عبر الكاتب الأمريكي جيسون رضائيان، عن اعتقاده أن الحرب الروسية في أوكرانيا، دفعت دول أوروبية إلى إعادة النظر في علاقاتها الاستراتيجية والعسكرية مع الدول الأخرى.
وأشار الكاتب في مقال نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية إلى أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أكدت لدولة مثل كوسوفو مدى احتياجها لعلاقات أكثر قوة ومتانة مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
ويوضح الكاتب، أنه انطلاقاً من هذا المفهوم، قام رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي بزيارة لواشنطن الشهر الماضي لعقد مباحثات حول كيفية زيادة التعاون المشترك بين البلدين وقد تزامنت هذه الزيارة مع طلب كل من فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
ويشير الكاتب إلى أن الوضع في كوسوفو له حساسية خاصة حيث إن كوسوفو التي يبلغ تعداد سكانها أقل من مليوني نسمة كانت قد استقلت عن صربيا عام 2008 بينما مازال هناك 48 موقعاً عسكرياُ صربياً يطل برأسه عبر الحدود بين البلدين وهو ما دفع رئيس وزراء كوسوفو إلى التعبير عن مخاوفه من أن تقع بلاده فريسة للصراع بين قطبي العالم روسيا وأمريكا.
ويستشهد الكاتب بتصريحات رئيس وزراء كوسوفو التي يقول فيها إنه طالما سعي لمنع أي تصعيد مع صربيا إلا أن تلك المحاولات لم تثمر عن أي نتيجة إيجابية حتى الآن حيث إن جوهر المشكلة وسبب التوتر بين الجانبين يكمن في عدم اعتراف صربيا بكوسوفو كدولة مستقلة ذات سيادة.
ويري الكاتب أن دول غرب البلطيق السبع تمثل جزءا لا يتجزأ من هذه المعادلة بسبب موقعها الجغرافي إلى جانب الصراعات الإقليمية المعاصرة التي اندلعت في أعقاب انهيار يوغوسلافيا عام 1992 وفي ظل إقامة أعداد كبيرة من الصرب داخل كوسوفو والعكس وهو ما يجعل شبح الحرب الأهلية يلوح في الأفق طيلة الوقت.
ويشير رئيس وزراء كوسوفو، كما يقول الكاتب، إلى أنه لا يمكن أن يعترف بصربيا التي لا تعترف بدولته كدولة مستقلة لأن الأمر يحتاج إلى اعتراف متبادل بين الجانبين.
وفي الوقت نفسه يوضح رئيس وزراء كوسوفو أن بلاده اقترحت عام 2021 إعلان مشترك للسلام وعدم الاعتداء إلا أنه قوبل بالرفض من جانب الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش كما رفض أيضاً خطة لحماية الأقليات داخل حدود البلدين.
ويرى الكاتب أن مساندة روسيا لصربيا يمثل حافزاً قوياً للرئيس فوتشيتش للتمسك بموقفه الحالي من كوسوفو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة