أولى الأزهر الشريف في عهد الإمام الطيب اهتمامًا بالغًا بقضايا المرأة وحقوقها كان على رأس هذه القضايا: العنف ضد المرأة، بيت الطاعة، التحرُّش الجنسي، الطلاق التعسفي، تولى المرأة الوظائف العليا، ظُلم العادات والتقاليد للمرأة باسم الدِّين، الحكم الصحيح في تعدُّد الزوجات، وسفر المرأة بدون محرم، وختان الإناث، والإجبار على الزواج، وضرب الزوجات، وزواج القاصرات، وحرمان المرأة من الميراث، ونصيب المرأة في ثروة زوجها التي أسهمت في تنميتها، وارتكزت رؤية الإمام الأكبر، في هذه المسائل؛ على رفض وجود بيت الطاعة، وتحريم العنف ضد المرأة، ورفض إجبار المرأة على الزواج ممَّن لا ترغب، ورفض إعضالها بمنعها من الزواج من كفءٍ تُريده، وحظر ضرب الزوجات بالقانون، وجواز تولى المرأة الوظائف العليا جميعها متى امتلكت الكفاءة وشروط الوظيفة؛ ومنها الرئاسة والفتوى والقضاء، كما حرص الأزهر على توضيح المسائل المتعلقة بسن الحضانة وزواج القاصرات وفوضى الطلاق وفتاوى النساء وحملات التوعية.. وكان تكريم "زوجة الشهيد المنسي" وتعزية "أم الشهداء" أهم المشاهد.
لا لتهميش المرأة
"اعتبار ما تعانيه المرأة الشرقيَّة من تهميش هو بسبب تعاليم الإسلام، زعم باطل، والصحيح أن هذه المعاناة إنَّما لحقتها بسبب مخالفة تعاليم الإسلام الخاصة بالمرأة، وإيثار تقاليدَ عتيقة وأعراف بالية لا علاقة لها بالإسلام".. بهذه الكلمات الصادقة عبر فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، عن انشغاله بوضع المرأة ليس فقط المصرية أو المسلمة، وانما نساء العالم أجمع، وحمل راية الدفاع عن حقوقها في المحافل الدولية، مشددا على أن "المجتمع المسلم فقد كثيرًا من طاقاته الخلاقة والإنتاجية حين سَمَحْنا نحن المسلمين بتهميش دور المرأة وإقصائها عن مواقع التأثير في مجتمعاتنا الشرقية"...
وأولى الإمام الأكبر منذ اعتلائه مشيخة الأزهر قبل ثماني سنوات، وتحديدا في 19 مارس 2010، اهتمامًا كبيرًا لقضايا المرأة مناديًا باحترام كرامتها الإنسانية واستغلالِ طاقاتها المُهدرة واعطائها حقوقها كامله كشريك اساسي للرجل في تعمير الارض وإصلاح المجتمعات وبناء الأوطان، مستنكرًا كافة اشكال التهميش والتمييز والعنف والاستغلال التي تتعرض لها المرأة حول العالم من قتل وسبي واغتصاب واختطاف من جانب التنظيمات الإرهابية، معتبرًا أن "وضع المرأة الإنسانيَّ والحضاريَّ في هذا العصر هَمٌ كبيرٌ من همومِ الإنسانيَّةِ جَمْعَاء"، وأن "معركتنا الآن هي انتاج امرأة قادرة على أن تنهض بهذا المجتمع وتتحمل مسئوليته".
اهتمام متواصل
خصص الإمام الأكبر جزءًا كبيرًا من خطاباته ومقالاته ولقاءاته التليفزيونية للتنبيه على حقوق المرأة وكافة القضايا الخاصة بها لتنوير العقول وتصحيح الأفهام المغلوطة بشأن المرأة وحقوقها، وشهدت الأعوام الثماني الماضية نقلة كبيرة فيما يتعلق بالتأكيد على المكانة الرفيعة التي منحها الإسلام للمرأة، وشدد فضيلته في مقال بصحيفة "صَوت الأزهر" بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، على أنَّ المرأةَ في شريعةِ الإسلامِ شريكةُ الرَّجلِ في الحُقوقِ والواجباتِ، وأن الإسلامُ هو أوَّل نظامٍ في العالمِ حرَّر المرأةَ مِن كافَّةِ الأغلالِ والقُيودِ الظَّالمةِ الَّتي كانتْ عليها.
وحمل فضيلة الإمام الأكبر راية الدفاع عن حقوق الفتيات الصغيرات ورفض زواج القاصرات لما يتضمنه من أذى نفسي وعقلي وجسدي للفتاة، وأعلن عن تأييد الأزهر للقانون الذي يحدد سن زواج الفتيات بـ 18عامًا، مؤكدا أن الإسلام لا يبيح الزواج الذى يترتب عليه ضرر نفسى أو ضرر اجتماعى أو ضرر أخلاقى.
ودافع فضيلة الإمام الأكبر عن حق الأم المطلقة في رعاية ابنائها وعدم حرمانها منهم، حرصًا على صحة البناء النفسي والعقلي للأطفال، مؤكدًا أن حضانة الطفل هي حق من حقوق الأم؛ وتحديد انتهاء حق الحضانة ببلوغ سن الخامسة عشرة لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية.
فوضى تعدد الزواج والطلاق
حفاظًا على حقوق المرأة ومنعًا للجور عليها، دعا الإمام الأكبر إلى ضبط "ظاهرةِ فوضى تعدُّدِ الزواجِ وفوضى الطلاقِ"، وقال في كلمته التاريخية خلال المؤتمر العالمي للافتاء في 2016م، إن الإحصائياتِ التي أُجرِيَتْ على أطفالِ الشوارعِ أثبتت أنَّ ما لا يقلُّ عن 90% منهم كانوا ضحايا أُسَرٍ عبثَتْ بها فوضى الزواجِ وفوضى الطلاقِ، وأن الأصل في الشريعة ليس تعدد الزوجات وإنما الأصل هو الحرص على الإبقاء على الزوجة والتمسك بها".
وشدد الإمام الأكبر على أن الزواج السري، أو ما يسمى بالزواج بالعرفى، الذي يتم بدون شهود أو يتم بشاهدين لكن يُوصى كل منهما بكتمانه فلا يعلمه إلا الزوج والزوجة والشاهدان فقط، ودون علم ولي الفتاة، هو زواج باطل، ويعد خروجًا عن الأدب والقيم، كما شدد فضيلته على أن إجبار الفتاة على الزواج ممن لا تريده أمر مرفوض ومسألة لا أخلاقية لأنها حكم بما يشبه الإعدام على حياة كاملة لفتاة.
ووجه فضيلته بتخصيص قسم لفتاوى المرأة بمركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، يعمل به مجموعة من المفتيات المتخصصات للرد على تساؤلات النساء اللاتي يرغبن في الحصول على الإجابة الصحيحة الموثوقة من المتخصصين فيها، وبعض التساؤلات التي يمكن لهن أن يتحرجن في عرضها على رجل ويجدن في عرضها على مختصات من النساء أيسر لهن.
دعم ثقافي وتنموي
دعم الأزهر لقضايا المرأة لم يقتصر على الجانب الشرعي، حيث أعطى فضيلة الإمام الأكبر توجيهاته بتنظيم العديد من الدورات، التي تستهدف تثقيف المرأة والارتقاء بها، لمواكبة مستجدات العصر وتفعيل دورها في المجتمع، وعقد الأزهر الشريف بالتنسيق مع المجلس القومي للمرأة عدة حملات الكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومحاضرات وندوات بالمدارس والمعاهد والجامعات الحكومية والخاصة، فضلا عن عقد دورات تدريبية للمقبلين على الزواج من الجنسين.
كما قرر فضيلته تخصيص مبنى كلية الأزهر المقام على مساحة 12 فدان بمدينة الخانكة بالقليوبية، لإنشاء أول كلية تربية رياضية للبنات تابعة لجامعة الأزهر، بما يعكس الاهتمام بالفتاة الأزهرية والحرص على مواجهة العادات والتقاليد البالية التي تحرم الفتيات من حقوقهم الطبيعية، وبدأت الدراسة بالكلية خلال العام الدراسي 2017/2018.
ووضع الإمام الأكبر، بصفته رئيس مجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات المصري، سداد ديون الغارمات كأحد أهم أولويات بيت الزكاة والصدقات، وطالب فضيلة في 23 ديسمبر 2014م، وزير الداخلية ووزير العدل بموافاة بيت الزكاة بقاعدة البيانات الخاصة بالمحكوم عليهم في قضايا تتعلق بعدم سداد ما يستحق عليهم للدائنين حتى يتسنى لمجلس أمناء البيت اتخاذ ما يراه مناسبًا لأداء ديونهم، كما اتفق مع النيابة العامة على الآلية التي سيتم اتخاذها للإفراج عن الغارمين والغارمات وعددهم 200 حالة، وتم رصد المبالغ اللازمة للإفراج عنهم والتي تقدر بـ3.5 مليون جنيه.
زيارات ومقابلات لدعم المرأة
لم يتوانى الأزهر الشريف وإمامه الطيب عن مناصرة حقوق المرأة المصرية والعربية وتقديم كل الدعم والاهتمام لها بل ولنساء العالم أجمع، فحرص فضيلته على زيارة واستقبال العديد من الوفود النسائية الفاعلة والرائدة في مجتمعاتهم، وذلك لتقديم الدعم والمساندة والمراعاة لهم، وتجلى ذلك في زيارة الإمام الأكبر، برفقته وفد من شيوخ وسيدات الأزهر الشريف لقرية الروضة في سيناء، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد القرية، مخلفا أكثر من ثلاثمائة شهيد، حيث حرص فضيلته على تعزية السيدة السيناوية التي فقدت 12 من أبنائها وأحفادها وعائلتها في تلك المذبحة، وقرر فضيلته تكريمها برحلة لأداء فريضة الحج على نفقته الخاصة، قائلا: "نساء الروضة مدرسة المصريين في الصبر.. أمثالكم من يعلموننا نحن الصبر.. ولا تحرميني من شرف خدمتك".
واستقبل الإمام الأكبر السيدة منار محمد سليم زوجة الشهيد أحمد منسي وأولاده، الذي استشهد في هجوم إرهابي على كتيبته في مدينة رفح بشمال سيناء، وقدم درع الأزهر الشريف لزوجة الشهيد، مؤكدًا أن هذا التكريم هو تقدير من الأزهر الشريف طلابه وعلمائه وشيخه، لشهداء مصر الأبرار. كما استقبل الإمام الأكبر المواطنة العراقية الإيزيدية نادية مراد الناجية من تنظيم داعش الإرهابي، وأعرب فضيلته عن تعاطف الأزهر الشريف مع مأساتها الإنسانية التي تَمَّتْ على يد التنظيم الإرهابي، وأكد أن الأزهر يواصل الليل بالنهار من أجل نشر الفكر الوسطي للإسلام وتفنيد مزاعم التنظيم التى يستند إليها لتبرير أعماله الوحشية التي لا تمت إلى الدين الإسلامي، وذلك من خلال مرصد الأزهر باللغات الأجنبية ، وقوافل السلام التي تجوب مختلف دول العالم.
واستنكر الإمام الأكبر إقدام قوات الاحتلال الصهيوني على اعتقال الفتاة الفلسطينية، عهد التميمي، مشددا على شجاعتها تعد دليلاً على شجاعة نساء فلسطين، اللاتي يمثلن "عنوان النضال الفلسطيني" مذكرًا العالم بدورهن المشهود في الرباط بالمسجد الأقصى لحمايته من اقتحامات الاحتلال الصهيوني وتدنيس المستوطنين، وشدد على أن "شجاعة عهد التميمي ليست بمستغربة على نساء فلسطين، فما من امرأة فلسطينية إلا وهي أم شهيد أو زوجة شهيد أو ابنة شهيد أو أخت شهيد".
واستقبل الإمام الأكبر وفدًا من المجلس الأعلى للمرأة المسلمة بنيجيريا وأميرات القبائل النيجيرية، حيث أكد لهن أن ما ترتكبه بعض الجماعات المسلحة التي تدعي الانتماء للإسلام، ثم تعتدي على النساء وتأخذهم سبايا هو مخالفة صريحة لتعاليم الإسلام الحنيف، كما شدد فضيلته خلال استقباله وفدًا من الأطباء والقيادات الدينية والمجتمعية والنسائية في نيجيريا، على أن ضياع حقوق المرأة في أفريقيا وغيرها هو نتاج عادات ظالمة وفهم خاطئ يتناقض وتعاليم الشريعة الإسلامية التي انتصرت للمرأة.
ندوات ومؤتمرات
وجه فضيلة الإمام الأكبر بضرورة التركيز على وضع المرأة وتوجيه أكبر قدر من الاهتمام بها من خلال الأنشطة والفعاليات المختلفة التي يتولاها الأزهر الشريف، كما شارك فضيلته في افتتاح القمة العالمية لرئيسات البرلمانات والتي عقدت في العاصمة الإماراتية أبوظبي، تحت عنوان "متحدون لصياغة المستقبل"، بمشاركة العشرات من القيادات البرلمانية النسائية حول العالم، وألقى فضيلته خطابًا تاريخيًّا خلال افتتاح القمة شدد فيه على أهمية تكريم المرأة ومناصرة حقوقها التي كفلتها الشريعة الإسلامية لها.
ورعى الإمام الأكبر المؤتمر الدولي الذي عقدته كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر، تحت عنوان "المرأة ومسيرة التطور التنويري الواقع والمأمول"، فيما نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ندوة حوارية بعنوان "المرأة بين إنصاف الإسلام وظلم جماعات الاٍرهاب"، انتهت إلى أن الإسلام الذي أنصف المرأة بريء من الأفعال المشينة التي تقوم بها الجماعات المتطرفة، التي تقول وتفعل ما لا أصل له في دين، ولا أساس له في عرفٍ أو قانون.
كما نظم جناح الأزهر في معرِض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ49 سلسلة من الندوات والفعاليات والاصدارات الخاصة بالمرأة، وعرض الجناح العديد من المؤلفات التي تؤكد على حقوق المرأة في الإسلام، ولعل أبرزها، كتاب "حديث القرآن عن الرجل والمرأة" للدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر السابق، الذي يتناول عددًا من المسائل والتوضيحات المهمة عن التكامل بين الرجل والمرأة فى إعمار الكون، وأن من سنة الله تعالى فى خلقه وجود الذكر والأنثى، لكى يعمر هذا الكون ويسوده الخير والصلاح.
حملات توعية بحقوق المرأة
حملة "نَصِيبًا مَّفْرُوضًا" للتوعية بفلسفة الميراث وأحكامه..
أطلق المركز الإعلامي للأزهر الشريف، بالتعاون مع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التي تستهدف التوعية بفلسفة الميراث وأحكامه في الإسلام، وبعض أشكال الظلم التي يتعرض لها بعض الورثة، بسبب العادات والتقاليد أو فهم البعض الخاطئ لأحكام الشريعة، وتبعات ذلك على الأسرة والمجتمع، وجاء إطلاق تلك الحملة في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لكافة أبناء الأزهر، بمختلف تخصصاتهم، بالنزول إلى أرض الواقع ومعايشة الجماهير وتلمس همومهم، والبحث عن حلول ناجحة وواقعية للمشكلات المجتمعية، كما هو الحال بالنسبة لقضية حرمان المرأة من الميراث في بعض الحالات، كما تستهدف الحملة تفنيد المزاعم الباطلة التي يرددها البعض حول فلسفة الميراث في الإسلام، والمقاصد الشرعية لأنصبة الورثة وترتيبهم.
حملة "وعاشروهن بالمعروف"..
أطلق المركز الإعلامي للأزهر الشريف، بالتعاون مع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، حملة بعنوان "وعاشروهن بالمعروف"، للتوعية بأسباب الطلاق ومخاطره، وتوضيح الأسس السليمة لبناء أسرة سعيدة ومتماسكة.
وسلطت الحملة الضوء على أهم أسباب الطلاق وطرق علاجها، بهدف الحد من ارتفاع معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة، وذلك في إطار الدور الدعوى والاجتماعى الذى يضطلع به الأزهر الشريف، ويتضافر مع دوره التعليمي والديني.
حملة "أولو الأرحام"..
أطلقَ المركزُ الإعلامي للأزهر الشريف، حملة "أولو الأرحام" التي تستهدف التوعية بخطورة العنف الأسري، ومعالجة أهم أسبابه، وكيفية نشر قيم الود والمحبة بين أفراد الأسرة.
2021
شَهِد عام 2021 نشاطًا مكثفًا لفضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، حيث كان دعم المرأة ونصرة اللاجئين ومواجهة التطرف ونشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي ودعم الأخوة الإنسانية بين جميع البشر هي شغله الشاغل ورسالته التي سعى دائما إلى تحقيقها.
دعم المرأة والطفل واللاجئين (استضافة اجتماع المجلس الاستشاري الإسلامي بشأن التوعية بالتطعيم ضد مرض شلل الأطفال)
دائما ما تأتي قضية دعم المرأة والطفل والفئات المهمشة على رأس أولويات فضيلة الإمام الأكبر حيث خصص فضيلته جزءاً من حلقات برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"، لمناقشة قضايا المرأة والأسرة، وأكد خلالها على احترام حقوق المرأة وكرامتها الإنسانية، واستغلالِ طاقاتها المُهدرة كشريك أساسي للرجل في بناء الأسرة وصناعة النهضة، كما أكد فضيلته على أن المرأة لها الحق في تولي الوظائف العليا والقضاء والإفتاء، والسفر دون محرم متى كان سفرها آمنًا.
كما حرص فضيلة الإمام الأكبر على أنْ يقدم التهنئة للمرأة في كآفة المناسبات الاجتماعية. ووجَّه فضيلته وحدة لم الشمل بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على مواصلة جهودها للحفاظ على تماسك الأسر المصرية وتقديم كل الدعم للمرأة، باعتبارها حجر الأساس لنجاح الأسرة والمجتمع. و شدد شيخ الأزهر على أهمية تعليم الفتيات خلال عدة منشورات على صفحتيه الرسميتين بموقعي فيسبوك وتويتر، مؤكدا حقهن الكامل في الالتحاق بالتعليم باعتباره أحد أهم المكونات الأساسية لشخصية الإنسان وانعكاس شخصية الفتاة على تربية الأبناء وبناء مستقبل الأمم.
وحرص فضيلة الإمام الأكبر خلال عام 2021م على دعم حقوق الأطفال والاهتمام بمستقبلهم، حيث أكد فضيلته حرص الأزهر على تقديم كل الدعم للأطفال مصابي مرض "الضمور العضلي الشوكي" ووجه بيت الزكاة بدعم القطاع الصحي في توفير العلاج اللازم لهم، كما شدد فضيلته على دعم الأطفال بصفتهم قادة المستقبل وحملة مشعل التقدم، ونبَّه فضيلته خلال استضافة الأزهر للاجتماع الدوري للمجلس الاستشاري الإسلامي بشأن التوعية للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال، أنَّ التطعيم ضد مرض شلل الأطفال واجبٌ شرعى على أولياء الأمور وأنَّ من يفرط في عملية التطعيم آثم، كما أكد فضيلته على وجوب توفير الحماية التامة والكاملة للأطفال من جميع السلوكيات المنحرفة، حيث أكد على أنَّ التحرش بالأطفال سلوك منحرفٌ محرم، تأباه النفوس السوية، وتجرمه الشرائع والقوانين كآفة، ويستوجب أشد العقوبات الرادعة، وتجريمه يجب أن يكون مطلقًا ومجردًا من أي شرط أو سياق.
كما أولى فضيلة الإمام الأكبر أهمية خاصة لدعم قضايا اللاجئين، حيث أكد خلال لقاءاته بالعديد من القيادات الغربية والمسؤولين الأمميين على ضرورة الاهتمام بقضايا اللاجئين، ووجه فضيلته مجمعَ البحوث الإسلامية بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ببدء المرحلة الثالثة لمبادرة «30 يوم إحسان»، والتي تم إطلاقها بداية العام 2021م لدعم اللاجئين والنازحين مع دخول فصل الشتاء وزيادة الأزمات التي يواجهونها مع انتشار فيروس كورونا، في إطار رسالة الأزهر العالمية لدعم الفقراء والمحتاجين، وتهدف المبادرة إلى توفير المأوى للعائلات اللاجئة والنازحة داخلياً والفئات الأكثر ضعفاً في المجتمعات في مختلف دول العالم، خصوصاً ممن لا يجدون مسكناً ملائماً يحميهم من برد الشتاء القارس، وكذا توفير الطعام للعائلات اللاجئة والنازحة وجميع الفئات الأكثر عوزًا.
الإمام الأكبر يجري لقاء مع إذاعة الفاتيكان.. والعلاقة بين الأزهر والفاتيكان حقوق المرأة في الإسلام تتصدر الحوار
حرصت إذاعة الفاتيكان على إجراء حوار مع فضيلة الإمام الأكبر على هامش زيارته للعاصمة الإيطالية روما، وتناول اللقاء تاريخ العلاقات بين الأزهر والفاتيكان، وأسس العلاقات بينهما وفترات توقفها، وأسباب عودتها على يد فضيلة الإمام الأكبر والبابا فرنسيس، ومبادرات الأزهر للحوار مع الفاتيكان وتحدث فضيلة الإمام الأكبر خلال اللقاء عن حقوق المرأة في الإسلام، والفرق بين الحقوق التي كفلها لها الإسلامُ في ظل بيئة يُشكل الدِّين فيها أساسًا لا يهتزُّ في بناء ثقافتها وأنماط حياتها، وبين حقوق صاغتها حضاراتٌ معاصرة وأعطتها للمرأة بعد ما ضربت بأخلاق الدِّين ومشاعر الفطرة الإنسانية عرض الحائط.
2022
- الأزهر يدعو للتأمل في قواعد الزواج والميراث في الإسلام للقضاء على الأمراض المجتمعية
- الأزهر: الإسلام حافظ على المرأة وكرمها وكفل لها حقوقها وجعلها من أهم مقومات المجتمع المتحضر
5 مايو
- أعلن الأزهر الشريف عن تقديره لما تقوم به المؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني من جهود في دعم الدول الأكثر احتياجًا وتوفير سبل العيش الآمن، والارتقاء بمستوى التعليم والأنظمة الصحية في هذه الدول، والتعريف بحقوق الإنسان والمرأة والطفل، إلا أنه حذر وبشة وبشدة من أن تُتخذ هذه الجهود للتسلل إلى داخل المجتمعات المسلمة واستهداف الدين الإسلامي؛ خاصة فيما يتعلق بمنظومة الأسرة وقواعد الميراث التي حددها القرآن الكريم وفسرتها السنة النبوية الشريفة، وذلك من خلال محاولة تشويه العدل الإلهي الممثل في قواعد الميراث في الإسلام، وتصويرها بالظالمة للمرأة، والمغتصبة لحقوقها، والزج بهذه الدعوات في المؤتمرات والندوات والمطالبة بتغييرها بدعوى إنصاف المرأة ومساواتها في الحقوق مع الرجل.
- وطالب الأزهر الجميع باحترام قواعد الدين الإسلامي والكف عن إساءة توجيه الدعم المقدم للمجتمعات المسلمة بهدف تغيير هويتها الدينية، والتعرض للمقدسات الإسلامية بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال دعم تيارات داخل المجتمعات تعمل ليل نهار لتنفيذ مخططات مدفوعة للنيل من قواعد هذا الدين الحنيف وتشويه صورته.
- ودعا الأزهر للنظر والتأمل في قواعد الزواج والميراث التي شرعها الله في الإسلام، واستلهام العبر من مبادئها والأصول التي بنيت عليها الحكمة والعدل الإلهي؛ والنظر في واقع المجتمعات التي جنبت الدين ونصبت الإنسان بديلًا عن الخالق الحق، وما نتج عن ذلك من تفكك أسري، وزواج بلا ود أو رحمة، وأطفال بلا أب أو أم وبلا حقوق، ومحاولة دراسة هذا النظام الإلهي الذي حافظ على المرأة وكرمها، وكفل لها حقوقها وجعلها من أهم مقومات المجتمع المتحضر.
بيان سنوي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
8 مارس
- يولي الأزهر الشريف وإمامه الأكبر فضيلة أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اهتمامًا كبيرًا بقضايا المرأة ومكانتها في المجتمع؛ وذلك من خلال مواقف الإمام الأكبر، التي جاءت دائمًا داعمة لقضايا المرأة مؤكدة أنه يجب تعظيم دور المرأة، واستغلال طاقاتها المهدرة، واحترام حقوقها التي كفلها الإسلام قبل أن تعرفها المنظَّمات الحقوقية في العالم، ولم يغفل الأزهر الشريف كل عام تهنئة المرأة في اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 8 مارس من كل عام ، مذكرا الجميع بأن الإسلام حث على الإحسان إلى المرأة ورعايتها والعناية بها، ونادى بتكريمها واحترام حقوقها، فكرَّم الإسلام المرأة أمًّا وابنة وزوجة، فكرمها أمًّا، وأخبر أن الجنة عند قدميها، فقال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ﴾ [الأحقاف: ١٥]، وفي الحديث: «إِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا» (رواه النسائي)، وكرمها طفلة وجعل لها حقوقًا، وحذَّر من قضية وأد البنات التي كانت منتشرةً في الجاهلية، قال تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ} [التكوير 8-9 ]، وكرم الإسلام المرأة زوجة، فنبَّه على حقوقها وأوصى بها خيرًا، فقال صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّه" [رواه مسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي" [رواه الترمذي].
شيخ الأزهر ووزير الشئون الاسلامية والدعوة والإرشاد السعودي يناقشان حقوق المرأة وتكريم الإسلام لها .. وشيخ الأزهر يدعو إلى إحياء فتوى "حق الكد والسعاية" لحفظ حقوق المرأة العاملة.
15 فبراير
خلال استقبال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمقر مشيخة الأزهر، الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل شيخ، وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، لبحث التعاون المشترك بين الطرفين.، تناول اللقاء الحديث عن حقوق المرأة في الإسلام، وأكد فضيلة الإمام الأكبر ضرورة إحياء فتوى "حق الكد والسعاية" من تراثنا الإسلامي؛ لحفظ حقوق المرأة العاملة التي بذلت جهدا في تنمية ثروة زوجها، خاصة في ظل المستجدات العصرية التي أوجبت على المرأة النزول إلى سوق العمل ومشاركة زوجها أعباء الحياة، مؤكدا أن التراث الإسلامي غني بمعالجات لقضايا شتى، إذا تأملناها سنقف على مدى غزارة وعمق هذا التراث، وحرص الشريعة الإسلامية على صون حقوق المرأة وكفالة كل ما من شأنه حفظ كرامتها، وشدد فضيلة الإمام الأكبر على أن الحياة الزوجية لا تبنى على الحقوق والواجبات ولكن على الود والمحبة والمواقف التي يساند الزوج فيها زوجته وتكون الزوجة فيها سندا لزوجها، لبناء أسرة صالحة وقادرة على البناء والإسهام في رقي وتقدم مجتمعها، وتربية أجيال قادرة على البذل والعطاء.
حلقات تليفزيونية للإمام الطيب تدافع عن حقوق المرأة وتعلي قيمتها
- دافع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في الحقة 25 من برنامج الإمام الطيب عن حقوق المرأة مؤكدًا أن العلماء راعوا بعض العادات المؤسفة التي تلجأ إليها بعض الأسر مثل تعنت ولي أمر البنت وحرمانها من رغبتها في الزواج بشاب مناسب انتظارا لشاب ثري أو من أسرة ثرية أو من نفس عائلة البنت، مثلما يحدث في الصعيد ومناطق أخرى، وقد انتهى الرأي في هذا الموضوع إلى أنه لا يحق للولي منع تزويج المرأة برجل كفء ترضاه، إذا لم يكن للمنع سبب مقبول وللقاضي إذا رفع إليه أمرها أن يزوجها.
- أكد شيخ الأزهر أن من مَكاسِبِ المرأةِ أيضًا اتِّفاقُ علماءِ مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي على أنَّه يجوزُ لها شرعًا أن تتقلَّدَ الوظائفِ التي تُناسبها كافَّةَ بما فيها وظائفُ الدولةِ العليا ووظائفُ القضاءِ والإفتاءِ، وأنَّه لا يجوزُ الالتفافُ حولَ حقِّها هذا لمصادرتِه أو وضع العقبات أو التعقيدات الإداريَّةِ ممَّن يستكبرون أن تجلسَ المرأةُ إلى جوارهم، ويَحولُون بينَها وبينَ حقِّها المقرَّرِ لها شرعًا ودستورًا وقانونًا، وكلُّ محاولةٍ من هذا القَبِيلِ هي إثمٌ كبيرٌ، يَتَحمَّلُ صاحبُه عواقبَه يومَ القيامة.
- أعلن شيخ الأزهر أن من أهمِّ ما أكَّدَه العلماءُ في فقهِ المرأةِ إلغاءُ ما يُعرَفُ ببيتِ الطاعةِ إلغاءً قانونيًّا قاطعًا لا لبسَ فيه ولا غُموض؛ لما فيه من إهانةٍ للزوجةِ، وإيذاءٍ نفسي لا يُحتَمل، ومعاملةٍ غيرِ آدميَّةٍ لها كإنسانٍ تُحتَرم مشاعرُه وأحاسيسُه.. ولم ينسَ السادةُ العلماءُ أنَّ يُنبِّهوا إلى أنَّ ما يُسمَّى ببيتِ الطاعةِ لا وُجودَ له في الشريعةِ الإسلاميَّةِ التي كرَّمت النساءَ، وجعَلَتْهُنَّ شقائقَ الرجالِ، وهل ننتظرُ من مَقهورةٍ مسحوبةٍ على وجهِها أن تملأ بيتَ زوجها -بعد ذلك- ودًّا ورحمة.
أقول الإمام الطيب للدفاع عن حقوق المرأة
دافع فضيلة الإمام الأكبر في كل المناسبات والبرامج والحوارات التي شارك فيها، عن حقوق المرأة وواجباتها، مؤكدًا على إنصاف الإسلام لحقوق المرأة وكانت هناك أقوال مأثورة لفضيلته تؤكد هذه الحقوق منها:
• بالرغم من وجود آلاف الكتب والأبحاث والمؤتمرات والندوات التي تناولت موضوع المرأة إلا أنه يظل وكأنه لم يَمْسَسْه فِكْرٌ ولا قَلَمٌ من قبل.
• الإسلام أنصف المرأة المسلمة وحرَّرها من الأغلالِ والقيود التي كبَّلتها بها حضارات معاصرة لظهوره.
• الإسلام جاء ليحرر المرأة من حصار العادات والتقاليد ويلقي بها في قلب المجتمع لتتحمل مسؤولياتها في إعماره وتنميته وتقدمه.
• تهميش دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية يفضي إلى مجتمع فاقد للتوازن ويُهَدِّد مصيرَ النوعِ الإنسانيِّ
• المرأة في شريعة الإسلام شريكة الرجل في الحقوق والواجبات، فالإسلام هو أول نظام في العالم حرر المرأة من كافة الأغلال والقيود الظالمة التي كانت عليها، وذلك لأن ظلم المرأة وتهميش دورها كان جزءًا من طبيعة النظام الاجتماعي قبل الإسلام، فجاء الإسلام ليقف بجوار المرأة أُمًا وأختًا وبنتًا وزوجة ويكفل لها كافة حقوقها .
• من الخطأ النظر إلى أن بعض ما تعانيه المرأة الشرقيَّة من تهميش هو بسبب تعاليم الإسلام، فهذا زعمٌ باطل، والصحيح أن هذه المعاناة إنَّما لحقتها بسبب مخالفة تعاليم الإسلام الخاصة بالمرأة، وإيثار تقاليدَ عتيقة وأعراف بالية لا علاقة لها بالإسلام، وتقديم هذه التقاليد على الأحكام المتعلقة بالمرأة في الشريعة الإسلامية.
• المرأة المسلمة عانت الكثير من القيود خارج إطار الشريعة الإسلامية، وهو ما أدى إلى ظهور العديد من المشكلات مثل العنوسة والحرمان من الميراث وغيرها، بل إن المجتمع المسلم فقد كثيرًا من طاقاته المبدعة حين سَمَحْنا – نحن المسلمين - بتهميش دور المرأة وإقصائها عن مواقع التأثير في مجتمعاتنا.
• لقد كانت آخر كلمات النبي ﷺ: «النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَال»، وأوقف وإلى الأبد وَأْدَ البنات، وملَّكها حقوقًا سبقت بها نظيراتها في العالم بأربعة عشر قرنًا من الزمان..
• مَلَّك الإسلام المرأة حق الإرث وحق التعليم وحق اختيار الزوج، وجعل لها ذمة مالية مستقلة عن زوجها، تتصرف فيها تصرف المالك في مِلكه الخالص مع الاحتفاظ باسم عائلتها حتى لا تذوب شخصيتها في شخصية شريكها، وساوى بينها وبين الرجل في التكاليف وتحمل المسؤولية .. ومعلوم أن هذه الحقوق لابد أن تصنع من المرأةِ عنصرًا مبدعا في المجتمع لا يقل شأنًا عن الرجل إن لم تزد عليه.
• صَحَّ أنَّ النبي ﷺ قال: «...فَلَوْ كُنْتُ مُفَضِّلا أَحَدًا لَفَضَّلْتُ النِّسَاءَ على الرِّجَال»، وهذا التفضيل ليس من باب جبر الخاطر لضعيفٍ مهضوم الحق، وإنما هو لفتٌ للأنظار إلى ميزاتٍ وخصائص تتفوق فيها النساء وقد يفضلن بها الرجال.
• جاء الإسلام ليحرر المرأة من حصار العُزلة والغُربة، ويلقي بها في قلب المجتمع لتتحمل مسؤولياتها في إعماره وتنميته وتقدمه.
• إن العالم العربي والإسلامي الآن، وأكثر من أي وقت مضى، في أمَسِّ الحاجة لإعلاء مكانة المرأة ودورها في دعم مسيرة التطوير وتنمية المجتمعات، لا سيما في ظل التحديات الراهنة التي تشهدها مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وهو ما يتطلب التأكيد على أهمية تعظيم دور المرأة، وتكريمها، وإنصافها، واستغلال طاقاتها المهدرة، واحترام حقوقها التي كفلها الإسلام.
• الإسلام جعل للمرأة ذمة مالية منفصلة عن الرجل فلا يحق للزوج أن يأخذ من مالها شيئا، وأوجب على الزوج أن ينفق عليها، وأعطاها الحق في الميراث، وجعل لها الحق في التعليم كالرجل، وفي اختيار زوجها وتملُّكِ ما تشاء
• أحكام الأسرة كالطلاق والحضانة والرؤية يجب أن تكون منضبطة بحدود الله عز وجل وليس بالأهواء والمصالح المتوهمة، سواء بالنسبة للزوج المطلق أو الزوجة المطلقة، يجب على كليهما الالتزام بحدود الله، فشريعتنا حريصة جدًّا على إقامة العدل وإقرار احترام الآخر.
• المرأة العربية عانت الكثير من القيود خارج إطار الشريعة الإسلامية وهو ما أدى إلى ظهور العديد من المشاكل مثل العنوسة والحرمان من الميراث.
• لا يجوز أن ينقلب الحب والمودة إلى كره وإهانة بعد الطلاق، صحيح أنه لا يوجد حب بعد الطلاق، ولكن هناك احترام، وفرق بين الحب والاحترام.
• الرؤية في الإسلام حق شرعي وقانوني للأب، لا يجوز منعه منها، والأم التي تفعل ذلك يعاقبها القانون، والقانون ينظم هذه الرؤية، أما إذا أراد الأب أن يأخذ ابنه أو ابنته لمدة معينة، أسبوع أو شهر مثلًا، فيجب أن يكون بالتراضي، حتى تضمن الأم أنه سيعيده بعد الفترة المتفق عليها.
• قانون الحضانة يحتاج إلى نظر طرق تنفيذه، فهناك بعض المطلقات يتعاملن مع الزوج من باب تصفية الحسابات، وتستخدم حق الرؤية كورقة لتنفذ ما تريده، وكثير من المشاكل في مصر ليس سببها الزوج أو الزوجة بل عائلة الطرفين، فقانون الحضانة موجود وهناك آلية لتنفيذه لكنها محاطة بثغرات تفرغ القانون من مضمونه.
• إحسان العشرة من ألزم ما يلتزم به الزوج تجاه زوجته وأسرته قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)
• الزوجة لا ذنب لها إن كرهها الزوج، بل الذنب ذنبه؛ لأنه رجل متقلب المزاج، ضعيف الإرادة، ومثل هذه الأمزجة المتأرجحة لا يصلحها إلا علاج القناعة والاقتناع.
• قوله تعالى (وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ) يدل على ضرورة الإحسان إلى الزوجة، والرسول –صلى الله عليه وسلم- قال: "خِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ" ولم يقل–صلى الله عليه وسلم: خياركم لمجتمعه أو خياركم لأمته، ونص على النساء بالذات، لأنه يعلم أن المسلم يجب عليه أن يلتزم بأدب معين حتى تسير الأسرة وتؤدي رسالتها على النحو الذي يجب.
• خير الرجال هم الذين يكونون مصدر خير لنسائهم ولأهلهم وأكد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذلك بقوله "وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي"، ليقتدي به كل الرجال في الإحسان إلى زوجاتهن.
• هناك من يعتقد أن القسوة مع الزوجة والإساءة إليها مظهر من مظاهر الرجولة والشهامة، وعلى هؤلاء ضرورة الإقلاع عن عادة سيئة تمحق حسنات الزوج مهما بلغت، وهي التعود على سب زوجته بلعن أبيها وأحيانا يكون ذلك على سبيل المزاح أو النقاش العام، فمثل هذه الألفاظ من الكبائر حتى لو قبلت الزوجة أو تعودت عليها، وعلى الزوج أن يقلع عنه فورًا وأن يستسمح زوجته فيما فرط منه.
• إيذاء الزوجة بلعن أبيها أو أهلها أمر ممنوع شرعًا حتى لو قبلت به الزوجة أو تعودت عليها، أو كان على سبيل المزاح؛ لأن اللعن والسبَّ بشكلٍ عامٍّ ينهى عنه الإسلام ويعدُّه من أكبر الكبائر.
• يجب على الزوجة أن توفر جو الراحة والهدوء والسعادة في البيت، فهذه مسؤوليتها أمام الله تعالى، وهي مسؤولية شرعية، كما يجب أن تكون أمينة على مال زوجها، فلا يجوز لها أن تتصرف في ماله أو أن تأخذ منه دون علمه وإذنه؛ إلا أن الإسلام أباح لها أن تتصدق من مال زوجها بغير إذنه.
• من واجبات الزوجة نحو زوجها أن تحفظه في عِرضه، فلا تدخل بيته أحدًا إلا برضاه؛ لأن في حفظ عرضه حفظاً لعرضها هي أيضًا وعرض أسرتها، مؤكدًا أن حفظ العرض أمر معلوم تقره كل الأديان؛ لأنه فطرة فطر الله الناس عليها رجالًا ونساءً.
• الإضرار بالزوجة وإهانتها إرضاء للوالدين معصية.
• إيذاء الزوج لزوجته طاعة لوالديه من الخطأ الشديد الذي يجب أن ينتبه له الشباب، فالشاب يجب عليه أن يطيع والديه، لكن لزوجته أيضًا حقوق لا يجب الاعتداء عليها، فإيذاؤها وشتمها حرام وتعدٍّ على حقوقها، وطاعة الوالدين وبرهما مشروطة في الشرع بأن تكون في غير معصية.
• الفقهاء اتفقوا على أن الزواج يكون حرامًا إذا ظن الزوج أنه سيُلحق ضررًا بالزوجة، لأن حقوق الزوجة مصونة، ويحرم عليه أن ينتهك هذه الحقوق وبخاصة إذا كان انتهاكها إرضاء للوالدين أو لأخواته غير المتزوجات، مطالبًا بأن تكون هناك منتجات فنية تعالج مثل هذه الأمور المعقدة.
• لا بد للنساء أن يعرفن باختصار فقه الإسلام في أحوالهن الشخصية.
• إجبار الفتاة على الزواج ممن لا تريده مسألة لا أخلاقية فالفتاة لا تجبر شرعًا ولا دينًا على الزواج ممن لا تريده ولا قانونا.
• يجب تعظيم دور المرأة في المجتمعات العربية، واستغلال طاقاتها المهدرة، واحترام حقوقها التي كفلها الإسلام قبل أن تعرفها المنظمات الحقوقية في العالم.
• المرأة تحتاج دائما إلى جمال معنوي يحرس أن يظل جمالها الحسي جاذبا للزوج، وهو جمال المعاملة وجمال التصرف وجمال السلوك وجمال المعيشة، وهذا الذي يؤكد الإسلام عليه وما لا نمل من تكراره وهو السكن المودة الرحمة.
• إذا أرادت المرأة أن تحتفظ بجمالها كقوة جاذبة لزوجها، ليس هناك من ضمان إلا الخلق والدين، وإذا أرادت المرأة الثرية أن تعيش مع زوجها عيشة هنيئة فليس أمامها إلا الدين والأخلاق، لأن الزوج الفقير صاحب الدين والخلق لا يطمع في مال الزوجة، والزوجة الثرية المتدينة لا تنفق ولا تَمُنُّ على زوجها بما تنفقه عليه، فكل المعايير في حاجة إلى ضامن داخلي، هو الدين بمعنى الخلق.
• أنا لست مع المرأة ضد الرجل، ولا مع الرجل ضد المرأة، بل أنا مقيد بأحكام الشرع الشريف، ثم كلنا مقيدون بالقوانين التي بنيت على أحكام الشريعة.
• الإسلام يحذر من أن يكون الهدف من الزواج هو الطمع في مال الزوجة؛ لأن الزواج المبني على شيء كهذا غالبا ما يكون مصيره الفشل، فقد حذر النبي –صلى الله عليه وسلم- من أن تنكح المرأة لمالها فقط، لأن الزواج سيصبح مشروعا تجاريا، والأسرة ليست كذلك، فالإسلام لا يربط مشروع الزواج بغاية تَلعب به في الهواء، مثل المال، وإنما يربطه برابط يزيده قوة ومتانة، وهو الأخلاق والدِّين، ولذلك فإن وُجد الجمال والثراء والحسب بجانب الدِّين فهذا شيء عظيم، لكن ما نحذر منه أن يكون الدافع لارتباط الشاب بالفتاة أو الرجل بالمرأة هو النظر لمالها، أو جمالها فحسب.
• معالجة مشكلة العنوسة ومشكلة الشباب غير القادر على الزواج ليس بأن نفتيهم بنكاح المتعة، فهذا يعد خيانة لفقه أهل السنة وخيانة للعلم؛ وأحذر اتباع الفتاوى الشاذة التي تبيح هذا النوع من النكاح، فالأزهر يقول: إن زواج المتعة حرام وأنه قرين البغاء.
• المرأة تستحق الثناء لأنها تتعب، فلو قارنا بين خدمات الرجل وخدمات المرأة، لوجدنا أن خدمات المرأة أضعاف خدمات الرجل، فرعايتها للبيت تتطلب مجهودًا كبيرًا، وهذا المجهود الذي يُبذل من أجل إسعاد الزوج يجب أن يكون له مقابل من حسن العشرة والصحبة بالمعروف.
• معاملة الزوجة معاملة حسنة منصوص عليها في الشرع، كأن يضع الزوج لقمة في فمها ففي الحديث الشريف: " وَلَسْتَ بِنَافِقٍ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ، إِلَّا آجَرَكَ اللَّهُ بِهَا حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِيِّ امْرَأَتِكَ" .
فتاوى النساء وحرص الأزهر الشريف على الاهتمام بقضاياها
حرصًا من الأزهر الشريف على الاهتمام بقضايا المرأة خصص قسم خاص بفتاوى النساء بمركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الالكترونية يقوم بالتوعية والرصد والتحليل والمعالجة لأهم فتاوى النساء والقضايا التي تمس المرأة وأفتى فضيلة الإمام الأكبر في برامج تليفزيونية بالعديد من الفتاوى منها:
• إجبار الفتاة على الزواج ممن لا تريده مسألة لا أخلاقية؛ لأنها حكم بما يشبه الإعدام على حياة كاملة لفتاة.
• يجوز شرعًا للفتاة أن تخطب لنفسها وللأب أن يخطب لابنته حين يشعر أن هناك شابًّا مناسبًا لابنته، رغم أن ذلك مخالف لما جرت به العادة، وقد حدث ذلك بالفعل في عهد النبي -صلي الله عليه وسلم.
• يحرم خطبة الشاب على خِطبة أخيه، كما يحرم خطبة المرأة المعتدة من وفاة تصريحًا مراعاة للميت وأهله ويجيزها تلميحًا وتعريضًا مراعاة لحق الزوجة في أن تقترن بزوج آخر بعد خروجها من عدتها.
• الأصل في الطلاق، الحظر والحرمة، ولا يجوز إلا لحاجةٍ أو ضرورة.
• المعتدة من طلاق رجعيٍّ يحرم خطبتها في عدتها تصريحًا وتمليحًا؛ لأن الزواج مازال قائمًا، والزوجة في فترة العدة باقية في عصمة زوجها الذي يحق له أن يراجعها في أي وقت، ويُخشى من الخطبة تصريحًا أو تعريضًا لو أبيحت في العدة أن تُعجب الزوجة بالخاطب، وبالتالي تصادر على زوجها حقًّا من حقوقه الشرعية وهو مراجعتها
• لا يجوز التصريح بخطبة المرأة المطلقة طلاقا بائنا أثناء عدتها باتفاق الفقهاء، أما خطبتها بطريق التعريض فمحل خلاف بين الفقهاء, فجمهور الفقهاء على أن المرأة المعتدة من طلاق بائن يجوز خطبتها بطريق التعريض, لعموم قوله تعالي: (وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ) لكن الأحناف يرون أن المعتدة من طلاق بائن لا يجوز خطبتها بطريق التعريض؛ لأن الآية المبيحة للتعريض بالخِطبة إنما ورد في المُعتدة من وفاة فلا يجوز تعديته إلى غيرها من المعتدات.
• زواج المتعة حرام .. ومَنْ يفتي بإباحته بأي شكل من الأشكال خائن لفقه أهل السنة، والأزهر الشريف يرفض كل الفتاوى التي تقول بإباحة هذا النوع من الزواج ويعتبره قرين البغاء، وعلى مَن يفتي بذلك أن يتقي الله في دينه وفي بنات المسلمين.
• زواج القاصرات مرفوض، والإسلام لم يُرَغِّب ولم يشجِّع على مثل هذا الزواج، ولا يجب أن يُوظَّفَ موضوع زواج القاصرات في الهجوم على الإسلام والمسلمين، وإثارة هذا الموضوع يُقصد به تشويه الإسلام في أذهان الشباب، والأزهر مع القانون الذي يقيد سن زواج البنت بـ 18 عامًا.
• أحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بالطفل رسخت لكل ما يحمي حقوقه بشكل عام، قبل أن يتخلق في بطن أمه، وعندما يكون جنينًا، وبعد ولادته، وحتى يبلغ أَشُده، وأحاطت الطفولة بأحكامٍ شرعيةٍ، حرمت كل ما يؤذيه وأوجبت رعايته رعاية كاملة.
• مساواة المرأة بالرجل في الميراث مخالف لتشريع الله تعالى الوارد في القرآن الكريم، وتحريم معارضته
• الحجاب فرض وعورة المرأة جسدها كله ماعدا الوجه والكفين.
• النقاب ليس فرضًا ولا سنة ولا مندوبًا، ولكنه ليس مكروهًا ولا ممنوعًا ، وهو أمرٌ مباح وليس حرام.
• الأصل في عمل المرأة أنه مباح ومشروع ما دام يحتاج إليها العمل وتحتاج إليه، ومادامت تخرج ملتزمة لضوابط خروجها من منزلها من اللباس المناسب لها، ويكون هذا العمل غير مؤثر على بيتها إن كانت متزوجة وأولادها، ويكون بإذن وليها إن كانت غير متزوجة أو إذن زوجها إن كانت متزوجة، وما دام موضوعه مباحًا ومتناسبًا مع طبيعة المرأة، وذلك مع تحقق التزامها الديني والأخلاقي، وأمنها على نفسها وعرضها ودينها، حال قيامها به.
• زواج المسلمة بغير المسلم أمرٌ محرم لأنه من بديهيات ديننا، وفيه ضرر بالأسرة المسلمة.
• سفر الزوج للعمل فترة طويلة وتركه لزوجته عند أهله، أو أهلها لا يجوز لأن الدين الحنيف أكد على أن الحياة الزوجية شركة بين الزوجين القائمين على مطالب هذه الشركة، ويجب على كل منهما تقدير مجهود كل طرف من أجل هذه الأسرة ، وعليه فالزوجة بالخيار عند أهله أو أهلها، وبالاتفاق فيما بينهما ، كما أن الشرع حدد مدة زمنية لا تتجاوز أربعة أشهر في غياب الزوج عن زوجته صونًا لهما معًا، فيجب على الزوج مراعاة ألا تتجاوز غيبته هذه المدة ، لأن غياب الزوج عن مراعاة أسرته له جوانب سلبية عديدة سواء كان مسافرًا أو حاضرًا.
• الطلاق الشفوي المستوفي أركانَه وشروطَه هو ما استقرَّ عليه المسلمون منذ عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعلى المطلِّق أن يُبادر في توثيق هذا الطلاق فَوْرَ وقوعِه؛ حِفاظًا على حُقوقِ المطلَّقة وأبنائها، ومن حقِّ وليِّ الأمر شرعًا أن يَتَّخِذَ ما يلزمُ من إجراءاتٍ لسَنِّ تشريعٍ يَكفُل توقيع عقوبةً تعزيريَّةً رادعةً على مَن امتنع عن التوثيق أو ماطَل فيه
• قدم شيخ الأزهر نصائح للفتيات اللاتي يقعن تحت ضغوط معينة من الأسرة لتتزوج من شخص معين كابن عمها أو رجل ثري، أن يعالجن الأمر بالحكمة والحوار والإقناع، إذ البنت ليس أمامها إلا إقناع الأسرة أو تلجأ إلى من يؤثر في هذه الأسرة، وأحذر الفتيات من التفكير في الهروب من الأسرة في هذه الحالة، فإن الفتاة التي تهرب لا تحل الإشكال وإنما تستبدل به مشكلات لا حل لها قد تصل إلى حد الكوارث التي تحيق بها وبأسرتها معًا.
• ونصح فضيلة الإمام الأكبر أن يعود الناس إلى الهدي النبوي في مسائل المهور واحتفالات وتكاليف الزواج هذا إن أرادوا أن يقوم الزواج على بركة الله.