اكتست قرية البياض التابعة لمركز أبو مندور بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ بالسواد، لفقدها عروسا أثناء عقد قرانها بمنزلها بالقرية، قبل توقيعها على وثيقة الزواج، لتتوفى" بوسى" بأزمة قلبية من فرط فرحتها بعقد قرانها، بعد قصة حب، جمعت بينها وبين حبيبها.
شقيقها: العروس لم تشارك الفتيات الرقص ولا الغناء ولكنها كانت تبتسم
قال محسن كامل أبو أحمد شقيق العروس "بوسى": مهما وصف الصدمة التي شعرت بها القرية وليست أسرته أو أسرة خطيب شقيقته أحمد سمير، مؤكداً أن شقيقته كانت تجلس وسط السيدات والفتيات وهن يرقصن وتغنين، وهي تنظر إليهن مبتسمة، وعقب توقيعه وتوقيع الشهود وتوقيع خطيب شقيقته على قسيمة لزواج، طلب المأذون توقيع بوسي عليها، فدخلت برفقة خطيبها لتوقع على القسمة فلم نجدها بين السيدات.
منديل كتب الكتاب تحمله بوسي
بوسي ماتت بعد ابتسامة لخطيبها عند علمها بتوقيعه على عقد القران
وأضاف محسن، لـ " اليوم السابع"، أنه وجد شقيقته في حجرة أخرى، وعندما نظرت لخطيبها ابتسمت وبعدها أصابتها حالة إغماء، وظننا أنها الحالة التي تنتابها عندما تتعرض لموقف مفرح أو محزن، ولكنها فارقت الحياة، من فرط فرحتها بعقد قرانها، فكان آخر ما رأه خطيبها ابتسامتها، مؤكداً أننا قدمنا موعد عقد القران وكان المقرر له في 21 أكتوبر المقبل، بناء على رغبة العروسين.
وأضاف أبو أحمد، لم نتمكن من إفاقتها، وتم نقلها للمستشفى، وصدمنا بوفاتها، مؤكداً أنه برغم أن القرية شيعت جثمان شقيقته إلا أنه غير مصدق لما حدث، مشيراً إلى أن شقيقته بعد وفاة والدته كانت تعيش مع خاله وكانت تتردد على منزلهم لمتابعة والدها وعند المساء تذهب لمنزل خالها الذى تعيش فيه.
خطيب العروس كان متمسكا بها رغم علمه بمرضها
وأكد شقيق بوسي، كانت تحب خطيبها حبا لا حدود له، وكان خطيبها أحمد سمير يحبها وهو وحيد والديه، ومن فرط حبها له وبرغم علم بمرضها وما يصيبها من نوبات إغماء إلا أنه صمم على الزواج منها، فوافقت أسرته على الزواج.
اكتمال عش الزوجية
وقال محسن كامل، كانت تستعد شقيقته لحفل الزفاف بعد أيام، وأنها اشترت كل ما يلزمها من ملابس وأوانٍ، وكانت تتوجه معه إلى محافظة الإسكندرية التي يعمل بها لشراء كل متطلباتها، ولم يتبق إلا أشياء قليلة منها بعض الأدوات الكهربائية، كانت ستشتريها أيام عيد الأضحى المبارك.
وأضاف محسن، أن خطيب شقيقته جهز عش الزوجية، ولم يتبق إلا أشياء قليلة، مؤكداً أن شقيقته كانت تحب خطيبها بصورة لا توصف، وأثناء عقد القران ولم تكن بوسي مصدقة ما حدث، وأن كل الناس أتت لتهنئتها، فأصيبت بنوبة بالإغماء من فرط فرحتها.
وقال محسن: بوسى كانت تتلقى علاج للقلب وتم منعها من شرب الشاى والقهوة والسهر ولا تتعرض للضوضاء، وكانت من النوعية الحساسة، مؤكداً رغم ما تعانى منه إلا أن خطيبها كان مصمما على الزواج منها، وأنه كان يتواجد أثناء تشييع الجثمان، ونظراً للصدمة التى أصيب بها، توجه لمنزله وهو غير مصدق ما حدث له وبوسي، ولم يخرج من منزلهم.
وأضاف محسن، أنه يعتبر شقيقته شهيده، لأنها توفت أزمة قلبيه، من شدة فرحتها بخطيبها، ويدعوا لها بالرحمة والمغفرة، ودخولها الجنة، مؤكداً أن كتب الكتاب جاء استجابة لرغبة خطيبها أحمد سمير، ورغبتها، فى عقد القران، نظرا للحب الشديد الذى جمع بينهما، وكان من المقرر زواجهما فى 21 أكتوبر المقبل، مؤكداً أنه يحتفظ بأخر صورة تجمع بينه وبين شقيقته رحمها الله وخطيبها، والتى كانت قبل وفاتها بدقائق، داعيا الله أن يرحم شقيقته وينزلها منزلة الشهداء.
وقال محسن كامل أبو أحمد، شقيق بوسي، العروس طالبة بكلية الدراسات الإسلامية التابعة بمدينة كفر الشيخ " قسم شريعة، وكانت تصاب بنوبات إغماء، خاصة عندما تزيد فرحتها.
بوسي كانت تعيش مع خالها بعد وفاة والدتها لارتباطها بخالها
وأضاف أبو أحمد، أن شقيقته بعد وفاة والدته كانت تعيش مع خاله محمد عبيد، وكانت تتردد على منزلهم لمتابعة والدها نهاراً، وعند المساء تذهب لمنزل خالها الذى تعيش فيه، وأحيانا تتواجد معه بالإسكندرية عند رغبتها في شراء مستلزماتها.
علاقة حب جمعت بين الحبيبين
وأكد شقيق بوسي: نحن في قرية صغيرة، ونشأت علاقة حب بينها وبين خطيبها والاسرتين بركوا تلك العلاقة لأننا كنا نعرف مقدار الحب بينهما، وكانت تحب خطيبها حبا لا حدود له، وكان خطيبها أحمد سمير يحبها وهو وحيد والديه، ومن فرط حبها له ورغم علمه بمرضها وما يصيبها من نوبات إغماء إلا أنه صمم على الزواج منها، فوافقت أسرته على الزواج.
منديل عقد القران
قال محسن شقيق بوسي، صممت على تصميم منديل عقد القران، وكتبت عليه اسم عريسها واسمها، وآية قرآنية ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، وعبارات منها "تعاهدنا على السير معاً"، واختتم كلمات المنديل "للهم بارك لهما وبارك عليهما واجمع بينهما في خير".
وقال أحمد نويجي من قرية البياض: نحن في ذهول من هول الصدمة، وكأنه كابوس لم نستيقظ منه حتى الآن، فكان المنزل تعمه الفرحة والغناء والرقص بتواجد الأهل بمنزل العروس رحمها الله، وفجأة انقلب الفرح مأتم وحزن وصراخ وبكاء شديد وخاصة من العريس.
وأضاف النويجي: لم تفصل بين الفرحة والحزن إلا ثواني معدودة، فكانت ترتدي ثوب عقد القران وسط الفتيات والسيدات، وكان في ذلك الوقت يتم التوقيع على قسيمة الزواج من العريس والشهود، وعندما طلب المأذون توقيعها دخل إليها شقيقها وخطيبها، فوجدها في حجرة وعندما رأت خطيبها ابتسمت، وفجأة أصيبت بحالة اغماء، وتم نقلها إلى مستشفى دسوق العام، وبتوقيع الكشف الطبي عليها تبين وفاتها بسكتة قلبية، وكأنها على موعد بزفافها في الجنة، ورغم حالة الحزن التي تسيطر على أفراد الأسرة لكنهم يحتسبونها عند الله شهيدة.
وأضاف النويجي: قبل وفاتها بدقائق وعند وصول عريسها، لتوقع على وقفت أمامه مبتسمة تنظر له بشدة والتقطت له صورة من هاتفها، وكأنها ابتسامة الوداع لعريسها الذي كانت تتعلق به، مؤكداً أن القرية كلها في حزن، وتم تشييع جثمانها، وسط ذهول من الحضور.
والد العريس: ربنا ما يكتبها على حد ونجله في حالة انهيار وبكاء
قال سمير عبسي كسب، والد سمير خطيب بوسي، ربنا ما يكتبها على حد، ونحن في حالة ذهول حتى الآن بسبب الصدمة، ونجله في حالة بكاء مستمر، غير مستوعب ما حدث، مؤكداً أن نجله وقع على قسيمة الزواج والشهود، ولم يتبق على التوقيع إلا العروس بوسي، وعندما دخلوا عليها لتوقع على القسمية نظرت نظرة كلها فرحه وابتسامه لنجله العريس، ولقت ربها، داعيا الله أن يرحمها ويخفف عنهم ألام الصدمة، التي أصابتهم، وخاصة نجله العريس المتأثر بها لحبه الشديد لها.
بوسي يقف بجوارها شقيقها وبجواره عريسها أحمد سمير
عروس قرية البياض