بعد لحظات عصيبة مرت على مصر شهدت خلالها دخول بعد الأفكار المتشددة من بعض الجماعات المتطرفة تحاول تستقطب شبابنا، لذا أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة مواجهة هذه التيارات المتشددة حماية وأمنا لمصر ولشبابها، لذا حرص الأزهر بتوجيهات من الإمام الأكبرالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على تطوير أكاديمية الأزهر التي تعمل على تدريب الأئمة والوعاظ داخل مصر وخارجها، ليقدموا توعوية كاملة ضد هؤلاء الجماعات، فعمل على إعداد برامج متميزة ومكثفة ومتنوعة تعمل على تطوير مهارات الأئمة وتمكنهم من مواجهة الأفكار المشددة من خلال مناهج وسطية استهدفت تزويد الأئمة والدعاة بمعارف ومصطلحات دعوية تجمع بين الأصالة والمعاصرة؛ تمكنهم من إجراءات النقاشات العلمية المنضبطة، وتفنيد الأفكار المغلوطة، وإظهار الصورة الحقيقية النقية للإسلام، فضلًا عن الارتقاء بمهاراتهم الفكرية والثقافية من خلال الوسائل والأساليب الحديثة، بما يتناسب مع التطور العلمي والتكنولوجي المعاصر.
نظمت الأكاديمية خلال الثمان سنوات السابقة المئات من الدورات التدريبية في مجالات متنوعة، وتم تدريب الآلاف من الأئمة والوعاظ المصريين والوافدين على مستوى العالم من جنسيات متعددة من قارة آسيا وإفريقيا وأوربا وأستراليا، بنظام التعليم المباشر أو عن بعد (on line)، ومن أهم هذه الدورات "إعداد الداعية المعاصر"، واشتملت على عدد من القضايا المتنوعة، ما بين قضايا عقائدية وفقهية وفكرية وتربوية واقتصادية وطبية وسلوكية، فضلاً عن "برنامج تأهيلي للدعاة الوافدين"، لتمكينهم من الإلمام بأحكام الفقه الإسلامي، ودراسة التاريخ والحضارة الإسلامية، وإتقان أساليب الدعوة الإسلامية وفن التواصل مع الجماهير، والرد على الشبهات المثارة.
ودعمًا للقضية الفلسطينية التي تعد في صدارة اهتمام الأزهر وأولوياته؛ فقد نظمت الأكاديمية الكثير من الدورات استهدفت من خلالها تعريف الأئمة والوعاظ بتاريخ القدس والقضية الفلسطينية، والتأكيد على هويتها العربية الإسلامية ومكانتها الدينية العالمية، وتفنيد الدعاوي الصهيونية حول القدس وفلسطين، ولم تكتف بذلك، بل نظمت دورات لـ"آليات التعامل مع ذوي الهمم"، استهدفت العمل على تكوين ملكات علمية وفكرية لوعاظ الأزهر، وتنمية مهاراتهم في التعامل مع "ذوي الهمم"، اشتملت على خمسة محاور أساسية تتضمن الجانب (الدعوي، الفقهي، النفسي، الاجتماعي والتربوي، الاتصالي).
وحرصًا من الأزهر على تخريج واعظات قادرات على نشر رسالة الإسلام السمحة، والإلمام بالثقافة الإسلامية في فروعها المختلفة، نظمت الأكاديمية العشرات من الدورات التدريبية للواعظات المصريات، اشتملت على دورات في "منهجية الرد على الشبهات"، لتدريب الواعظات على دحض الشبهات المثارة والرد عليها بالدليل والحكمة والبرهان، ودورات في "التميز الدعوي" لإعداد واعظة قادرة على تصوّر المفاهيم بشكلٍ صحيح، وزيادة الفهم لمقاصد الفقه الشرعي من الأحكام العملية والتفصيلية، والربط بين الفقه كنموذج دعوي تطبيقي، فضلًا عن بيان قيمة المرأة وإظهار دورها في الوعظ والدعوة إلى الله، وغيرها من الدورات التدريبية التي كان الهدف منها التوعية الكاملة للشعوب بمخاطر التطرف والتشدد.