تعرض رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون لضربة جديدة بخيارة حزبه المحافظين مقعدين هامين فى انتخابات فرعية للبرلمان، مما يفاقم من سلسلة الأزمات التى يتعرض لها الزعيم البريطانى فى الأشهر الأخيرة. وبعد الهزيمة، قال جونسون إنه سيستمع لأصوات الناخبين لكنه سيواصل المسيرة، بعد الهزيمة التاريخية التى أدت إلى استقالة رئيس الحزب أوليفر دودن.
وبحسب ما قال شبكة سكاى نيوز، فإن جونسون صدم بخبر استقالة دودن، ولم يكن يتوقعه، على الرغم من أن الأخير حذره فى وقت سابق هذا الأسبوع من توقع الهزيمة وخسارة مقعدين هامين، وتم إخبار جونسون باستقالة دودن فى الصباح الباكر.
وقالت صحيفة الجارديان، إن جونسون واجه ضربة مزدوجة لسلطته بعد أن خسر المحافظون مقعدين فى واكفيلد وتيفرتون وهونيتون فى الانتخابات الفرعية التى أجريت فى نفس الليلة. وحصل حزب العمال على مقعد ويكفيلد، بينما استحوذ الديمقراطيون الأحرار على مقعد تيفرتون وهونيتون.
ويتواجد جونسون حاليا فى رواندا لحضور قمة رؤساء حكومات دول الكومونولث، قبل التوجه إلى قمتى السبع والناتو فى ألمانيا واسبانيا، ليظل خارج بريطانيا الأسبوع القادم. لكن فى ظل غيابه، فإن الخسارة المزدوجة قد تدفع نواب حزب المحافظين المعارضين له إلى البدء مجددا فى محاولات الإطاحة به.
وقال جونسون أن النتائج هى نتيجة لكثير من الأشياء، بما فى ذلك ضغوط تكاليف المعيشة. وقال: سنعترف أن هناك المزيد الذى يتعين علينا فعله، وبالتأكيد سنفعل، سنواصل المسيرة، ومخاطبة مخاوف الشعب حتى نتخضى تلك المرحلة.
وفى خطاب استقالته، قال رئيس حزب المحافظين إن الانتخابات الفرعية كانت الأحدث فى مجموعة من النتائج السيئة للغاية للحزب، مضيفا أن أنصار الحزب يشعرون بسخط وإحباط من الأحداث الأخيرة، مؤكدة مشاركتهم نفس الشعور.
من جانبها، قالت شبكة "سى إن " الأمريكية: إن النتائج مهمة ومقلقة للغاية بالنسبة لحزب المحافظين الحاكم لسببين، فخسارة تيفرتون وهونيتون تعنى أن العديد من المقاعد الآمنة فى جنوب وغرب إنجلترا قد تكون فى خطر فى الانتخابات العامة المقبلة. وتشير نتيجة وكفيلد إلى أن حزب العمال قد يستعيد العديد مما يسمى بمقاعد الجدار الأحمر التى تحولت إلى حزب جونسون فى انتخابات 2019.
وتأتى تلك الخسائر فى أعقاب فضيحة حفلات داوننج ستريت التى انتهك فيها جونسون وعدد من مسئولى الحكومة قواعد إغلاق كورونا بعقد حفلات بمقر الحكومة، وأعقب ذلك تصويت هذا الشهر على سحب الثقة من جونسون، حيث صوت أكثر من 41% من نواب حزبه على الإطاحة به، لكنه نجا من التصويت.
وواجه جونسون العديد من الفضائح الأخرى التي أضرت بمكانته في صناديق الاقتراع، على الرغم من فوزه الساحق بـ 80 مقعدًا قبل عامين ونصف فقط. وتشمل هذه اتهامات باستخدام أموال المانحين بشكل غير لائق لدفع تكاليف تجديد منزله في داوننج ستريت وجلد أعضاء البرلمان لحماية زميله الذي انتهك قواعد الضغط.
وتقول "سى إن إن" إن هذه الفضائح لو كانت مبعث القلق الوحيد لبريطانيا، ربما لم يصل جونسون إلى هذا المأزق الخطير. لكن ربما كانت المشكلة الأكبر التى تواجه رئيس الوزراء هى واحدة خارجة عن نطاق سيطرته إلى حد ما. حيث تتصاعد أزمة تكلفة المعيشة، ولا تملك الحكومة سوى القليل من الأدوات لتسهيل الأمور على المواطنين البريطانيين.
وكان هناك منح وخصومات فى مجال الطاقة لمساعدة الأكثر تضررا، لكن نظرا لوتيرة التضخم، فإنها فشلت غلى حد كبير فى معالجة المشكلات.
وشهدت بريطانيا هذا الأسبوع فقط أسوأ إضراب للسكك الحديدية منذ 30 عاما. ويوجه نشطاء النقابات والمعارضة أصابع الاتهام غلى جونسون لرفضه التفاوض مع النقابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة