موته وفى منزل الرجل الذى اصطحب العصابة لبيته يبدأ حوار بينه وبين صاحب البيت الذى يعيش خارج الزمن لدرجة أنه يتحدث مع هذا الشخص الميت، كما كان سمعة يغنى خلال الفيلم مونولوج "آه ياني" كلمات أبو السعود الإبياري وتلحين محمود الشريف.
واعترضت الرقابة وقتها على الفيلم لعدة أسباب منها أنه يثير غضب الأطباء وهو ما دفع أبو سيف إلى تغيير اسم الفيلم إلى "نمرة 6"وكان هذا التعبير دارجاً يطلق على أى شيئ مزيف ومنها العملات المزيفة ، كما كان من أسباب اعتراض الرقابة على الفيلم انه تم تصويره خلال فترة بسيطة لا تتجاوز شهر وتم منع عرض هذا الفيلم النادر الذى لم يعرض سوى مرة واحدة عام 1991 فى المهرجان القومى للسينما.
ولد صلاح أبو سيف فى 10 مايو من عام 1915 بقرية الحومة مركز الواسطى بمحافظة بنى سويف، وكان والده عمدة القرية، بينما كانت أمه قاهرية متعلمة ، فرفضت العيش مع زوجها وسط زوجاته السابقات، وأقامت في بيت العائلة مع شقيقها بالقاهرة، وألحقت ابنها بالمدرسة، وكان حي بولاق أحد معاقل ثورة 1919، وكان خال صلاح بين من يقاومون السلطات البريطانية واعتقل أكثر من مرة فكان لذلك تأثير كبير علي بناء شخصيته و فكره السياسى.
وبعد الانتهاء من دراسته الابتدائية التحق أبو سيف بمدرسة التجارة المتوسطة، وعمل في شركة النسيج بمدينة المحلة الكبرى وفي نفس الوقت عمل بالصحافة الفنية، ثم درس فروع السينما المختلفة والعلوم المتعلقة بها مثل الموسيقى وعلم النفس والمنطق، وأخرج بعض المسرحيات لفريق الهواة من العاملين بالشركة ، و أتيحت له فرصة الالتقاء بالمخرج نيازي مصطفى، الذي ذهب للمحلة لعمل فيلم تسجيلى عن الشركة، و دهش من ثقافة أبو سيف و درايته بأصول الفن السينمائي ووعده بأن يعمل علي نقله إلي استوديو مصر.
بدأ صلاح أبو سيف العمل بالمونتاج في ستوديو مصر، و أصبح رئيساً لقسم المونتاج به لمدة عشر سنوات ، والتقي خلال هذه الفترة بالمخرج كمال سليم وعمل معه كمساعد مخرج فى فيلم العزيمة، وهو أول فيلم واقعى فى السينما المصرية، وسافر إلى فرنسا ثم عاد بسبب الحرب العالمية الثانية، ليبدأ مشواره فى الإخراج السينمائى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة