صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية، كتاب بعنوان "جذور الثقافة في المنطقة العربية"، للكاتب إسماعيل الشطى، ومكون من 4 أجزاء، ويتناول كيف أنتجت المنطقة العربية على مدى آلاف السنين ثقافة هي من أقدم الثقافات في العالم وأكثرها تنوعًا، وتركت هذه الثقافة صفحات مشرقة في الحضارة الإنسانية، لكنها تعرضت لكثير من التشوهات والجمود، سواء بفعل عوامل ذاتية وموضوعية أو بفعل عوامل خارجية.
وفى الكتب الأربعة، يتعمق إسماعيل الشطى في التاريخ لاكتشاف هذه الثقافة، والتعرف على مكوناتها وسماتها ومقوماتها المشتركة، وتتبع مآلاتها، مقدمة قراءة نقدية للسرديات التاريخية السائدة في المنطقة، بهدف تنقيتها من تأثير الانحيازات المعرفية المختلفة، السياسية والاقتصادية والدينية؛ فتاريخ الثقافة مرتبط بتاريخ الإنسان العاقل في المنطقة، ورسالته الخالدة نحو الأنسنة والعمران، وحضارات ما قبل التاريخ وبعده، وديانات ما قبل إبراهيم وبعده، لهذا تحاول هذه الكتب أن تعود بالجغرافيا إلى ما قبل العصر الهولوسيني، للبحث عن مواطن الإنسان العاقل الأولى في المنطقة، ولوضع الحضارات المتجاورة والمتعاقبة فيها في إطار إنساني واحد.
وتتناول المجموعة الأثر الإيجابي للديانات الإبراهيمية في مواجهة أنماط الحياة المتوحشة، وعلى أثرها السلبي في مفهوم الأنسنة، وعلى دور الأباطرة ورجال الكنيسة في تصفية ومحو تاريخ المنطقة القديم، الذي أطلق عليه التاريخ الوثني، والقضاء على مبدأ حرية الاعتقاد والمعرفة، وحتى بعدما جاء الإسلام كرسالة موجهة إلى العالمين تعيد الاعتبار لمفهومي الحرية والأنسنة، نشأ صراع على السلطة، تحول تدريجا إلى نهج استبدادي يسعى لتطويق المبادئ القرآنية الداعية إلى الحوكمة، وتتبع هذه الكتب مراحل عملية التطويق وتطورها، وظهور الأفكار المواكبة لها، حتى زمننا الحاضر، الذي اضمحل فيه الشرق، وبرز الغرب فيه كقوة مهيمنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة