رصد "تليفزيون اليوم السابع" لحظات إنهاء الخصومة الثأرية بين عائلتي "آل نصر وآل حفني" فى قرية الشغب بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، حيث أنهت لجنة المصالحات بمحافظة الأقصر بالتعاون مع الأجهز الأمنية بمديرية أمن الأقصر، الخصومة بجلسة مصالحة وسط حضور المئات من أبناء المحافظة بالسرادق المقام بمركز شباب الشغب.
وخلال فعاليات جلسة إنهاء الخصومة الثأرية، شهدت مراسم الصلح تقديم الكفن إلى المجني عليه وترديد القسم على كتاب الله، بأن يكون هذا الصلح صُلحاً نهائياً لا رجعة فيه، حقناً للدماء، وسط تكبيرات "الله أكبر ولله الحمد.. الله أكبر ولله الحمد"، حيث حضر مراسم الصلح اللواء خالد عبد الحميد مساعد وزير الداخلية مدير أمن الأقصر، واللواء مجدي لطفي مدير مباحث المديرية، والعميد محمد الخولي رئيس فرع الأمن العام بالأقصر، والعميد محمد الطيب رئيس فرع البحث الجنائى بإسنا وأرمنت، والمقدم إسلام هندي نائب مأمور المركز، والمقدم أحمد حسين رئيس مباحث المركز، والعديد من القيادات الأمنية والتنفيذية، وأعضاء لجنة المصالحات بالمحافظة، والقيادات الشعبية، وممثلين عن الأزهر والكنيسة، والعديد من أهالى القرية والقرى المجاورة.
وعقب نجاح المصالحة بين العائلتين قال الشيخ خيري الشيبانى الأنصارى رئيس لجنة المصالحات المشرف على الجلسة، أنه تعود الخصومة الثأرية التى سيتم إنهاؤها فى جلسة عرفية بحضور كبار ومشايخ مدينة إسنا وقرية الشغب، إلي حوالى 9 سنوات مضت بمشاجرة بين العائلتين على أرض زراعية، حيث كانت القرية قد شهدت خلافات بين عائلتي "آل نصر وحفني"، حتى تدخل رجال المصالحات وانتهت اللجنة على عقد الصلح بتقديم آل حفني القودة إلى آل نصر لإنهاء الخلافات.
وأضاف الشيخ خيرى الشيبانى لـ"اليوم السابع"، أن رجال المصالحات يواصلون بالتعاون مع المحافظة ومديرية الأمن القيام بدورهم فى إنهاء الخصومات الثأرية والحد من تلك الظاهرة لحماية أرواح المواطنين، والعمل على إنهاء كافة الخصومات الثأرية بين العائلات المتخاصمة والتخلص من العادات والتقاليد السيئة باقتلاع ظاهرة "الثأر" من جذورها والتفرغ للبناء والتنمية الحقيقية وإعادة التسامح والمودة والحب، مشيراً إلى العمل على تكاتف كافة فئات المجتمع فى نبذ العنف ونشر التسامح وبناء مستقبل الوطن وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين، موجهاً تحية شكر وتقدير للقيادات الأمنية ورجال المصالحات وأفراد العائلتين فى إنهاء الخصومات الثأرية بالتصالح وتحكيم العقل وتجنيب الخلافات والمشاحنات.
فيما قال أبو الفتيان محمود درغام أحد أعضاء أعضاء لجنة المصالحات بالمحافظة، أن الصلح خير كما جاء في الكتاب الكريم ، وأن الرسالات السماوية الثلاث حثت على السلام والتآخي والمحبة، حيث أوصانا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما فيه خيرنا وصلاح أمرنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا، ومما وصانا به أن نحسن إلى الجيران سواء أكانوا من الأقارب أو من عامة المسلمين ، أو من غير المسلمين، مشدداً على أنه من عفا وأصلح فأجره على الله، موجهاً الشكر لكل القائمين على هذا الصلح المبارك بإنهاء الخصومة بين العائلتين، والتى تجعل الأطراف ترتاح نفسياً وتتجه البلاد لطريق العفو لنبذ الأخذ بالثأر لكونه من عادات الجاهلية القديمة، حيث ارتضي الطرفين وعفا صاحب الحق عن من له حق عليه وانتهى اليوم بسعادة كبيرة بين الجميع.
وتحدث الشيخ حسن الأمير مدير إدارة أوقاف إسنا، عن الإحسان والعفو والتسامح بين الناس خاصة أن الخصومات هى نزغ من الشيطان، ودعا أطراف الخصومة بعد إنهاءها وبداية الصلح إلى الإحسان فى المعاملة، وختم قائلا: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، فيما قال القمص دانيال ممثل عن الكنيسة بالأقصر: أحييكم بتحية الإسلام، فالسلام عنوان لكل الأديان، والكتاب المقدس يدعو للتسامح، موجها التحية للجان المصالحات ورجال الأمن لسعيهم فى تحقيق المصالحة وإنهاء الخصومة.
جانب من تقديم الكفن خلال الجلسة
لحظة التكبير خلال تقديم الكفن بالقودة