استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الإثنين، بمقر مشيخة الأزهر، الأمير خايما دي بوريون دي بارما، مبعوث المملكة الهولندية الخاص بالمناخ.
قال فضيلة الإمام الأكبر، إنَّ قضية البيئة والمناخ هي القضية الأكثر تعقيدًا، وتتطلب تضافر قادة السياسة وعلماء الدين والشخصيات المجتمعية المؤثرة والشعوب، مشيرًا إلى أن مؤشر الخطورة يكمن في معرفتنا بأبعاد الأزمة وخطورتها على مستقبل الأجيال القادمة، إلا أنَّ تنصل الدول الصناعية الكبرى والدول الأكثر تأثيرًا بالسلب على البيئة من القيام بواجباتها والوفاء بوعودها تجاه الإنسان والنبات والجماد والحيوان يجعل البشرية أمام اختبار حقيقي لوقف هذا الخطر الذي يهدد البشر جميعًا.
وأضاف فضيلة الإمام الأكبر، أنه يفكر في توجيه دعوة رسمية للمؤسسات الدينية حول العالم، للاجتماع والتشاور للنظر في فتوى جماعية ووجهة نظر الأديان في الآثار المدمرة للانبعاثات الكربونية؛ بهدف التأثير على القوى الصناعية الكبرى، التي لا تعبأ بحق البيئة، وتحكمهم لغة المصالح والأموال».
وأكد شيخ الأزهر، أنَّ الفقراء هم من يدفعون ضريبة أزمة المناخ، مشددًا على أنه ينبغي ألا يوضع قادة الأديان والشباب في جزر منعزلة عن قادة السياسة وكبار رموز الصناعة والتكنولوجيا حول العالم حين الحديث عن الأزمات البيئية، وأن الأمل يكمن في تكوين فريق من العقلاء الحريصين على البيئة التي نعيش فيها وتكون توصياتهم محل اهتمام من المؤتمرات العالمية التي تناقش أزمات البيئة والمناخ، مع تخصيص مقررات دراسية لرفع الوعي بحقوق البيئة، وأن الأزهر يقوم بدور مهم في هذا الشأن بعقد ندوات في مراكز الشباب والنوادي الرياضية، وتعزيز دور الوعاظ والواعظات في التوعية بالمشاكل البيئية، ونشر المنهج الإسلامي في حماية البيئة وصيانتها والحفاظ عليها.
من جانبه، قال الأمير خايما دي بوريون، إن كل مواطن في العالم لا بد وأن يقلق بشأن أزمة المناخ، وعلينا جميعًا العمل على رفع وعي الأفراد حول العالم بهذه الأزمة العالمية، مشيرًا إلى أن أول قمة للمناخ أقيمت في هولندا كانت قبل32 عاما، وفشلت في الخروج بنتائج مؤثرة بسبب امتناع الدول عن اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الحد من الانبعاثات الكربونية، وخلال العشرين عامًا الماضية زاد من حجم الانبعاثات عن إجمالي حجمها خلال الـ150 عامًا الماضية.
وأضاف مبعوث هولندا الخاص بالمناخ، أنَّ هناك تحركات دولية للحد من أزمة المناخ، ولكنها ليست سريعة بما يكفي، في حين أنَّ النظام العالمي تسبب في اتساع فجوة المشكلات البيئية وزيادة تعقيدها، وعلينا أن نبرز النماذج الإيجابية التي تهتم بالبيئة، مشددًا على ضرورة اضطلاع علماء الدين والشباب بدورهم في التوعية بهذه الأزمة المعاصرة.