قالت وكالة بلومبرج، إن الرئيس الأمريكى جو بايدن سيشارك فى قمة السبع المقرر عقدها الأسبوع المقبل بألمانيا، فى الوقت الذى يشعر فيه حلفاء أمريكا بالقلق بشأن المشكلات التى يواجهها فى الداخل.
وأوضحت الوكالة، أن الحظوظ السياسية لبايدن تغيرت بشكل هائل منذ مشاركته الأولى فى قمة السبع الصيف الماضى، أو حتى منذ زيارته لأوروبا فى مارس الماضى. ولم يكن هذا ليحدث فى وقت أسوأ لحلفائه الدوليين فى الوقت الذى تستعد فيه روسيا لحرب طويلة فى أوكرانيا.
وأشارت الوكالة، إلى أن المستشار الألمانى أولاف شولتس، الذى سيرحب بقادة مجموعة السبع فى بلاده، يرى بايدن كقوة محركة فى الضغط المستمر على موسكو، ويعتقد أن الوحدة بين الحلفاء يمكن أن تضعف مجددا لو عاد الجمهوريون إلى البيت الأبيض، بحسب ما قال مسئول بالحكومة الألمانية رفض الكشف عن هويته لمناقشته تفكير داخلى.
وقبل عام واحد فقط، فى قمة السبع فى كورنوال فى بريطانيا، احتفل قادة أوروبا برحيل دونالد ترامب وعودة الولايات المتحدة إلى المجتمع الدولى. والآن، فإن هذا الشعور بالارتياح حل محله إحساسا بالخطر بشأن ما إذا كان الديمقراطيون، حزب بايدن، سينجون فى الانتخابات النصفية، وأيضا بشان الاستمرارية السياسية للرئيس.
وذهبت الوكالة إلى القول بأن قادة السبع يشعرون بقلق من أن الخسارة فى الانتخابات النصفية قد تحد من قدرة بايدن على ما يمكن أن يعد به وينفذه فى الأشهر المقبلة، بحسب ما قال مسئول رفيع المستوى بالحكومة الفرنسية الذى رفض الكشف عن هويته.
ومع توجه بايدن للمشاركة فى اجتماعات أوروبية، قمة السبع فى ألمانيا ثم قمة الناتو فى أسبانيا، فإن مشكلاته فى الداخل تتفاقم. فقد عصفت برئاسته موجة التضخم وارتفاع أسعار البنزين. ويمكن أن تصدر المحكمة العليا أثناء جولته الأوروبية حكما متوقعا بإلغاء قرار تاريخى سمح بالإجهاض على المستوى الفيدرالى الأمريكى. يوم الخميس، وجهت المحكمة ضربة لبايدن قبل توجهه لأوروبا بإصدارها قرار سهل على الأمريكيين حمل السلاح فى المناطق العامة.
وعلى الصعيد العالمى، تقول بلومبرج، من الواضح أنه بعد أربعة أشهر من الغزو الروسى لأوكرانيا، لم يتم ردع الرئيس فلاديمير بوتين بالعقوبات الدولية، وسيستمر الصراع لحرب طويلة.
وأعرب مسئولو البيت الأبيض عن ثقتهم بشأن موقف الرئيس فى الاجتماعات مع حلفاء أوروبا، وأنه يستحق أن ينسب له الفضل فى تنظيم المعارضة العالمية للغزو الروسى. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو باتس إن الولايات المتحدة وحلفاءها يتفقون بشكل أكثر من ذى قبل حول سلسلة من القضايا بما فى ذلك الصين والطاقة وسلاسل التوريد.
وأضاف باتس فى رسالة بالبريد الإلكترونى لبلومبرج، أن بايدن تعهد بأنه سيعيد تنشيط مكانة أمريكا فى العالم على أساس القيم المشتركة، وقد حقق ذلك، وهذه لحظة فاصلة أصبحت فيها التحالفات أقوى مما كانت عليه فى فترة ما بعد الحرب الباردة. وتابع قائلا إن قيادة بايدن كانت مركزية فى توحيد العالم للدفاع عن الديمقراطية والحرية ضد العدوان والوحشية.
وتشير الوكالة، إلى أن التحدى للولايات المتحدة ووحلفائها فى هذه المرحلة هو مواصلة الضغط مع تجنب مزيد من التضرر لاقتصادهم.
وقال دوجلاس لوت، الذى عمل سفيرا أمريكيا لدة الناتو فى إدارة أوباما، إن الاتفاق بشأن ما يجب فعله فى الفترة المقبلة بالنسبة لأوكرانيا سيصبح أكثر صعوبة، فالألم الاقتصادى يختبر صراحة قدرة التحالف على البقاء موحدا.
وعلى العكس من نظراء بايدن فى قمة السبع الذين تجاوزوا الانتخابات، فإن الرئيس الأمريكى ينظر فى احتمالية سيطرة الجمهوريين على الكونجرس أو أحد مجلسيه فى انتخابات نوفمبر فى ظل تكهنات متزايدة بشان ما إذا كان سيترشح لإعادة انتخابه فى 2024.