يستمر ملف الهجرة فى إرهاق الدول الأوروبية، وسط غياب الحلول العملية لموجات المهاجرين، وتأجج الوضع بعد حرب أوكرانيا التى أدت إلى موجات هجرة كبيرة للدول الأوروبية.
وفى إيطاليا، أعلنت وزارة الداخلية الايطالية أنه منذ بداية العام الجارى وحتى الآن، وصل 18,841 مهاجرًا إلى سواحل البلاد، مشيرة إلى أن “فى الفترة نفسها من العام الماضي، شهدت وصول 14,412 مهاجراً، بينما فى عام 2020 كان هناك 5024 مهاجراً فقط".
وأشارت وزارة الداخلية إلى أن "فى اليومين الماضيين، وصل 371 شخصاً إلى سواحلنا (360 أمس و11 اليوم)، مما رفع العدد الإجمالى للوافدين عن طريق البحر إلى بلادنا منذ بداية الشهر إلى 8080، أما فى العام الماضي، ففى شهر مايو بأكمله، كان هناك 5679 وافداً، بينما فى عام 2020 كان العدد قد وصل إلى 1654 مهاجراً".
وقامت إيطاليا بفتح ميناء صقلية لحوالى 300 مهاجر تم إنقاذهم، من بينهم 49 طفلا، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن 3 سنوات.
تشعر السلطات بقلق متزايد من أن أزمة الغذاء المتزايدة، والتى تفاقمت بسبب الحصار المفروض على مخازن الحبوب فى أوكرانيا، قد تؤدى إلى أزمة هجرة جديدة من شمال إفريقيا.
وفى إسبانيا، قامت وحدة الانقاذ البحرى الإسبانى باعتقال 279 مهاجرا فى نهاية هذا الأسبوع كانوا متجهين إلى جزر الكنارى، ومن بين المهاجرين الذين احتجزتهم هيئة الإنقاذ الإسبانية، تم التعرف على قاصرين وحديثى الولادة ممن رعتهم السلطات.
من ناحية أخرى، عمل مركز الإنقاذ البحرى المغربى ومركز التحكم فى لاس بالماس معًا لضمان مهام الاعتقال والاعتراض، حتى عندما يتزامن الوصول فى الوقت المناسب.
وفى بولندا، قال مقر حرس الحدود البولندى إنه منع ما يقرب من 600 مهاجر من بيلاروسيا من العبور حتى الآن هذا العام، ووصل حوالى 100000 لاجئ يوميًا إلى الحدود البولندية فى أوائل مارس، لكن العدد انخفض إلى حوالى 20000 طوال شهر مايو، ولكن لا تزال الأزمة تثير قلقا فى البلاد.
أفاد حراس على موقع تويتر أنهم احتجزوا يوم الاثنين 23 مهاجرا تمكنوا من عبور أسوار الأسلاك الشائكة لدخول بولندا، العضو فى الاتحاد الأوروبي.
وتقول وارسو أن المسؤولين البيلاروسيين يساعدون المهاجرين فى قطع الأسلاك الشائكة وعبور الحراس البولنديين ومهاجمتهم.
تخطط بولندا لإقامة حاجز حديدى فى الأشهر المقبلة لمنع العبور غير القانونى من بيلاروسيا. - حرس الحدود يستقبل تعزيزات من القوات المسلحة.
تم تسجيل أكثر من 1.1 مليون شخص لدى السلطات البولندية وحصلوا على رقم هوية الولاية الذى يسمح لهم بالوصول إلى الخدمات العامة. وفى عام 2021، سجل الحرس البولندى 39700 محاولة عبور غير قانونى من بيلاروسيا.
وعلق بابا الفاتيكان على أزمة المهاجرين التى تواجهها أوروبا فى أعقاب حرب أوكرانيا، قائلا أن الحرب الأوكرانية خلقت أكبر موجة للجوء فى القارة الأوروبية منذ عهد الحرب العالمية الثانية.
ولدى استقباله المشاركين بالاجتماع العام للجنة الدولية الكاثوليكية للهجرة (CICM)، أضاف البابا فرنسيس "أشكركم بصدق على كل العمل الذى أنجزته الهيئة على مدى السبعين سنة الماضية، وكان للعديد من هذه الإجراءات تأثير حاسم حقًا"، مضيفا " كما أشكركم بشكل خاص، على جهودكم لمساعدة الكنائس للاستجابة للتحديات المرتبطة بالنزوح الجماعى الناجم عن الصراع فى أوكرانيا".
وذكر البابا بأن "هذه أكبر حركة للاجئين فى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك، لا يمكننا أن ننسى ملايين طالبى اللجوء، اللاجئين والمشردين فى أجزاء أخرى من العالم، الذين هم بأمس الحاجة إلى الترحيب، الحماية والحب، وفقا لوكالة "آكى" الإيطالية.
وأطلق البابا نداء، قال فيه: "ككنيسة نريد أن نخدم الجميع ونعمل بشغف لبناء مستقبل سلام. لديكم فرصة لإعطاء وجه لمحبة الكنيسة النشطة تجاههم"، فى إشارة إلى المهاجرين. قائلا "إنكم تمثلون رسمياً، المجالس الأسقفية التى أعطت التزامها بهذه اللجنة"، مؤكدا أن "استعداد هذه المجالس للعمل معًا فى استقبال المهاجرين واللاجئين وحمايتهم وتعزيزهم وإدماجهم يؤكده حضوركم هنا". ومستشهداً بأنشطة اللجنة "الإعلانية الداخلية والإضافية، شدد البابا على أن هذه الأخيرة وتشرك الكنيسة وتعمل من أجل وعى دولى أوسع بقضايا الهجرة، من أجل تعزيز احترام حقوق الإنسان وكرامته حسب توجيهات العقيدة الاجتماعية للكنيسة".
ووفقا لتقرير الأمم المتحدة فإن من بين أكثر من 6.6 مليون لاجئ أوكرانى فروا إلى الدول المجاورة، انتقل 2.9 مليون إلى دول أوروبية أخرى، حيث عبر اللاجئون، ومعظمهم من النساء والأطفال، حدود أوكرانيا منذ الحرب فى 24 فبراير.
يعطى الرقم من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) فكرة عن عدد الأشخاص الذين بقوا فى أول بلد دخلوا إليه وعدد الذين توجهوا إلى أماكن أخرى مع انتشار أزمة النزوح التى سببتها الحرب فى جميع أنحاء البلاد.
يُظهر مخطط المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين فى البلدان غير المجاورة موجودون فى ألمانيا وجمهورية التشيك وإيطاليا.