ودعت شمال سيناء شيخ مجاهديها الشيخ حسن على خلف الخلفات، أحد أبرز وجوه النضال على أرض سيناء ضد الاحتلال الإسرائيلي لسيناء عن عمر تجاوز التسعين عاما.
وعاش البطل شبابه منخرطا فى صفوف الدفاع عن الوطن، وألقت اسرائيل القبض عليه وحكم بالسجن 149 عامًا بتهمة القتل والتنقل بين ضفتى قناة السويس بدون تصريح، وواجه القاضي الإسرائيلى فى المحكمة ردا على الحكم: إنكم من قتلتم الأطفال فى بحر البقر بينما نحن نقاتل محتلين"، وخرج من سجون اسرائيل فى تبادل أسرى، وأصبح صاحب دور اجتماعي بارز فى الإصلاح بين الناس، ثم أعلن وقوفه مع الدولة فى الحرب على الإرهاب وفقد أحد أبناؤه وبقى صامدا محافظا على مبادئه حتى وفاته .
مسيرة حياة الشيخ حسن رواها سابقا لـ" اليوم السابع"، وتحدث عنها ذويه وأسرته، حيث تربى فى كنف عشيرته "الخلفات" إحدى عشائر قبيلة السواركة فى منطقة الجورة جنوب مدينة الشيخ زويد، وتشرب البطولة مبكرا، من والدة أحد أهم رموز قبيلة السواركة فى فترة الخمسينيات والستينيات، كما أنه أول نائب سيناوى فى البرلمان المصرى من قبائل البدو، وعمه الشيخ خلف حسن الخلفات المعروف أنه تصدى بحزم لكل محاولات إسرائيل شراء أراضى سيناء بعد احتلالها، وقال وهو فى السجن: "لو وزنتم لى أموال الأرض على أن افرط فى شبر لن يكون".
وبدأ دوره النضالي فى شبابه مع عدد كبير من شباب سيناء فى تشكيل منظمة سيناء العربية والدفاع عن سيناء ضد الاحتلال عندما داهمها فى عام 1967م، ويحمل سجل بطولات الشيخ "حسن خلف" التى تحدث عن بعضها فى حياته أعمالا خالدة من بينها كما قال فى لقاءات سابقة انه قام بعملية "ضرب مركز القيادة الإسرائيلية بالعريش اثناء إحتلال سيناء، وضرب مستعمرات الاحتلال الإسرائيلي فى مناطق الشيخ زويد، التحرك وتنفيذ عمليات نوعية مترجلا ومستخدما الإبل فى التنقل ونقل الصواريخ والأسلحة والمدد من شرق القناة حتى عمق سيناء، تجميع وتجنيد عددًا من الفدائيين من شباب القبائل وضمهم لخلايا المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، استخدامه مهارات التنقل عبر الدروب الصحراوية والعيش لأيام طويلة فى مناطق قاحلة انتظارا لتنفيذ عمليات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية".
ووقع الشيخ حسن فى قبضة الاحتلال الإسرائيلى فى إحدى العمليات وحكم عليه بالسجن 149 عامًا بتهمة قتل الأطفال والتنقل بين ضفتى قناة السويس بدون تصريح، وواجه القاضى الإسرائيلى فى المحكمة ردا على الحكم بأنكم من قتلتم الأطفال فى بحر البقر، كما قضى 40 شهرًا فى سجون الاحتلال وخرج فى تبادل أسرى عقب انتصار اكتوبر وحصل على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات بعد عودته من الأسر عام 1974، واستقر فى قريته الجورة جنوب الشيخ زويد، بعد جلاء الاحتلال عنها فى عام 1982م.
كان صاحب دور إصلاحي فى إنهاء الخلافات بين الأفراد والعائلات فى سيناء والسير فى إجراءات الصلح وفق الأعراف والتقاليد بين الأهالى، ولم يتوقف دور الشيخ حسن بعد جلاء الإحتلال ، وكان من أول من وقف متصديا للإرهاب، واعلن انه فى صف الدولة فى الحرب على الإرهاب كان موقفه واضح وصريح أنه مع الدولة، وكان جريئا فى التعبير عن هذا الرأى على الملأ، حتى اصبح من اهم المستهدفين للجماعات الإرهابية.
وله دور بارز فى حث القبائل على الاستنفار ضد الإرهاب، وكان يؤكد فى كل المحافل الرسمية على الدور البطولى لأبناء سيناء فى الحرب على الإرهاب وما بذلوه وقدموه من أرواح، ويكذب وتتصدى لكل محاولات تشويه أبناء سيناء فى هذا الجانب الذى يعتبره أنه امتدادًا للنضال ضد إسرائيل عندما احتلت سيناء ، وان الاحفاد يسيرون على درب الأجداد .
وفى الحرب على الإرهاب فقد الشيخ حسن خلف أحد ابناءه بطلق نارى اصابة وهو فى منزله، فى معارك الحرب على الإرهاب، وهو ما ذكره الشيخ حسن فى كلمة مؤثرة من بين نصوصها "ابنى شهيد احتسبه عند الله ولا أذكيه على الله "، مستطردًا: "عائلتى منهم 4 شهداء وعشرات من أبناء القبائل ارتقوا شهداء على يد التكفيريين، وتتموا هذه الجرائم بجريمة مسجد الروضة، وكذا قتل المصلين فى مسجد الروضة لم يكن يتطلب شجاعة، ولكن كل ما يتطلبه قتلهم هو ضمير ميت وقلب أعمى وإرادة ممسوخة حينما توفرت هذه الأشياء فى شكل آدمين، فقيل لهم اقتلوا هؤلاء الآمنين المتوضئين الجالسين فى بيت ربهم، الغافلين إلا عن ذكر الله، ألا لعنة الله على الظالمين".
وفى كلمة سابقة له وجه شيخ المجاهدين فى سيناء، حديثه للمصريين قائلا: "بلدنا عامر خيره ممدود ورزقه ميسر لا تخشوا نفسا افتقرت بعد غنى فالجود فيها أصيل، واخشوا من نفس اغتنت بعد فقر فالجود عليها دخيل".
ويؤكد مقربون من الشيخ حسن خلف، أنه عاش حياته بسيطا ختى وفاته لايتكلف فى الأفعال والأقوال ويحمل مبادئ وطنية وقيم المجتمع السيناوى القديمة الأصيلة .
الشيخ حسن على خلف
فى لقاء مع الرئيس
مناضل سيناوى