أصدرت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية تقريرًا تستعرض فيه حصاد 8 سنوات من بناء الإنسان المصري في مجال الخدمات التعليمية، وذلك خلال الفترة من يوليو 2014 إلى يونيو 2022.
وأوضحت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن الدولة المصرية وجهت من الموازنة العامة ما يزيد عن 1 تريليون جنيه للإنفاق الحكومي على قطاع التعليم خلال الثمان سنوات السابقة (14/2015-21/2022)، وذلك بمعدل نمو بلغ 158% مقارنةً بالسنوات الثمان التي سبقتها (06/2007- 13/2014).
وارتفع الإنفاق الحكومي السنوي المُوجه للقطاع من 84 مليار جنيه عام 13/2014 إلى 173 مليار جنيه عام 21/2022 بمعدل نمو بلغ 105%، وتجاوز الاستثمار العام المُوجه لقطاع التعليم خلال ذات الفترة 194 مليار جنيه وبمعدل نمو بلغ 442%، حيث ارتفع الاستثمار العام السنوي المُوجه للقطاع من 6.5 مليار جنيه عام 13/2014 إلى 56.4 مليار جنيه عام 21/2022 وبمعدل نمو تجاوز 760%.
وأشارت السعيد إلى أن خطة (22/2023) تستهدف توجيه استثمارات عامة تُقدّر بنحو 69.2 مليار جنيه، بنسبة نمو حوالي 23% مُقارنة بالعام المالي (21/2022)، وذلك لتنفيذ عديدٍ من البرامج والـمُبادرات.
وأشار تقرير وزارة التخطيط إلى أهم البرامج والمبادرات التي تم تنفيذها في مجال التعليم قبل الجامعي ومنها خفض كثافات الفصول وإتاحة خدمات التعليم بالمناطق المحرومة حيث وجهت الدولة 52.4 مليار جنيه لهيئة الأبنية التعليمية في 8 سنوات، نتج عنها تنفيذ وتسليم عدد (7094) مشروع إنشاء مبنى مدرسي بإجمالي (108917) فصل وذلك منذ عام 14/2015 حتى تاريخه.
كان نصيب محافظات الصعيد 34% ومحافظات الدلتا 42% ومحافظات مدن القناة وسيناء والحدودية 6% ومحافظات القاهرة الكبرى 18%، إلى جانب تحسين تنافسية مخرجات التعليم حيث تم تعزيز البنية الأساسية المعلوماتية للمدارس: بهدف وصول خدمات المعلومات لجميع المناطق الريفية والنائية والتوسع في استخدام الحواسيب في المؤسسات التعليمية على جميع المستويات، وفي خلال الفترة (يوليو 2014- مايو 2020)، تم تجهيز 9 آلاف معمل مدرسي و27 ألف فصل مُطور، فضلاً عن توصيل مدارس المرحلة الثانوية بشبكات داخلية بها خادم معلومات وشبكات انترنت ذات سرعة مرتفعة، وتوفير نحو 11 ألف شاشة تفاعلية لتمكين الطلاب من التعلم داخل الفصل، فضلاً عن إتاحة الدخول إلى تلك الشبكات من خارج المدرسة ودون تكلفة من خلال مراكز الشباب وقصور الثقافة، كما تم توفير 2 مليون جهاز لوحي "تابلت" لطلاب الصف الأول الثانوي في جميع محافظات الجمهورية، كما تم خلال هذه الفترة تنفيذ عدد حوالي 20 ألف مشروعاً لتطوير وصيانات مختلفة بالمدارس القائمة لرفع كفاءتها والحفاظ على استقرار الحالة الإنشائية لها.
وأشار التقرير إلى دور مُبادرة "حياة كريمة" في الارتقاء بجودة الخدمات التعليمية بالريف المصري حيث يحظى قطاع التعليم بأولوية كبيرة ضمن أهم التدخلات التي يتم تنفيذها في إطار المشروع القومي لتطوير الريف المصري "حياة كريمة" حيث يتم حالياً تنفيذ 2427 مشروعاً تشمل عدد (1130) مشروع إنشاء مباني مدرسية وعدد (1297) مشروع تطوير ورفع كفاءة لإنشاء وتطوير 1105 فصل تعليمي لخدمة أهالي 1477 قرية ضمن المرحلة الأولى من المُبادرة والبالغ عدد سكانهم ما يزيد عن 17 مليون مواطن، وقد تم خلال العام المالي 21/2022 (فقط) صرف ما يزيد عن 2.7 مليار جنيه لتنفيذ التعليم ضمن مُبادرة "حياة كريمة".
وسلط التقرير الضوء على أهم المبادرات والبرامج والمشروعات الاستراتيجية بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، ومنها التوسع في إتاحة خدمات التعليم الجامعي حيث ارتفع عدد الجامعات الحكومية مع تحقيق تنوع مستمر في البرامج والمسارات التعليمية، وزيادة التغطية الجغرافية لتصل إلى 100%، فوفقاً لإحصاءات 2022، بلغ عدد الجامعات الحكومية 27 جامعة منها 4 جامعات أُنشئت في الأعوام الأربعة الأخيرة، ( العريش، الوادي الجديد، مطروح، الأقصر)، تضم 516 كلية، مقارنةً مع 392 كلية في 2014، بمعدل نمو حوالي 32%، كما تم إنشاء 124 كلية ومعهد دراسات عليا جديداً بالجامعات الحكومية، واستحداث 271 برنامجاً جديداً بالجامعات الحكومية تخدم احتياجات سوق العمل وعملية التنمية الوطنية ليصل عدد البرامج إلى 389 برنامجاً، مما ساهم في زيادة في الطاقة الاستيعابية للجامعات والمعاهد بنسبة 36%.
وارتفع عدد الكليات والبرامج الجامعية الحاصلة على الاعتماد بنسبة 565% من 46 عام 2014 إلى 306 (221 كلية و85 برنامج) عام 2022، كما ارتفع عدد الطلاب الوافدين المقيدين بمؤسسات التعليم العالي بنسبة 291%، من 22 ألف طالب عام 2014 إلى 87 ألف طالب عام 2022، إلى جانب افتتاح ثلاث جامعـات تكنولوجيـة، وهـي القاهـرة الجديـدة وقويسـنا (الدلتا) وبنـي سـويف، والتـي بـدأت الدراسـة بهـا فـي العـام الدراسي 19/202، بطاقة استيعابية 7500 طالب، وجاري إنشاء 6 جامعــات تكنولوجيــة جديدة فــي 6 أكتوبــر وبــرج العــرب وشــرق بورســعيد وأســيوط الجديــدة وطيبــة الجديــدة بالأقصر وســمنود بالغربيــة، بطاقة استيعابية 15 ألف طالب، والتــي تقــدم برامــج دراســية فــي الصناعــات المعدنيــة، إلى جانب ، إنشاء 5 مؤسسات تعليم أكاديمية دولية في مصر ، وإنشاء 4 مؤسسات تعليمية تستضيف 6 فروع للجامعات الأجنبية المرموقة ، فضلا عن إنشاء 4 جامعات أهلية جديدة بمُستوى دولي، وجاري إنشاء 16 جامعة أخرى.
وأشار التقرير إلى تعميق التنمية التكنولوجية ونشر ثقافة العلوم والابتكار حيث تم في عام 2015 تم إطلاق البرنامج القومي للحاضنات التكنولوجية (انطلاق)، ليكون أكبر مظلة لإنشاء الحاضنات التكنولوجية وإدارتها في منظومة ريادة الأعمال والابتكار، تغطي أنحاء الجمهورية، وأسفر البرنامج عن تخرج 45 شركة للسوق، وتخصيص تمويل بقيمة 130 مليون جنيه لنحو 30 حاضنة، وتدريب أكثر من 2000 متدرب، وتم احتضان 175 شركة وبلغ عدد الحاضنات المتعاقد عليها 14 حاضنة، وبلغت القيمة السوقية لعدد 7 شركات 100 مليون جنيه، علاوة على إنشاء بنك الابتكار المصري EIB في عام 2018 ويعد أكبر منصة حكومية للابتكار في مصر والمنطقة، تُطرَح من خلالها التحدّيات التكنولوجية الراهنة وتُحوَّل إلى فرص استثمارية باستخدام الحلول والأفكار المبتكرة، وقد أنشأ البنك 15 حاضنة أعمال وشارك في 40 مشروع تخرج، إلى جانب اعتماد 300 منحة للدورة الثامنة من برنامج علماء الجيل القادم لعام 2022، والتعاقد لتنفيذ 635 مشروع بمجالات الطاقة والمياه والصحة والاتصالات والزراعة والتطبيقات التكنولوجية الحديثة والبيئة والصناعات الاستراتيجية، وذلك في إطار تعزيز دور البحث العلمي في تطوير المرافق العامة والتحسين البيئي، كما تم دعم 594 مشروع تخرج من حوالي 1300 مقترح مطابق للشروط، حيث بلغ عدد الجامعات الحكومية الحاصلة على الدعم لعام 2022، نحو 23 جامعة حكومية، بالإضافة إلى 23 جامعة خاصة ومعهداً عالياً، ويبلغ عدد الطلاب المستفيدين من دعم مشروعات التخرج 3000 طالب.
وحول أهم النتائج الاستراتيجية في مجال التعليم الجامعي والبحث العلمي أشار التقرير إلى إدراج 23 مؤسسة تعليم عالي بتصنيف التايمز البريطاني عام 2022، استمرار وجود جامعة القاهرة ضمن أفضل 500 جامعة على مستوي العالم وفقاً للتصنيف الصيني "شنغهاي" لعام 2021، متصدرة بذلك كافة الجامعات المصرية وضمن أفضل 5 جامعات إقليمية، إدراج جامعات "القاهرة والإسكندرية وعين شمس والمنصورة" ضمن أفضل 1000 جامعة في العالم وفقاً لتصنيف "QS" البريطاني، إدراج 23 جامعة مصرية في تصنيف THE البريطاني لتأثير الجامعات، إدراج 42 جامعة مصرية ومركز بحثي في تصنيف سيماجو الإسباني لعام 2022، كما حصلت مصر على المركز 26 عالمياً في مجال النشر الدولي لعام 2021 في مؤشر سيماجو الإسباني للنشر الدولي، مُقارنة بالمركز 28 في عام 2020، احتلت مصر المرتبة الأولى أفريقياً في مؤشر المعرفة العالمي عام 2021 ، حيث حصلت على المركز 53 من بين 154 دولة، وتقدمت مصر 11 مركز في المؤشرات الدولية الخاصة بالبحث العلمي والابتكار، حيث تقدمت من المركز 107دولياً عام 2014 إلى المركز 96 عام 2021، علاوة على أن مصر في المركز 11 عالمياً والأول أفريقياً في النشر العلمي في تحلية المياه، والمرتبة 25 في النانو تكنولوجي، والثالثة أفريقياً في الزراعة الذكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة